الحركات الأرضية التي مهدت الطريق أمام السجل الجيولوجي

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحركات الأرضية التي مهدت الطريق أمام السجل الجيولوجي؟

يعتبر علم الجيولوجيا من العلوم التي ظهرت حديثا، حيث يُعد وليام سميث William Smith أول من قام بوضع حجر الأساس في الجيولوجيا التاريخية؛ الأمر الذي جعله يلقب بأبو الجيولوجيا التاريخية “Father of Historical Geology”.
أما بالنسبة للعصور الجيولوجية واتخاذها كمقياس في تقدير أعمار الطبقات الصخرية، فإنها ظهرت واعتبرت موجودة منذ عام 1833 ميلادي، ثم تلى ذلك تعيين أطوال الأزمنة بالسنوات، وذلك خلال النصف الثاني من القرن الحالي، حيث يتم العمل على تقدير أطوال الأزمنة الجيولوجية وتتابع الطبقات الصخرية من حيث قدمها وترتيبها بطريقة بسيطة، كما أن هذه الطريقة تتلخص في الطبقات القديمة التي تكون في الأسفل ويأتي بعدها الطبقات الحديثة فالأحدث وهكذا.
كما قام الجيولوجيون بوضع سجلاً يوضح ويرتب الطبقات الصخرية مع الأحداث الجيولوجية والأحافير المتنوعة اعتماداً على تتابعها أثناء الدهور والأزمنة والعصور، حيث عُرف هذا السجل باسم السجل الجيولوجي، إذ أن العديد من هذه الطبقات تمتلك حفريات خاصة بها، حيث ذكر وليام سميث أنه يمكن تمييز ومعرفة كل طبقة من تلك الطبقات عن طريق الحفريات التي تحتوي عليها، كما أنه بدأ بتقسيم الأزمنة إلى عصور، ثم منح كل زمن أو عصر جيولوجي اسم المنطقة التي وجدت بها الصخور الخاصة به.
إلى جانب ذلك فقد أخذت أغلب الأزمنة والعصور أسماءها في الماضي من أسماء مناطق في بريطانيا بشكلٍ خاص، في حين أن هناك مجموعة من العصور لم يُعثر لها على طبقات في بريطانيا لأسباب مجهولة؛ ولهذا السبب تم نسبتها إلى المناطق التي وجدت فيها، ومن أفضل الأمثلة على ذلك العصر البيرمي الذي اشتق اسمه من خلال مقاطعة بيرم في روسيا، والعصر الجوارسي الذي سمي بالنسبة لجبال Jura التي تقع في فرنسا.
كما تم ملاحظة وجود الكثير من الاختلافات الواضحة في التقسيمات الأساسية والفرعية للماضي منذ أن جمدت الأرض إلى وقتنا الحاضر فيما يخص طبقات الصخور التي تشكل القشرة الأرضية، ومن أهم نقاط هذا الاختلاف أن النظام المعتمد عليه في بريطانيا يقوم بتقسيم الدهور إلى أزمنة، ثم يقسم الأزمنة إلى عصور، كما أنه يعتبر بوجود أربعة أزمنة هي الرابع والثالث والثاني والأول.
أما بالنسبة لنظام التقسيم المعتمد عليه في المحافل العلمية الأمريكية فإنه يتبع التقسيم الأول ذاته في دهر الحياة الحديثة، ثم يقوم بإلغاء وجود العصور فيما بعد ذلك، والجدير بالذكر أن بعض الكتب العربية تخلط بين الدهور والأزمنة، إذ تذكر الزمن الجيولوجي الأول ثم تقوم بعد ذلك بذكر الزمن الميزوزوي.
والمعروف أن الميزوزوي ليس بزمن ولكنه دهر، وهناك أيضًا بعض الكتب الأجنبية تخطئ في الترتيب، حيث تضع دهر وتتبعه بالعصر ثم الزمن، والترتيب الصحيح كما نعرف هو الدهر ثم الزمن وبعد ذلك العصر.

أنواع الحركات الأرضية:

  • إن من أهم الحركات التكتونية والأرضية الأساسية هي الحركة الهيرونية، إذ أن هذه الحركة حدثت منذ أكثر من ستمئة مليون سنة، تسببت في ظهور سلاسل جبلية عرفت بالسلسلة الهيرونية Huronian chain، كما تسببت أيضاً في انحسار مياه البحار عن كثير من الأماكن.
  • أما بالنسبة للحركة الكاليدونية فقد حدثت خلال دهر الباليوزوي وذلك في العصر السليوري والديفوني، كما أن آثار هذه الحركة تتضح في مرتفعات كاليدونيا في شمالي اسكتلنده، وقد سميت هذه الحركة اعتماداً على تلك المرتفعات، كما أنها تتمثل في مرتفعات الأبلاش في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • في حين أن الحركة الهرسينية أو الفارسكية ترجع إلى جبال هارتس في ألمانيا، وقد حدثت هذه الحركة في دهر الباليوزوي وذلك خلال العصرين الكربوني والبيرمي، وتعود إلى هذه الحركة مرتفعات جنوبي أيرلندا، وجنوبي ويلز وهضبة المزيتا في إسبانيا وهضبة فرنسا الوسطى وأغلب مرتفعات أستراليا الشرقية.
  • وأخيراً الحركة الألبية، حيث أن هذه الحركة بدأت مع العصر الجوارسي واستمرت إلى أن بلغت أشدها خلال عصر الميوسين، ولما كانت هذه الحركة أحدث الحركات الأساسية التي تعرضت لها قشرة الأرض فإن المرتفعات التي تعود إليها هي أغلب المرتفعات وأضخمها على الإطلاق.
    السبب في عظمة وضخامة مرتفعات هذه الحركة هو أنها لم تتعرض إلى عومل الهدم الطبيعية سواء كانت نحت أو حمل أو إرساب وتجوية لفترة طويلة، كما حدث مع مرتفعات كل من الحركة الهرسينية والحركة الكاليدونية، كما تحتوي الحركات الألبية على جبال الهيمالايا في آسيا وجبال الألب في أوروبا، والتي منها أخذت الحركة اسمها، إلى جانب جبال أطلس في أفريقيا وجبال روكي في أمريكا الشمالية وجبال الأنديز في أمريكا الجنوبية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: