عينة مسحة الأذن في مختبر الميكروبيولوجي

اقرأ في هذا المقال


قد تتعرض الأذن التهابات عديدة وقد يكون مصدر هذه التهابات عوامل عدوى جرثومية، وتختلف مصادر العدوى الجرثومية التي تسبب التهابات في أجزاء الأذن بحيث قد تكون عدوى بكتيرية أو عدوى فطرية، لذا لا بد من إجراء الفحوصات المخبرية لمسحات عينة للأذن لتعرف على مصدر الإصابة بالعدوى ومعالجتها في أسرع وقت ممكن، حتى لا تسبب هذه العدوى التهابات في أجزاء أخرى في الجسم.

ما هو التهاب الأذن؟

التهاب الأذن: هو عبارة عن إحدى أنواع التهابات التي تصيب الإنسان وينتج هذا النوع من التهابات في أجزاء مختلفة في الأذن سواء كانت الأذن الخارجية أو الوسطى أو الداخلية، وتختلف أسباب التهابات الأذن في اختلاف الجزء المعرض للالتهاب على سبيل المثال أكثر الأسباب شيوعاً لالتهاب الأذن الخارجية التعرض إلى مصادر للعدوى وتلوث وقد تكون هذه العدوى إما بكتيرية أو فطرية.

إما الأذن الوسطى قد تتعد أسباب التهاب فيها منها ما هو عدوى جرثومية انتقلت من الحلق أو الأنف أو بسبب نزلات البرد التي تؤدي إلى انتفاخ الأنبوب الذي يصل بين الحلق والأذن وبسبب انتفاخ هذا الأنبوب يؤدي إلى تجمع السوائل داخل الأذن الوسطى وتعتبر هذه البيئة ملائمة لنمو وتكاثر الخلايا الميكروبية سواء كانت أنواع من البكتيريا المختلفة أو فطريات، حيث يظهر هذا النوع من الالتهابات على هيئة أعراض وعلامات سريرية على مريض ومن أهمها:

  • الألم في الأذن وتتراوح شدتها حسب شدة التهاب.
  • صداع وعدم توازن الجسم.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • خروج سائل أصفر لزج من الأذن، أو حدوث ندبات قيحية حول الأذن.
  • ضغط على الأذن وقد تؤدي إلى مشاكل في السمع.

ما هو اختبار زراعة مسحة الأذن؟

اختبار زراعة مسحة الأذن: هو عبارة عن إحدى فحوصات والاختبارات التي يتم إجراءها في مختبر الأحياء الدقيقة السريري، ويستخدم هذا الاختبار الشائع من أجل تشخيص الالتهابات والعدوى البكتيرية والفطرية في الأذن، وتختلف أسباب هذه الالتهابات الجرثومية في أجزاء الأذن الثلاثة. حيث أنه أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً التي تسبب التهاب في أجزاء من الأذن (Pseudomonas aeruginosa) و (Aspergillus spp) و (Streptococcus pneumoniae).

إما بالنسبة للفطريات الأكثر شيوعاً التي تسبب التهاب في أجزاء من الأذن (Candida albicans)، حيث يتم زراعة مسحة الأذن في مختبر الأحياء الدقيقة السريري على وسط بيئي صناعي لتعزز نمو وتكاثر هذه الأنواع من الفطريات أو البكتيريا للحصول على مستعمرات من الخلايا الميكروبية يسهل عزلها ودراستها لمعرفة مسبب التهاب.

ما الهدف من زراعة مسحة الأذن؟

قد يحدث التهاب في أجزاء الأذن بسبب تعرض أجزاء الأذن الثلاثة إلى إحدى عوامل العدوى الجرثومية التي قد تكون عدوى بكتيرية أو عدوى فطرية، وتتشابه كلأ النوعين من العدوى في العلامات والمظاهر السريرية مثل انتفاخ واحمرار في الأذن وظهور الصديد حول الأذن بالإضافة حدوث ضغط على الأذن وضعف السمع، لذلك يتم إجراء فحص زراعة مسحة الأذن في مختبر الأحياء الدقيقة السريري حتى يتم معرفة نوع الميكروب المسبب في التهاب الأذن حتى يتمكن الطبيب من اختيار العلاج المناسب للمريض.

كيفية الاستعداد لزراعة عينة مسحة الأذن:

إن الهدف من إجراء اختبار زراعة مسحة الأذن في مختبر الأحياء الدقيقة السريري هي الحصول على مستعمرات من الخلايا الميكروبية المسببة للالتهاب من أجل عزلها ودراستها والتوصل للعلاج المقاوم لهذا النوع من الميكروبات الممرضة، لذا يجب على المريض الابتعاد عن جميع الأدوية التي تؤثر على نتائج الزراعة والفحوصات، ومن أهم العوامل على التي تؤثر على نتائج الزراعة في مختبر الميكروبيولوجي:

  • يجب على المريض تجنب استخدام المطهرات والمعقمات الكيميائية التي تستخدم للأذن قبل إجراء الفحص، وذلك لأن هذا النوع من المطهرات قد تقتل الميكروبات الممرضة لفترة وجيزة مما يؤدي إلى تأثير على نتائج الزراعة.
  • يجب التوقف عن تناول أي نوع من المضادات الحيوية قبل إجراء الفحص على الأقل قبل أسبوع، ويجب أخبار الطبيب عن نوع المضادات الحيوية التي تم تناولها من قبل المريض قبل إجراء الفحص، لأن المضادات الحيوية تعمل على تثبيط نمو وتكاثر الخلايا الميكروبية على الميديا مما يؤدي إلى عدم الدقة في نتائج الزراعة.

كيفية جمع عينة مسحة الأذن:

إن في حال ظهور مظاهر والعلامات السريرية لالتهاب الأذن لا بد من إجراء فحص زراعة مسحة الأذن لمعرفة نوع الكائن الحي الدقيق الممرض المسبب في العدوى والتهاب، حيث إنه يتم جمع عينة مسحة الأذن في سلسلة من الخطوات الطبية المترابطة في بيئة طبية عملية معقمة بعيدة عن أي مصادر للتلوث، وتتمثل هذه الخطوات في ما يلي:

  • يقوم فني المختبر على تعقيم اليد باستخدام كحول بتركيز 70% لتجنب حدوث تلوث للعينة.
  • يقوم فني المختبر في ارتداء القفازات والكمامات لتجنب انتقال العدوى إليه أو حدوث تلوث للعينة.
  • يقوم المريض على إمالة راسه إلى الجنب، من أجل مساعدة فني مختبر على رؤية أكبر قدر ممكن من أجراء الأذن.
  • يتم مسح الأذن من الداخل والخارج بواسطة قطعة قطنية معقمة (Swab)، ويجب مسح الندبات القيحية أن وجدت.
  • يتم وضع العينة في أنبوب نقل مغلق ومعقم حتي يتم إرسالها إلى المختبر.
  • يتم تعقيم يد فني المختبر بواسطة الكحول أو المطهرات الكيميائية.
  • يقوم فني المختبر بنزع القفازات والكمامات ووضعها في حاويات النفايات الطبية.
  • يتم تعقيم مساحة العمل بواسطة المطهرات والمعقمات الكيميائية تجنباً لنقل العدوى.
  • يتم نقل العينة إلى المختبر بعيداً عن أي مصادر تلوث العينة.

كيف يتم إجراء  اختبار زراعة مسحة الأذن:

عند وصول العينة إلى قسم الاستقبال داخل مختبر الميكروبيولوجي، يقوم موظفين القسم في التأكد من دقة بروتوكول جمع العينة ونقلها حتى لا تؤثر على نتائج الزراعة، ثم يتم إرسال العينة من أجل إجراء الفحوصات الأزمة لها، حيث يقوم قسم الزراعة على تحديد أنواع الميديا التي تعزز نمو وتكاثر البكتيريا موجبة الجرام وسالبة الجرام بالإضافة إلى اختيار أنواع من الميديا تعزز نمو وتكاثر الفطريات.

ومن أهم أنواع الميديا التي يتم اختيار لزراعة عينة مسحة الأذن ميديا (blood agar) ميديا (EMB agar) ميديا (MacConkey Agar) وميديا (SDA Agar)، حيث يتم زراعة مسحة الأذن على جميع أنواع الميديا بالاعتماد على مبدأ التخفيف للحصول على مستعمرات من الخلايا الميكروبية الممرضة التي يسهل عزلها ودراستها وإجراء الفحوصات البيوكيميائية لها.

ويتم بعد ذلك زراعة العينة على الميديا وضع هذه الميديا في حاضنات ضمن درجة حرارة تصل 30 درجة مئوية لمدة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة ويتم مراقبة نمو المستعمرات الخلايا الميكروبية خلال هذه الفترة، ويتم بعد ذلك إجراء فحصوصات البيوكيميائية للمستعمرات الميكروبية ومقارنة النتائج مع بعضها لتحديد نوع الميكروب المسبب للالتهاب ونوع العلاج المناسب.


شارك المقالة: