أهم أنواع الفقاريات التي وجدت في نهاية حقب الحياة القديمة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم حقب الحياة القديمة؟

تعرف حقب الحياة القديمة بأنها أحد التقسيمات الزمنية في التاريخ الجيولوجي، كما أن هذا الحقب تُعتبر أقدم الأحقاب الثلاثة التي تكوّن دهر الحياة الظاهرة (فانروزوي Phanerozaic) وأطولها.
إن هذه الحقب قد بدأت تقريباً منذ 540 مليون عام، عندما برزت بقايا الحياة على شكل مستحاثات، وانتهت في بداية الحقب الثاني، أو ما يسمى بحقب الحياة المتوسطة عندما تعرضت الأرض إلى أول أزمة بيولوجية كبيرة تسببت في انقراض كثير من نباتات وحيوانات الحياة القديمة، وقد تنوعت الفقاريات خلال هذه الفترة.

ما هي أهم أنواع الفقاريات التي وجدت في نهاية حقب الحياة القديمة؟

  • الأسماك المدرعة: كان يغطي جسم هذه الأسماك حراشيف صلبة قوية مندمجة تشبه درع يغطي الرأس والصدر معاً، ومعظمها بحرية وكثرت وانتشرت في الديفوني وبعض منها يكون مدفون في صخور السيلوري الأوسط والعلوي.
  • طائفة الأسماك القديمة أو البلاكوديرما: تتميز هذه الأنواع بأن لها فكوك حقيقية وغطاء خيشومي وزعانف مزدوجه، والبلاكوديرما هي أحد أنواع الطواف المنقرضة من الأسماك وجدت أحافيرها في أشكال عدة، ومنها ما كان يعيش في المياه العذبة وكان يغطيه صفائح سميكة.
    وبعض البلاكوديرما كان له عنق مفصلي ويتميز بدروع ثقيلة تغطي الرأس والأكتاف، كما أن بعضها كان يشبه العلبة وقد عاش في المياه العميقة وكانت له زعانف قوية تشبه الذراعين وقد انتشرت البلاكوديرما خلال العصر الديفوني وعرفت بعض أحافيرها من العصر السيلوري العلوي.
  • طائفة الأسماك الغضروفية: يتركب الهيكل الداخلي لهذه الأسماك من الغضروف وهو أقل صلابة من العظم، وأغلبها أسماك بحرية لها أسنان قوية وواضحة وتحميها صفائح عظمية تشبه الأسنان العادية في تركيبها العام وتعرف بالقشور السنية وهذه للصفائح العظمية، بالإضافة إلى شوكة مميزة لبعض الأنواع مثل الأحافير الوحيدة التي وجدت في هذه الطائفة.
    وعلى النقيض من البلاكوديرما فإن الأحافير القديمة كان لها زوجان من الزعانف المزدوجة وكانت فكوكها وأسنانها أكثر تخصصاً، وأقدم أحافيرها يرجع إلى العصر الديفوني وقد بدأ انتشارها في آخر حقب الحياة القديمة كما انتشرت بعد ذلك في حقب الحياة الوسطى والحديثة.
  • طائفة الأسماك العظمية: تعد من أكثر الأسماك انتشاراً وتعدداً في أجناسها وأنواعها ويعادل عدد أنواعها جميع أنواع الأسماك الأخرى بـ 20 مرة، وهذه الأنواع تتميز بوجود هيكل عظمي داخلي وجسم أملس لزج تغطيه قشور عظمية رقيقة مميزة لرتبتها كما أنها صغيرة الحجم غالباً إذا ما قورنت بالأسماك الغضروفية.
    وكان لأغلب الأسماك العظمية الأولى جسم انسيابي وزعانف ظاهرة وهذه الصفات قد اتاحت لها السباحة بنشاط وبأقل مجهود مما ساعد على انتشارها الواسع، وكما أن عيونها الكبيرة وفمها الواسع ساعداها على الدفاع عن نفسها والهرب من أعدائها وجمع الغذاء وكذلك ساعدها على الانتشار وملائمتها للمعيشة في البحيرات والأنهار والبحار.
    وأقدم أحافير هذه الأنواع من العصر الديفوني الأوسط وكان لها صفائح سميكة تغطيها طبقة من المينا، وأصبحت هذه الصفائح أقل سمكاً في الأنواع التي تتابعت بعد ذلك وتضم الأسماك العظمية مجموعتين وفيما يلي توضح لهما:
    • تحت طائفة الأسماك (شعاعية الزعانف): هذه المجموعة تحتوي على معظم الأسماك العظمية وتتميز بأن زعانفها المزدوجة ليس لها فصوص قاعدية ولكن تدعمها أشواك عظمية رفيعة وقشورها معينة الشكل، فتكون إما مشطية ctenoid أو مستديرة cycloid.
      وخلال حقب الحياة القديمة كانت هذه الأنواع قليلة العدد تعيش في المياه العذبة ثم غزت البحار وانتشرت فيها فيما بعد وقد تطورت الأنواع الأولى من هذه الأسماك خلال حقب الحياة الوسطى فأصبحت ذات هيكل عظمي وفكوك وقشور ذات تعقيد كبير.
    • تحت طائفة الأسماك (فصية الزعانف): والزعانف المزدوجة فيها مدعمة بفصوص عظمية قاعدية ولها فتحات انفية تفتح في تجويف الفم كما هو الحال في الحيوانات البرية وهي بذلك تختلف اختلافاً كبير جداً عن بقية الأسماك وقشورها تكون كبيرة الحجم ومستديرة أو معينية كما أنها تتضمن رتبتين.
      فالرتبة الأولى هي رتبة الأسماك الرئوية التي تملك زعانف مزدوجة لها محور مستطيل تخرج منه فروع جانبية وقد ظهرت الأسماك الرئوية من العصر الديفوني، ويمثلها الآن ثلاثة أجناس فقط.
      أما الرتبة الثانية تدعى رتبة الأسماك ذات الزعانف الطرفية، التي تملك زعانف مزدوجة لها فصوص قاعدية مستديرة وتتصل هذه الزعانف بالحزام الحوضي بواسطة عظمة واحدة فقط، ويتبع هذه الرتبة الكثير من الأنواع البائدة الصغيرة القوية آكلة اللحوم من العصر الديفوني والتي يعتبرها العلماء أسلاف البرمائيات.
      حيث تطورت البرمائيات من الزعانف إلى أطراف في نهاية حقب الحياة القديمة، وكان العلماء يعتقدون أن هذه الرتبة منقرضة تماماً ولكن اكتشف نوع من أسماك هذه الرتبة حياً بالقرب من شاطئ مدغشقر عام 1938 لأول مرة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: