ما هي مهمة التثقيف؟

اقرأ في هذا المقال


كانت فكرة مهمة التعليم أي مهمة التحضير مبرراً للتدخل أو الاستعمار في المجتمعات الأقل تطوراً، من قبل القوى الصناعية تحت اسم نشر الحضارة. يستخدم المصطلح بشكل رئيسي للإشارة إلى قضية سياسة التغريب، تجاه مجتمعات الشعوب الأصلية أي المجتمعات غير الصناعية، في القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر.

لمحة عن مهمة التثقيف:

تم تعميم الفكرة كمبدأ أساسي للحكم الاستعماري من الأطراف الصناعية، مثل: فرنسا والبرتغال من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن العشرين. أثرت فكرة مهمة التعليم على مستعمرات المغرب العربي وغرب إفريقيا والهند الصينية وفرنسا، أيضاً أنغولا وغينيا وموزمبيق وتيمور الشرقية. في القوى الاستعمارية نشأ شعور بضرورة نشر الحضارة الغربية، على أولئك الذين كانوا يعتبرون أشخاصاً بدائيين في القوات الاستعمارية. لم يحاول الأوروبيون أن يحكموا شعوب المستعمرات فحسب، بل سعوا إلى تغريبهم وفقاً لمبدأ الاستيعاب الاستعماري.

الأصول التفكيرية لمهمة التثقيف:

يمكن إرجاع أصول مهمة التفكير الفكري، إلى تقليد أوروبي يعود إلى العصور الوسطى، فقد كان المفكرون الأوروبيون منغمسين في التغيير الاجتماعي، قائلين أن التغيير هو التقدم فقط. في القرن الثامن عشر، بدأ التاريخ يرى مساراً مستمراً باتجاه واحد، نحو التنمية الاجتماعية والثقافية وكان للأوروبيين الأسبقية. لقد رأى عنصريو الدول البدائية عجزاً جوهرياً، لكن المفكرين الأكثر تقدماً مثل: كوندورسيتوس افترضوا أن مساعدة تلك الشعوب، التي ستعد لنا لإعطائهم الوسائل لإيجاد الأخوة بين الأوروبيين وتصبح أصدقاء ورفاق لهم.
بقيت الآراء التطورية من الفترة الاستعمارية، فقد أعلن منظرو التحديث أنه يجب تدمير العادات والتقاليد، أيضاً يجب أن تتكيف المجتمعات التقليدية أو تختفي.
يرى المفكرون في مرحلة ما بعد المفاهيم، أن البناء ما هو إلا استمرار لمهمة التحضير الاستعماري، حيث أن عملية تقرير كان معناه ولا يزال عملية مثل: المجتمعات الصناعية، من ثم يعني الإعداد أن جميع المجتمعات يجب أن تصبح مجتمعات مستهلكة، وتتخلى عن عاداتها وتقاليدها الأصلية.

استعمار فرنسي:

كان القائد السياسي للجمهورية الفرنسية جول فيري، من أوائل المؤيدين للفكرة، لقد تم توفير الجنسية الفرنسية والحقوق المتساوية لأولئك الذين اعتنقوا الثقافة الفرنسية، بما في ذلك استخدام اللغة الفرنسية في حياتهم، وارتداء الملابس الغربية والتحول إلى المسيحية.
على الرغم من أن الجنسية الفرنسية كانت متاحة للمقيمين في المجتمعات الأربع: داكار، سانت لويس، جور وروسوفسك، إلا أن معظم سكان غرب أفريقيا لم يعتمدوا الثقافة الفرنسية أو المسيحية. بعد الحرب العالمية الأولى، استبدل الارتباط الاستيعاب كمبدأ أساسي للعلاقات الاستعمارية، وقد افترض أن الثقافة الفرنسية قد تكون موجودة إلى جانب مجتمعات الشعوب الأصلية، وأن هذه المجتمعات ذات السيادة قد ترتبط بحرية بفرنسا في نطاق الاتحاد الفرنسي.

المصدر: القهر ومشروعية سلطة الدولة، علي صبيح التميمي الثقافة وأجهزتها، د.محمد مندور مدخل إلى الصحافة، عمار ميلاد نصرالاتجاهات الحديثة فى المكتبات و المعلومات، شعبان عبد العزيز خليفة


شارك المقالة: