ما هي الشمولية؟

اقرأ في هذا المقال


تصبح الدولة شمولية عندما تسيطر بنظام حكم شامل، حيث تكون نشاطات وأهداف جميع منظمات المجتمع المدني راضخة لتحكم الدولة، حيث يعد ذلك غياب حرية هذه المنظمات.

مفهوم الشمولية:

الشمولية يعتبر مصطلح مستخدم من علماء السياسة؛ للتعبير عن الدولة التي تريد فرض سيطرتها على المجتمع وتقوم بالهيمنة على كل نطاقات الحياة العامة والشخصية، فما يفرقها عن السلطوية بأنها تحاول السيطرة بكافة أوجه الحياة بما يشمل: الاقتصاد والتعليم والفن وأخلاقيات المواطنين.

لمحة عن الشمولية:

استعمل المفكر كارل شميت المصطلح في كتابه مفهوم السياسة الذي صدر سنة 1927، ليوضح ركائز قانونية للدولة البالغة القوة. وساد المصطلح منتشراً في دول الغرب المناصرة للشيوعية أثناء فترة الحرب الباردة، من باب إظهار الشبه بين ألمانيا النازية ودول فاشية يمينية والحزب الشيوعي السوفييتي اليساري. ويوجد حكومات قالت بأنها شمولية مثل: الاتحاد الإسباني لليمين المستقل، الذي برز ما بين 1933 وسنة 1937 في الجمهورية الإسبانية الثانية.

الفرق بين الأنظمة الشمولية والسلطوية:

إن مفهوم (النظام السلطوي) يؤشر على وضع يكون فيها قائد الحكم لوحده وهو الإنسان الدكتاتوري، أو هيئة عسكرية أو جماعة نخبوية قليلة تنفرد بالسلطة السياسية. وإن الأيديولوجية المعلنة بشكل رسمي تدخل أعمق روافد الهيكل المجتمعي، حيث تحاول الحكومة الشمولية بالسعي إلى التحكم التام على عقول وتصرفات مواطنيها؛ لذلك تُعَدّ الشمولية عبارة عن نسخة متطرفة من السلطوية، فالتسلط لا يتشابه في المقام الأول من الشمولية في ذلك المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية الموجودة ليست تحت هيمنة الحكومة.

الاختلافات بين الشمولية والسلطوية:

  • الشمولية عكس شقيقتها السلطوية غير الشعبية والناقصة، ففي الدكتاتوريات الشمولية يطوّر الرئيس أو القائد كاريزما عبادة شخصية أمام الجماهير في نظام شبه ديمقراطي يرتكز على علاقة متبادلة بين الجماهير والقائد، عن طريق التلاعب بأفكارهم وبوعيهم وإنشاء صورة صادقة لشخصيته خالية من العيوب.
  • السلطويين يعتبرون أنفسهم بأنهم أشخاص راغبين في الحكم ويحاولون المحافظة عليها، أمّا بالنسبة للشموليون يعتبرون أنفسهم بأنهم غائية أسطورية تقريباً، فهم ليسوا مجرد طغاة بل وظيفتهم تبديل وإعادة تشكيل الكون من جديد.
  • السلطويين يفتقدون الأيديولوجية، يسيطرون بمزيج من زرع التوتر وإعطاء المكافآت إلى المتعاونين المخلصين، أيضاً توليد حكومة كليبتوقراطية في آخر المطاف.

المصدر: الإنسانوية، ستيفن لوالصحافة السودانية والأنظمة الشمولية، صديق محيسي إيران الحائرة بين الشمولية والديمقراطية، يوسف عزيزي


شارك المقالة: