التركيب العنصري والمعدني للصخور الأرضية

اقرأ في هذا المقال


ما هو التركيب العنصري والمعدني للصخور الأرضية؟

تعرف الصخور بأنها عبارة عن مركبات من المعادن، والمعادن تعرف أنها عبارة عن مركبات من العناصر، وذلك باستثناء جزء من المعادن التي يتشكل كل منها من عنصر واحد مثل الذهب والقصدير والنحاس والفضة ومعدن الرصاص، وأمثال هذه المعادن لا تقوم بتمثيل نسبة تسمح بذكرها خلال التركيب العام للقشرة الأرضية بسبب قلة وجودها أو ندرتها.
وبالاعتماد على هذا يمكننا القول بأن العنصر هو وحدة تركيب المعدن وأن المعدن هو وحدة تشكيل الصخر، كما أن عدد العناصر المعروفة يساوي حتى الآن تقريباً 108 عنصر، حيث أن ثمانية منها هي التي تشكل 98.8% من تركيب صخور القشرة، وأهم عنصر من هذه العناصر هو عنصر الأكسجين، يشكل تقريباً 46.71% من تركيب الصخور، بسبب اتحاده مع الكثير من العناصر ويكون منها أكاسيد معدنية مختلفة منها أكاسيد الحديد وأكاسيد الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم وغيرها.
ويليه عنصر السيليكون الذي يساهم بمقدار 27.69% في تركيب الصخور، يعني أن هذين العنصرين فقط يدخلان بنسبة 74.4% في هذا التركيب، من أهم العناصر التي تشارك في تركيب الصخور أولها عنصر الأكسجين بنسبة 46.71% وعنصرالصوديوم يساهم بنسبة 2.75% السيليكون 27.69% البوتاسيوم 2.58% الألومنيوم 8.7% المغنيسيوم 2.08% الحديد 5.05% التيايوم 0.62% الكالسيوم 3.25% وأخيراً الهايدروجين 0.14%، تم تقسيم الصخور إلى ثلاث مجموعات كبرى أولها الصخور النارية والصخور الرسوبية وأخيراً الصخور المتحولة ويعرف بالمجموعة الأخيرة الصخور التي كانت في الأصل تنتمي إلى إحدى الصخور النارية أو الرسوبية ثم أعيد تبلورها في ظروف جديدة فأصبحت صخور مختلفة عن الصخور الأصلية التي تشكلت منها.
حيث أن الصخور النارية هي التي تشكلت من تصلب مواد باطن الأرض (الماجما) سواء حصل هذا التصلب على سطح الأرض بعد خروج هذه المواد إلى السطح أو حصل بين طبقات القشرة أو تحتها، وأهم ما تتميز به هذه الصخور هو أنها لا تمتلك على أحافير وأنها لا توجد خلال طبقات منتظمة، وهي تتشكل في الغالب من معادن متبلورة لهذا السبب تعرف أيضاً باسم الصخور المتبلورة أو البلورية وهي من أقوى أنواع الصخور صلابة، ولذلك فإنها تملك القدرة الكبيرة على مقاومة عوامل النحت.
كما أن الكثير منها يسهل تفككه وتحلله من خلال عوامل التجوية، وأهم المعادن التي تشارك في تركيب هذه الصخور هو معدن الكوارتز والفلسبار ومعدن الميكا والهورنبلند والأوليفين والأوجيت، وهي تقسم بالاعتماد على نسبة الكوارتز (ثاني أكسيد السيليكون) الذي يدخل في تركيبها إلى عدة أنواع.
أو الأنواع صخور حامضية وفيها ترتفع نسبة الكوارتز عن 60%، فإذا ارتفعت هذه النسبة عن 70% فإنها توصف بأنها فوق الحامضية والصخور المتوسطة وفيها تقع النسبة بين 52% و 60%، صخور قاعدية وفيها تقل النسبة عن 52% فإذا قلت عن 40% فإنها توصف بأنها فوق قاعدية وإلى جانب هذا التقسيم الكيميائي، فإن هذه الصخور تقسم بالاعتماد على الظروف والمناطق التي تصلبت فيها إلى ثلاثة أنواع تبدأ بالصخور الطفحية وهي التي تسمى كذلك بالصخور البركانية وهي التي تتشكل من تصلب الطفوح البركانية أو (اللافا) فوق سطح الأرض، وهي مأخوذة في الأساس من الماجما التي توجد تحت القشرة، ويعد البازلت أكثر الصخور النارية الطفحية انتشارًا، حيث منه تتشكل كل الهضاب والجبال البركانية في العالم.
وتكون بلورات الصخور الطفحية دقيقة بسبب أن سرعة برودتها وتصلبها على السطح لا تترك وقتًا يكفي لنمو البلورات، أما الصخور المتداخلة وهي التي تتشكل من تصلب المواد المنصهرة (الماجما) بين طبقات القشرة ذلك قبل وصولها إلى السطح، كما أن بلوراتها بشكل عام أكبر من بلورات الصخور الطفحية، وهي في تراكيب جيولوجية مختلفة من أهمها السدود والقواطع وغيرها من الأشكال، وبالنسبة لصخور الأعمال تعرف أيضاً بالصخور البلوتونية وهي ذات بلورات أكبر من بلورات النوعين الآخرين بسبب أن تصلبها يحدث ببطء قوي، وأهم التراكيب الجيولوجية التي تكون فيها هي كتل الباثوليت ويعد الجرانيت أكثر صخور الأعماق وجودًا في القشرة الأرضية، ولا يهم أن تكون صخور الأعماق أو الصخور المتداخلة متواجدة خلال الوقت الحاضر تحت سطح الأرض بسبب أن الحركات الأرضية وعوامل التعرية المختلفة قد تسببت في إظهار الكثير منها فوق السطح.
حيث أن البعض منها يرتفع فوق هذا السطح في كثير من الأماكن وتتشكل منه هضاب وجبال عالية من أمثلتها الكثير من هضاب وسط أفريقيا وجبال شبه جزيرة سيناء وأيضاً جبال البحر الأحمر، والصخور النارية التي توجد على سطح الأرض تتميز بكثرة ما يوجد بها من مفاصل، وهي عبارة عن شقوق كثيرة تنقطع من خلالها أجزاء الكتل الصخرية الكبرى إلى كتل صغيرة صغيرة، وقد تتكون هذه المفاصل في الصخور بسبب البرودة خلال تشكلها أو بسبب عوامل التجوية وبسبب عوامل التعرية، وهذه المفاصل ممكن أن تكون متقاطعة مع بعضها بحيث تتسبب في تقسيم الكتل الصخرية الكبيرة إلى كتل صغيرة وإلى أشكال هندسية واضحة مقارنة مع بعض الصخور تكون المفاصل خلال التكوينات النارية بسبب البرودة في الأشكال التضاريسية والتراكيب الجيولوجية للصخور النارية.
بالنسبة للصخور الطفحية (البركانية) فإن الأشكال التضاريسية التي تتشكل من هذه الصخور على كمية المواد المنصهرة التي تخرج إلى السطح ونوعها وأسلوب خروجها، وأهم هذه الأشكال هي المخروطات البركانية وهي تتشكل بسبب تراكم اللافا المنصهرة حول فوهات البراكين، حيث أن هذه المخروطات تكون قائمة وجوانبها ذات انحدار شديد، وإذا كانت اللافا حامضية (تملك نسبة مرتفعة من ثاني أكسيد السيليكون) بسبب أن درجة انصهارها تكون مرتفعة مما يجعلها تتصلب بشكل سريع حول فوهة البركان، أما إذا كانت قاعدية (بازلتية) لا تملك الكثير من ثاني أكسيد السيليكون، حيث أن مخروطاتها تكون مفلطحة وجوانبها ذات انحدار بطيء بسبب أن درجة انصهارها تكون قليلة مما يجعلها تتجه بعيدًا عن فوهة البركان قبل أن تتصلب.
كما أن غطاءات اللافا وهي تعد هضاب كبيرة من الصخور البركانية، تتشكل بسبب خروج اللافا القاعدية من شقوق في القشرة واتجاهها لمسافات بعيدة، فإذا استمر ظهور اللافا لمدة طويلة، أو إذا تتابع خروجها عدة مرات في المنطقة نفسها فإنها تؤدي في النهاية إلى تكون هضاب بازلتية كبيرة مثل الهضبة المعروفة باسم مصائد الدكن في شمال غرب هضبة الدكن، وهي تغطي مكان مساحته تقريباً نصف مليون كيلو متر مربع، والهضاب البازلتية الكبيرة في ولايات واشنطن وأوريجون وايداهو في شمال غرب الولايات المتحدة، ويكون متوسط ارتفاعها يساوي تقريباً ألف متر واتساعها حوالي 600 ألف كيلو متر مربع، وأيضاً الهضاب التي تشغل منطقة كبيرة في شمال شرق أيرلنده، ويمكننا أن نعتبر هضبة الحبشة وهضبة منطقة كبيرة في شمال شرق أيرلنده.
ويمكننا أن نعتبر هضبة الحبشة وهضبة اليمن كلها من نفس النوع، وأيضاً الثورانات البركانية التي تسببت في نفس الوقت في بروز مخروطات بركانية واضحة في هاتين الهضبتين، وهما مخروطان بركانيان واحد يكون من اللافا الحامضية والثاني من اللافا القاعدية وبعض غطاءات اللافا المشهورة، أما صخور الأعماق والصخور المتدخلة تتشكل من هذه الصخور تراكيب جيولوجية مختلفة، وتتشكل جميع هذه التراكيب تحت سطح الأرض، لكن بعضها يظهر في الوقت الحالي على السطح بسبب الحركات الأرضية.
أو قد يكون من إزالة التعرية لما يعلوها من تكوينات، أو بسبب العاملين سوياً، وتعتمد الأشكال التي تتخذها تراكيب هذه الصخور على عوامل مختلفة من أهمها كمية المواد المنصهرة المندفعة تجاه السطح وشدة اندفاعها وامتداد الطبقات الصخرية التي فوقها وشدة مقاومتها ومكان وجود مناطق الضعف فيها، مثل الانكسارات والمفاصل وسطوح انفصال الطبقات الصخرية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: