ابن سمعون

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن ابن سمعون:

هو ناصر الدين محمد بن أحمد بن سمعون، يُلقّب بأبو الحسين، يُعدّ واحداً من مشايخ الصوفية في بغداد، كما أنّه كان عالماً رياضيّاً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها الكبير في زيادة قيمته ومكانته في زمانه وحتى بعد وفاته.

كان ابن سمعون من مواليد مدينة بغداد حيث يُقال أنّه كان من أبناء القرن الثامن للهجرة، إلا أنّه لم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات أو الكتب، إلى جانب ذلك فلم يُعرف الكثير عن حياته، هذا وقد كان ابن سمعون ابناً لواحده من الأسرالفقيرة بماديتها ولكنها معروفة بعلمها وثقافته وأدبها، إضافةً إلى كونه من الأشخاص الذين اتجهوا إلى العمل في سن ٍمبكر؛ وذلك نظراً للظروف الصعبة التي كان يعيشها.

عُرف عن ابن سمعون أنّه كان كثير البحث والدراسة، كما أنّه كان يرغب دائماً في تطوّر ثقافته وعلمه؛ وذلك رغبةً منه في تحسين وضعه المادي والثقافي والفكري، حيث كان ابن سمعون يؤمن دائماً أنّ النهوض بالعلم هو السبب الرئيسي وراء نهوض الفرد وزيادة قيمته في مجتمعه المحلي والعالمي.

تمكّن ابن سمعون من تحقيق العديد من النجاحات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم نفسه وعلمه وفكره، كما أنّه كان ممّن يرغبون دائماً في السفر والتنقّل، فعلى الرغم من أنّ دخله لم يكن يسمح له بالسفر إلّا أنّه استمر في العمل حتى تمكّن من أن يزور مُعظم مناطق ودول العالم التي توصل من خلال زياراتها إلى الحصول على كماً علمياً واسعاً مكّنه من العودة إلى مسقط رأسه لإكمال ما كان قد بدأ به.

نجح ابن سمعون في تحقيق العديد من أحلامه وطموحاته، حيث أصبح في ذلك الزمان واحداً من أهم وأشهر علماء الرياضيات والفلك الذين بزغوا في زمانه، كما أنّه كان من الأساتذة المعروفين والمشهورين في المدينة الصوفية البغدادية بشكلٍ خاص، حيث بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته حتى وصل إلى ما كان عليه في تلك الأوقات.

هذا وقد كان ابن سمعون ممن أعطوا كل اهتماماتهم وميولاتهم إلى علوم الرياضيات ومجالاته، حيث استطاع أن يُقدّم العديد من الاكتشافات والصناعات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها موجوداً حتى يومنا هذا، إلى جانب أنّها كانت في أغلب الأحيان المرجع الرئيسي للعديد من للعلماء والأساتذة الذين بزغوا في زمانه وحتى بعد وفاته.

تولّى ابن سمعون العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وشيوخ وأساتذة وطلاب وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، حيث عمل في بداية حياته مُدرساً للعديد من الطلبة، إلى جانب أنّه كان خادماً لأحد الخلفاء الذين ظهروا في زمانه.

اشتهر ابن سمعون بذكائه وفطنته وحدته وتواضعه حيث ذكر أنّه لم يأتيه أحداً ويُصرف دون حاجة على الرغم من أنّه كان ميسور الحال ليس لديه إلّا قوت يومه، كما أنّه اشتهر بذاكرته القوية والتي ساعدته على الحصول على كماً هائلاً من الأفكار والأراء والمعلومات، إلى جانب ذلك فقد عُرف عن ابن سمعون أنّه كان صاحب كرامات اشتهر بروعه وزهده.

هذا وقد عُرف عن ابن سمعون أنّه كان من رجال الدين، رافضاً للدنيا يعمل جاهداً من أجل الفوز بالآخرة؛ الأمر الذي دفعه إلى أن يلتقي بعدد من الشيوخ وأستاذة الدين ليأخذ عنهم ويتعلم منهم كل ما يؤدي إلى رضا المولى عز وجل، إلى جانب أنّه كان يحضر العديد من المُحاضرات والندوات التي يدور محور حديثها عن كل ما يتعلق بأمور الدين والدنيا.

إضافةً إلى ذلك فقد سعى ابن سمعون دوماً إلى إقامة العديد من المحاضرات والندوات التي يحضرها عدداً من الشيوخ والأساتذة والعلماء والطلاب، حيث كان يتناول الحديث في تلك المُحاضرات عن كل ما تعرّض له من مشاكل وصعوبات كانت عائقاً في طريقه إلّا أنّه تمكّن أن يتخطاها، كما أنّه كان يتطرق في حديثه عن أهم علومه وأفكاره ومعرفته التي توصّل إليها بعد جهدٍ وعناء.


أشهر مؤلفات ابن سمعون:

تمكّن ابن سمعون كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي كان لها دور في زيادة مكانته وقيمته العلمية والعملية، ومن أهم تلك الكتب:

  • كتاب” كنز الطلاب في الأعمال بالإسطرلاب “.
  • كتاب” التحفة الملكية في الأسئلة والأجوبة الفلكية “.
  • كتاب” الأصول الثامرة في الأعمال بربع المساطرة “.


المصدر: ابن سمعون البغدادي.الواعظ ابن سمعونكتاب سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي.


شارك المقالة: