أهم أنواع الرواسب المائية الجيولوجية في الطبقات

اقرأ في هذا المقال


ما هي رواسب البحيرات؟

تعد الرواسب المائية الجيولوجية ذات فعالية كبيرة في تجميع الرواسب داخل الطبقات الصخرية، وهي على صور وأشكال متعددة؛ إذ تشمل الرواسب النهرية والرواسب البحرية بالإضافة إلى رواسب المثالج ورواسب البحيرات.
تعرف البحيرات بأنها أرض منخفضة أو فجوات في القشرة الأرضية مملوءة بالمياه، وهي تختلف عن البحار في أنها ليس لها أي اتصال مباشر بالبحار، وأحياناً قد تصب البحيرات مياهها في البحار، إذ يُعد البحر الميت في الأردن مثالاً عن البحيرات التي تكونت بالقوى التكتونية (أي تحركات الهبوط) وكذلك بحيرات تنجنيقا وكثير من البحيرات في أفريقيا، والتي من المحتمل أن تكون قد تكونت بهذه الكيفية، كما أن البحيرات التي قد توجد في الطيات المقعرة نادرة.
أما البحيرات التي تكونت بتأثير القوى الخارجية (عوامل التعرية)، وأهم هذه القوى هي تأثير الثلوج حيث تعمل على اتساع الفجوات بالفعل الميكانيكي، أي عندما تتجمد المياه في الشقوق أو الفراغات في القشرة الأرضية فسيزيد حجمها ثم تضغط على الصخور التي تحيط بهذه الفجوات فتعمل على توسيعها.
ومن أمثلة هذه البحيرات التي تكونت غالباً بتأثير القوى الخارجية بحيرات لويس في فنلندا والسويد والبحيرات التي توجد حول خليج هدسون وبحيرات الوديان في اسكتلندا، والبحيرات المقفلة عادة تكون مالحة مثل بحيرة قارون في الفيوم والبحيرات العظمى في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ينتج من المنحنيات النهرية بحيرات عالية بواسطة نحت المياه للصخور.
ورواسب البحيرات هي غالباً الجبس والانهيدريت والكالسيت وبعض الصخور الحديدية والهاليت وتترسب الأملاح بنظام يبدأ بكربونات الكالسيوم ثم كبريتات الكالسيوم وأخيراً كلوريد الكالسيوم، وعموماً رواسب البحيرات والتي قد تكون مارل وتف tufa والفحم وأكاسيد الحديد وجلاميد بالإضافة إلى رمال طين وملح وجبس وبعض الأملاح الأخرى الناتجة من التبخر.

ماذا نعني برواسب المثالج:

يمكث الثلج مدة طويلة فوق المرتفعات، حيث الجو أكثر برودة وفي الأماكن الأكثر ارتفاعاً، كما في جبال الألب السويسرية، إذ يبقى من الشتاء إلى الشتاء وتتراكم ثلوج فصل الشتاء المتعاقبة فوق بعضها البعض، حيث الأرض مستوية نسبياً وقد تنزلق كتل الثلج الضخمة حتى تصل إلى الوديان وتتصرف كتل الجليد عموماً وكأنما هي جسم أو نهر جليدي.
وقد تبلغ سرعة النهر الجليدي ما بين 3 إلى 4 أقدام في اليوم، ولو أن بعض الثلاجات بجريلاند تجري ما يقرب من 60 قدماً في اليوم، وتحمل الكتل الثليجية أثناء تحركها (جميع ما يصادفها من قطع الصخور مختلفة الأحجام)، وعندما ينصهر الجليد تترسب الرواسب الجليدية من رمل وحصى وجلاميد في هيئة كوم هلالي الشكل يسمى بالركام الجليدي ويمتد عبر الوادي من جانب إلى آخر.
وهذه الرواسب بعكس رواسب النهر ليست جيدة الفرز ولكنها مختلطة مع بعضها البعض بشكل معقد، ثم إن القطع الصخرية وهي تتدرج في النهر المائي، بحيث تصبح مستديرة بشكل جميل ولكنها تحتفظ في حالة الركام الجليدي بالكثير من شكلها الزاوي الأصلي.

أماكن تحتوي على رواسب المثالج:

تغطي الثلوج بصفة دائمة المناطق المرتفعة مثل جبال الهيملايا ومجموعات الجبال في الاسكا، ويوجد أكبر الحقول الجليدية في نصف الكرة الشمالي في جرينلاند، ويمثل مساحة مليون ميل مربع ويرتفع إلى أكثر من تسعة آلاف قدم وبسمك يصل إلى ثمانية آلاف قدم يرتكز على أرضية ارتفاعها 1600 قدم فوق سطح البحر.
ويعتقد الجيولوجيين أن مساحات شاسعة من شمال غرب أوروبا وامريكا الشمالية كانت في وقت ما مختفية تماماً تحت أغطية من الجليد ذات أبعاد قارية تنافس تلك الموجودة الآن فوق القارة القطبية الجنوبية.
وتوجد فوق تلك المساحة أكوام ركامية تصل إلى 300 قدم وتمتد آلاف الأميال، وتكون تلك الركامات في سيول روسيا الشمالية وبولندا الشرقية نطاقاً شاسعاً من التلول الصغيرة مرصعاً بكثير من البحيرات والمستنقعات، وعلى الرغم من أنه لا يرتفع كثيراً إلا أنه يعتبر من أهم خطوط توزيع المياه في أروبا الشرقية، وهنا تصب الأنهار الكبرى.
كما يتجه الركام الجليدي من بولندا غرباً عبر ألمانيا والجزر البريطانية في الولايات المتحدة الأمريكية ليمتد من نيوفونلاند عبر الولايات المتحدة الشمالية إلى شاطئ المحيط الهادي، وفي منتصف الطريق ينثني جنوباً في انتفاخ واسع بالقرب من نهر هايو ونهر ميسوري وعندما يعبر الجبال الغربية يتصل بالطرف الشمالي بمنطقة مستطيلة من حقول الجليد التي تحت القمم العالية.
وفي ألمانيا ارتكزت حافة الجليد على أرض تزداد في الارتفاع حتى جبال الألب، أما المياه الناتجة من انصهار الجليد في فصل الصيف فكانت لا تقدر على الافلات من ذلك الاتجاه بل كانت تتجمع في سلسلة من البحيرات المؤقتة التي كانت تطفح غرباً في بحر الشمال، وقد تترسب الرواسب الجليدية الدقيقة في تلك البحيرات التي جفت الآن.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: