التجمعات الرسوبية غير الفتاتية

اقرأ في هذا المقال


ما هي التجمعات الرسوبية غير الفتاتية؟

إن عمليات تحليل وتفسير التجمعات بين الصخور الفتاتية تستوجب التذكر بتأثير عمليات الحفر والعمليات الأخرى التي تؤثر على بترولوجية الصخور وتكوينها الداخلي ونسيجها، مع ذلك فإنه أثناء التعامل مع الصخور الفتاتية قد يفسر الباحث الجيولوجي تجمعات الصخور الفتاتية بثقة عالية، حيث يكون معتمداً في تفسيره على تفاصيل معدنية ونسيجية وتركيبية محفوظة في هذه الصخور.
أما في حالة التجمعات الصخرية غير الفتاتية (تلك الفتاتات التي تترسب من محاليل مائية بتأثير الكائنات الحية أو من غير أي تأثير) فإن ثقة مساوية يجب أن توضع بالاعتقاد أن التغييرات المعدنية والنسيجية بعد الترسب هي قاعدة وليس شذوذ، وعليه فإن الملاحظة والتعرف على موديلات العمليات المؤثرة في الحاضر من الممكن أن تستعمل لتفسير موديلات الاستجابة في الترسبات غير الفتاتية القديمة (هذه الملاحظات والمعرفة قد تكون أكثر غموضاً وعرضة للخطأ).
إن الغموض والخطأ المزدوجان قد تؤيده أو تتعرض له الكثير من الأنواع المختلفة من التصانيف والتحليلات والتفسيرات لهذا النوع من الصخور غير الفتاتية التي تتواجد على سطح الأرض.

تصنيف التجمعات الرسوبية غير الفتاتية:

  • تجمع الغطاء الكربوناتي الكلسي: للغطاء الكلسي نفس الشكل الهندسي والتوزيع الجغرافي الواسع لغطاء الرمل الكوارتوزي الأرنايتي، وفي أغلب الحالات قد يكون مصاحب له مجموعة من الصفائح أو الأغطية ذات سماكة قليلة لا تتجاوز بضع عشرات من الأمتار، والتي قد تغطي مساحات تمتد لعشرات أو الآف الكيلو مترات المربعة من الرصيف المستقر للكريتون (نوع من أنواع النبات القديم) متغيرة في التكوين المعدني والنسيجي والتركيبي وتختلف في الاستجابة لظاهرة التحكم البيئي والحركي.
  • غطاء البايوسبارايت balnket biosparite: يوجد علاقات حلقية تصاحب الرمال الارناتية الكوارزية مع بعض أنواع الكربونات ذات النسيج الخشن وذات التنسيق الجيد والتي تتكون بصورة رئيسية من قطع مستحاثية (هياكل تامة عادة تكون منحوتة مثل الفورامنيفرا الكبيرة)، هذه العلاقات ترى تطبق متقاطع كما ترى تراكيب مختلفة (الحفر أو ملئ الفجوات).
    مما يدل على أن أصل هذين النوعين من الترسبات هو أصل واحد (الارنايت والسبارايت) وهو اللايمستون ومقابله الدولومايت وقد يعتبران دليلاً على شاطئ كلسي امتد لمسافات واسعة خلال عمليات تقدم وانحسار البحر، وذلك في حالة تشبه انتشار الغطاء الرملي، كما يتخلل هذا النوع من اللايمستون مجموعة من السرئيات أو اللايمستون الحقلي (Oolites، pelsparite).
    وتحت ظروف التوقف التام قد تشكل الشواطئ المتعاقبة والترسبات ذات العلاقة بها مجموعة كبيرة من الحواجز والجدران الكربوناتية وذلك نتيجة لتراكم الشواطئ فوق بعضها البعض.
  • غطاء البايومكرايتbalnketbiomicrite: إذا تم أخذ الحجم والتوزيع الواسع بعين الاعتبار فإن أهم غطاء كلسي دولوميتي هو الترسبات الصفيحية ذات التطبق الجيد واللون الفاتح، التي تحتوي على مستحاثات وتحتوي على قطع من الكربونات ذات الحبيبات الدقيقة (هذه القطع تكون إما غزيرة أو قليلة) بالإضافة إلى طبقات وعدسات من البايوسبارايت جيدة التناسق.
    كما أن الترسبات الصفيحية قد تؤلف نسبة محترمة من الصخور في أماكن متعددة إلا أن هذه الأجسام السباراتية ينقصها الاستمرار الواسع جانبياً، إن سيادة الحبيبات الدقيقة في تركيب هذه الصخور يعطي الانطباع بأنها ترسبت تحت قاعدة الأمواج في حين أن العدسات والطبقات الخشنة (البايوسبارايت) تدل على انقطاع وتدل على وجود ظروف ذات طاقة عالية كنتيجة لعواصف أو تيارات طارئة.
    إن نفاذ اللون الفاتح إلى كافة أجزاء هذه الصخور يدل على أن عملية الأكسدة للمواد العضوية كانت تامة، أما وجود المتحجرات فقد يكون دليلاً على أن الترسيب حدث في بيئة ضحلة تحت مدية تؤثر فيه أشعة الشمس، وعملية الدلمتة هي عملية تنطبق على الترسبات الكلسية الرصيفية وعلى الترسبات الغطائية البايومكراتية، لكن التبلور أثناء عملية الدلمتة يؤدي إلى ضياع النسيج الأصلي وقد تتلف المتحجرات تاركة فجوات أو قوالب مستحاثية.
  • التجمعات الكربوناتية العدسية: إن مثل هذه الأجسام الكربوناتية العدسية تظهر عند رسم مقاطع عرضية أو عند رسم خرائط السمك المتساوي للصخور، دون شك إن مثل هذه الأجسام تمثل جزء متجلس من الرواسخ (subsiding crations) وعليه فإنها كربونات حوضية أو كما سماها الجيولوجيين بأنها كربونات عدسية مقارنة بالغطاء الكربوناتي يكون معدل تغيير سماكتها قليل.
  • تجمعات جدار الكربونات: إن أغطية البايوسبارايت هي ترسبات غير فتاتية مساوية لأغطية ارنايت الكوارتز، وكلا الغطائين يمثلان حالة تقدم وتراجع خط الساحل، أما في حالة توقف الساحل لفترة طويلة عن الحركة فإن ترسبات من ارنايت الكوارتز قد تتجمع وعندما تسود بيئة ملائمة قد يتكون أجسام متطاولة من البايوسبارايت ومثل هذه الترسبات تكون مفتقرة للهيكل الخاص فيها، حيث تسمى بجدار الكربونات carbonate bank.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: