التحسس الجيوفيزيائي الإقليمي في الاستكشاف المعدني

اقرأ في هذا المقال


ما هو التحسس الجيوفيزيائي الإقليمي؟

تمتلك الترسبات المعدنية تراكيز مرتفعة من بعض المعادن وتكون أكثر من معدلات انتشارها خلال القشرة الأرضية، وهذه المعادن تكون ذات صفات وخصائص فيزيائية بشكل خاص لكل معدن، كما أنها تكون مختلفة عن الصخور المحيطة فيها، مثال على ذلك: كثافتها المرتفعة وما تحتويه من خاصية مغناطيسية وخاصية إشعاعية، ومن هنا سُمح باستعمال أجهزة خاصة في الكشف عن هذه الصفات من خلال الطائرات، إلى جانب استعمال الطرق الجيوفيزيائية الجوية وتنفيذها في دراسة ومسح المناطق الإقليمية الكبيرة، بالإضافة إلى المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، بشكل سريع مما يختصر الوقت والجهد وجعل التكلفة المالية قليلة.
ومن أكثر الطرق الجيوفيزيائية المطبقة في المسح الجوي هي الطريقة المغناطيسية الجوية، حيث تم من خلالها قياس المغناطيسية الأرضية أي المجال المغناطيسي الكلي في الجو باستعمال الطائرات وهذا يتم من خلال ربط جهاز قياس المغناطيسية في أسفل أو وراء الطائرة؛ وذلك بهدف إبعاده عن تأثير مغناطيسية الطائرة.
يتم تدوين الاختلافات في النتائج المغناطيسية الواصلة من الأرض من قِبل جهاز يعمل على تسجيل النتائج في شريط خاص، ثم يتم عمل مسح جوي في كل المسسارات المتوازية التي تسلكها الطائرة خلال الطيران؛ بهدف تغطية كل المنطقة المدروسة، ومن المشاكل الصعبة الموجودة في المسح الجوي هي العمل على تثبيت المسارات التي تمر منها الطائرة مع تسجيل القراءات.
وفي كثير من الأوقات يتم تجاوز ذلك من خلال الحصول على صور جوية بشكل موازي مع المسح الجوي، ثم يتم العمل على معالجة وتحليل النتائج الصادرة لاستخراج وعزل القراءات المغناطيسية الكبيرة أو ما يسمى باسم الشذوذ المغناطيسي، حيث يتم وضعها على شكل خرائط، يتم من خلالها رسم وتعيين المناطق التي تتضمن التواجدات للشواهد المغناطيسية الكبيرة، ثم يتم تطوير مجموعة من الأجهزة الحديثة التي تعمل على تسجيل القراءات المغناطيسية بشكل مباشر، كما أن جزء منها يقوم بطرح الخلفية المغناطيسية الأرضية تلقائياً ليقدم نتائج الشواهد المغناطيسية الكبيرة وتعيين أماكنها وامتداداتها.
وأخيراً يتم عمل خرائط كنتورية تبين وتوضح الشواذ المغناطيسية، كما يتم من خلالها تعيين شكل واتجاه التراكيب الجيولوجية بالإضافة إلى التكوينات الصخرية التي تحتوي على مواد مغناطيسية، تعتبر هذه الطريقة سريعة جداً وهي أول ما يتم استعماله في الاستكشاف المعدني الإقليمي؛ بسبب سرعة تطبيق العمل والتكلفة القليلة وقيمة العمل العالية في رسم الخرائط المغناطيسية الإقليمية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: