ما هي حادثة بيتريتش؟

اقرأ في هذا المقال


كانت حادثة بيتريتش أو حرب الكلب الضال أزمة يونانية بلغارية في سنة 1925، مما أدى إلى غزو لبلغاريا من قبل اليونان بالقرب من مدينة بيتريتش، بعد مقتل قبطان يوناني وحارس بواسطة الجنود البلغار، وانتهى الحادث بعد قرار من عصبة الأمم.

تاريخ حادثة بيتريتش:

كانت العلاقات بين اليونان وبلغاريا قد توترت منذ أوائل القرن العشرين؛ بسبب التنافس بينهما على حيازة مقدونيا وبعد ذلك تراقيا الغربية، مما أدى إلى سنوات من حرب العصابات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في 1904 إلى 1908 (الكفاح المقدوني) وعدد قليل بعد سنوات في الصراع المفتوح بين اليونان وبلغاريا، خلال حرب البلقان الثانية (1913) والحرب العالمية الأولى (الجبهة المقدونية 1916 – 1918).
لقد كانت نتائج النزاعات نصف المنطقة الأوسع من مقدونيا، والتي أصبحت تحت السيطرة اليونانية بعد حروب البلقان تليها تراقيا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى بموجب معاهدة نويي، حيث كان معظم السكان في كلا المنطقتين بلغارياً لذلك ظلوا أهدافاً للوحدوية البلغارية طوال فترة ما بين الحربين. لقد شنت منظمتان المنظمة الثورية المقدونية الداخلية (IMRO) والمنظمة الثورية التراقية الداخلية (ITRO) ومقرها في بلغاريا غارات وهجمات إرهابية على الأراضي اليونانية واليوغوسلافية.
لقد كان بيتريتش هو المركز الإداري لمقدونيا التي كانت تسيطر عليها بلغاريا، حيث كانت المنظمة البحرية الدولية للشرق الأوسط تدير دولة داخل دولة خلال سنوات ما بين الحربين الأولى، ففي سنة 1923 هددت سياسات رئيس الوزراء البلغاري ألكسندر ستامبولييسكي للمصالحة مع يوغوسلافيا وجودها، ولذلك لعبت المنظمة البحرية الدولية دوراً رائداً في اغتياله.

حادثة بيتريتش:

هناك نسختان من كيفية بدء الحادث:
في الرواية الأولى بدأ الحادث في 18 أكتوبر من قبل جندي يوناني يركض خلف كلبه الذي ضل طريقه عبر الحدود من اليونان عند ممر دمير كابيا في (Belasitsa Belles)، بالتالي يشار إليها أحياناً باسم حرب الكلب الضال، وكانت الحدود تحت حراسة حراس بلغاريين أطلق أحدهم النار على الجندي اليوناني.
في النسخة الثانية وقع الحادث في 18 أكتوبر على يد جنود بلغاريين عبروا الحدود اليونانية، حيث هاجموا موقعاً يونانياً في بيلاسيتسا وقتلوا قبطاناً يونانياً وحارساً.

ردود الفعل البلغارية واليونانية:

لقد أوضحت بلغاريا أن إطلاق النار كان بسبب سوء فهم وأعربت عن أسفها، بالإضافة إلى ذلك اقترحت الحكومة البلغارية تشكيل لجنة مختلطة من الضباط اليونانيين والبلغاريين للتحقيق في الحادث، لكن الحكومة اليونانية رفضت طالما بقيت القوات البلغارية على الأراضي اليونانية.
كذلك أصدرت الدكتاتورية اليونانية بقيادة الجنرال ثيودوروس بانغالوس إنذاراً نهائياً لبلغاريا مدته 48 ساعة؛ لمعاقبة المسؤولين اعتذاراً رسمياً ومليوني فرنك فرنسي كتعويض لأسر الضحايا، ففي 22 أكتوبر أرسلت اليونان أيضاً جنوداً إلى بلغاريا لاحتلال بلدة بيتريتش بهدف تنفيذ المطالب.
بسبب توتر المناخ السياسي ازداد الموقف، ورداً على ذلك قامت الحكومة اليونانية برئاسة الجنرال ثيودوروس بانغالوس إرسال قوات عسكرية إلى بلغاريا في محاولة لسيطرة بيتريتش، حيث أرسل رسالة إلى الطرف البلغاري تطالب فيه:

  • محاسبة قادة القوة البلغارية المسؤولة عن إطلاق النار على الجنود اليونانيين.
  • اعتذار رسمي من الحكومة البلغارية عن الحادث.
  • تعويض ب 6 ملايين دراخمة يونانية لأسر الضحايا.

التدخل الدولي:

بدأ القتال بين القوات اليونانية والبلغارية وناشدت بلغاريا عصبة الأمم التدخل في النزاع، حيث نظمت بعض (chetas) من المنظمة الثورية المقدونية الداخلية (IMRO) جنباً إلى جنب مع الحراس خطوط دفاع ضد الإغريق بالقرب من بيتريتش. لقد تم استدعاء متطوعين وقدامى المحاربين من المنطقة بأكملها للانضمام إلى المقاومة وأوضحت اليونان أنها ليست مهتمة بالأراضي البلغارية لكنها طالبت بالتعويض.
وفقاً لبعض الصحف المعاصرة تم الاستيلاء على مدينة بتريش ولكن في الواقع أرسلت عصبة الأمم برقية إلى كلا البلدين لإيقاف جيوشهم قبل ساعات قليلة من إطلاق اليونانيين هجومهم، حيث أمرت العصبة بوقف إطلاق النار وسحب الجنود اليونانيون من بلغاريا واليونان لدفع 45 ألف جنيه إسترليني إلى بلغاريا.
لقد قبل كلا البلدين القرار لكن اليونان اشتكت من التفاوت بين معاملتها ومعاملة إيطاليا خلال حادثة كورفو سنة 1923، حيث كانت هناك قاعدة واحدة في العصبة للقوى العظمى مثل إيطاليا وأخرى للقوى الأصغر مثل اليونان.
لقد أرسل مجلس العصبة ملحقين عسكريين من فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة لإبلاغه عندما توقفت الأعمال العدائية ولمراقبة انسحاب القوات اليونانية، كما قرر الملحقون أن البلغار لا ينبغي أن يعيدوا احتلال المنطقة حتى انقضاء وقت معين لمنع وقوع الحوادث.
لقد كان على اليونان دفع تعويض عن الأضرار المادية والمعنوية بمبلغ 45000 جنيه إسترليني في غضون شهرين، حيث قتل أكثر من 50 شخصاً معظمهم من المدنيين البلغاريين قبل امتثال اليونان.

المصدر: الساحة الشرفية، عبد القادر شاوينوادر الحرب العظمى، يوسف توماأندروس أوديسي: التحرير، ستافروس بوينوديريس التصدي، صدام حسين


شارك المقالة: