ما هو التطرف؟

اقرأ في هذا المقال


يستخدم هذا المصطلح في المقام الأول بالمعنى السياسي أو الديني؛ للإشارة إلى إيديولوجية تعتبر من قبل المتحدث أو من قبل بعض الإجماع الاجتماعي المشترك الضمني، بأنها بعيدة كل البعد عن المواقف السائدة في المجتمع. ويمكن استخدامه أيضاً في سياق اقتصادي، بالعادة ما يقصد بهذا المصطلح أن يكون تحريفاً، مع ذلك يمكن استخدامه أيضاً بمعنى أكثر أكاديمية، وصفياً بحتاً وغير مدان.

مفهوم مصطلح التطرف:

هناك العديد من التعريفات المختلفة للتطرف، حيث يقدم كل من بيتر كولمان وأندريا بارتولي ملاحظة للتعريفات، بأن التطرف ظاهرة معقدة، على الرغم من صعوبة التعقيد في كثير من الأحيان، بكل بساطة يمكن تعريفه على أنه أنشطة معتقدات، مواقف، مشاعر، أفعال واستراتيجيات لشخصية بعيدة عن المألوف، بالإضافة بأنه يتجلى في حالات النزاع كشكل حاد من اشتباك الصراع، مع ذلك فإن تصنيف الأنشطة والأشخاص والمجموعات، على أنها متطرفة، وتحديد ما هو عادي في أي مكان هو دائماً مسألة ذاتية وسياسية.
وسينظر البعض إلى نفس العمل المتطرف على أنه عادل وأخلاقي، مثل: قتال الحرية المؤيد للمجتمع، والبعض الآخر على أنه غير عادل وغير أخلاقي بمسمى الإرهاب المعادي للمجتمع، اعتماداً على قيم المراقب وسياسته ونطاقه الأخلاقي وطبيعة علاقته مع الفاعل. بالإضافة قد يتغير إحساس المرء بالطبيعة الأخلاقية أو غير الأخلاقية، لفعل معين من التطرف مثل: استخدام نيلسون مانديلا لتكتيكات حرب العصابات ضد حكومة جنوب إفريقيا، مع تغير الظروف كالقيادة، الرأي العالمي، الأزمات والحسابات التاريخية.
وهكذا، فإن السياق الحالي والتاريخي للأعمال المتطرفة يشكل رؤيتنا لها، أيضاً إن اختلافات القوة مهمة عند تحديد التطرف. وعندما تكون في حالة صراع تميل أنشطة أعضاء الجماعات منخفضة القوة إلى النظر إليها على أنها أكثر تطرفاً من الأنشطة المماثلة، التي يرتكبها أعضاء الجماعات التي تدعو إلى الوضع الراهن.

وجهات نظر المتطرفين:

تتناقض وجهات نظر المتطرفين بالعادة مع آراء المعتدلين في الدول الغربية، على سبيل المثال: في الخطاب المعاصر عن الإسلام أو الحركات السياسية الإسلامية، يتم التشديد بشكل شائع على التمييز بين المتطرفين والمسلمين المعتدلين. وغالباً ما تتضمن الأجندات السياسية التي ينظر إليها على أنها متطرفة تلك من سياسات أقصى اليسار، أو سياسات أقصى اليمين، بالإضافة إلى التطرف والرجعية والأصولية والتعصب.

المصدر: التطرف الديني، بلهول نسيمآفة العصر التطرف، محمد أحمد محمد السيدالتطرف والإرهاب وآليات مقاومتهما الفكرية في الوطن العربي، علي السيد محمد إمام


شارك المقالة: