ما هي الصحراء وخصائصها

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الصحراء

الصحراء: هي منطقة جغرافيّة قاحِلة، تتميّز بنُدرة أمطارها، تكون فيها ظروف الطقس مُعادية للحياة النّباتيّة والحيوانيّة؛ نظراً لِعدم احتوائها على نباتات موسميَّة ومُثمرة، إضافةً إلى قِلَّة منسوب المياه فيها، ومن المُمكن تعريف الصحراء بناءً على كميّة الأمطار الساقطة عليها، أو على درجة الحرارة السّائدة فيها، ومن المُمكن تعريفها بالاعتماد على نوعية التُّربة وأصناف النباتات التي تنمو فيها.

كما أنّها منطقة قاحلة، تقلُّ فيها كميّة الأمطار، مِمَّا يجعل الحياة فيها صعبة، إضافةً إلى أنّ انعدام الغطاء النباتيّ فيها يؤدّي إلى تعرُّض سطحها لعمليّات التَّعريّة، حيثُ أنّ ثلث سطح اليابسة قاحِل أو شبه قاحِل.

الحياة في الصحراء

  • النباتات الصَّحراويّة: تتأثَّر هذه النباتات بدرجات الحرارة العاليّة إضافةً إلى تأثُّرها بجفاف الأرض، مِمَّا يجعلها تسعى للحصول على كميّات قليلة من الماء في أماكن توافرهِ، الأمر الذي يجعل بعض من هذه النباتات التي أخذت كميّة كافية من الماء تنمو وتستقرّ في الصحراء، في حين تذبل باقي النباتات التي لم تأخذ الكمية الكافيّة.
  • هناك أنواع من النباتات تقوم بتخزين وحفظ كميَّات كبيرة من المياه داخل أوراقها وجذورها وجذوعها، ومن الأمثلة على هذه النباتات؛ نبات الصّبَّار الذي يحتفظ بمياه الأمطار بداخلهِ حتى ينتفخ ساقه، وفي حال جفّت المياه منهُ فإنّهُ سيتقلَّص وينكمشُ.
  • تقوم الأشواك التي تحتوي عليها نبتة الصّبار بمقام سياج من الأسلاك الشَّائكة، حيث تقوم هذه الأشواك بصيانة وحماية النَّبتة، كما أنّها تمنع الحيوانات من افتراسها وأكلها، ومن المُمكن أن تكون نبتة الصّبار مُموَّهة حتى لا تقوم بلفت انتباهِ الحيوانات إليّها.
  • السُّكان: مُعظم سكان الصحراء هم رُعاةٌ رُحْلٌ يسكنون في الخيام يُطلق عليهم اسم البدو الذين هم ضد الحضر، كما أنّهم يعتمدون على رعي الأغنام والماشية، الأمر الذي يجعلهم يتنقلون من مكان إلى آخر طلباً للمياه والكَلأ.
  • يُمارس البدو عاداتهم وتقاليدهم بشكلٍ بعيد ومُنفصل عن طقوس الحياة المدنيّة أو القرويّة، وعلى الرَّغم من أنّ المناطق الصحراويّة يصعب العمران فيها، إلّا أنّ هناك مجموعة من الناس تأقلموا على الحياة فيها؛ على الرغم من الحرارة المُستمرَّة والجفاف الدائم.
  • كما أنّ هناك بعض من البيوت يقوم السُّكَّان ببنائِها من الطّين، وذلك من خلال خلط تربة الصحراء مع مقادير مُعينة من مُخلّفات النباتات كالتبن وروث البقر، حيث تكون هذه البيوت أشبه بالبلُكِّ المُربعة او المستطيلة بعد أن يتمَّ تزويدها بألواح من الخشب أو الفلين، لتتعرضَ بعد ذلك لأشعة الشمس حتى تجفَّ تماماً ليبدأ بعد ذلكَ البناء.
  • الحيوانات الصحراويّة: تحتوي الصحراء على عدد كبير من الحشرات والعناكب والزواحف إضافةً إلى الطيور والزواحف، وعندما تتساقط كميّات من الأمطار في الصحراء تفِدُ إليّها مجموعة من الحيوانات البريّة كالأيائل.
  • أمّا أهمّ الحيوانات التي تعيش في الصحراء فهي الجمال؛ حيث يستطيع الجمل أن يبقى دون مياه لفترات طويلة، كما أنّ الجمل يحتوي على مصدر آخر لتوليد الطاقة في جسمهِ، ألا وهو السّنام الذي يُعتبر مُستودع لكَميّات كبيرة من الشحوم، حيث يستطيع العيش على هذه الطاقة في حال جفَّ جسمه من الماء.
  • مناخ الصحراء: يتميَّز مناخ الصحراء بدرجات حرارة مُرتفعة بشكل أكثر من المناطق المُعتدلة؛ نظراً لغياب الغطاء النباتي والغيوم، حيث أنّ الغطاء النباتيّ والغيوم يُساهمان في عكس جزء من أشعة الشمس وحرارتها إلى الفضاء مرَّة أخرى، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل نسبيّ.

أشهر صحاري العالم

  • الصحراء الكبرى: وهي ثاني أكبر صحراء في العالم، تأتي بَعد صحراء القارّة القطبيّة الجنوبيّة، تحتوي على الواحات بشكلٍ كبيرٍ جداً، كما يكثر فيها حقول البترول كالعلمين والرزاق، وتضمُّ عشر دول وهي: مصر، السودان، ليبيا، تونس، المغرب، الجزائر، موريتانيا، تشاد، مالي، والنيجر.
  • يحدُّها من الشمال جبال الأطلس والبحر الأبيض المُتوسط، ومن الشرق البحر الأحمر، ومن الغرب البحر الأحمر، أمّا من الجنوب فيحدُّها كلّ من السودان ووادي نهر النيجر، هذا وتنقسم الصحراء الكبرى إلى: الصحراء الغربيّة، وجبال هقار المركزيّة، إضافةً إلى جبال تيبستي وجبال العير، ومن المُمكن أن تنقسم إلى صحراء تينيري والصحراء اللّيبيّة.
  • الصحراء الغربيّة: تقع في المغرب العربيّ، يحدُّها من الشمال دولة المغرب، ومن الشرق الجزائر، ومن الجنوب موريتانيا، ومن الغرب المحيط الأطلسيّ، وهي واحدة من الدول الأقل سُكّاناً في العالم، تمّ احتلال هذه الصحراء من قبل أستراليا.
  • تُعتبر أراضي الصحراء الغربيّة من أكثر المناطق القاحلة والقاسية على هذا الكوكب، بحيث تمتدُّ على خط الساحل، أو على جبال صغيرة، ومن الممكن أن تتعرّض هذه الصحراء إلى حدوث فيضانات إلّا أنّها لا تُعاني من التّيارات الدائمة، كما أنّها تمتاز بدرجات الحرارة العاليّة جداً خاصةً في فصل الصيف.
  • الصحراء الأستراليّة: تقع بالتّحديد في جنوب أستراليّا، ناتجة عن تآكل بقايا قديمة لآثار كانت موجودة داخل بحر عميق موجود في تلك المنطقة، تمتلك هذه الصحراء هضاب مُميّزة وأعداد كبيرة من الجبال كما أنّها تحتوي على عدد من التّكوينات الجيولوجيّة.
  • يتمّ تغطية مساحات كبيرة وواسعة من هذه الصحراء بمعدن الميكا؛ والذي يُعبِّر عن مجموعة من معادن السيليكات التي تتبلوّر على شكل طبقات، كما أنّ منطقة هذه الصحراء التي تتكوّن من صخور هشّة ولينة مهجورة بأكملها.
  • صحراء النّقب: تقع غرب آسيا، تُعدّ جزءاً من جزيرة سيناء، يحدُّها من الشرق الصدع الآسيويّ الإفريقيّ والذي يتمثّل بوادي عربة، تقع حاليّاً ضمن الحدود الإسرائيليّة، ونصف سكّان هذه الصحراء من بدو العرب الذين جاؤوا بعد حرب عام”1948″، حيث يعيش فيها العديد من القبائل والعشائر العربيّة.
  • تتميّز صحراء النّقب بمُناخها الصحراويّ وقِلَّة تساقط الأمطار فيها، إضافةً إلى التباين الكبير في درجات حرارة كل من اللّيل والنهار، وانخفاض مُعدل الرطوبة، أمّا حركة الرياح فتكون شماليّة شرقيّة وجنوبيّة غربيّة أحياناً، ومن أهم مُدن هذه الصحراء هي مدينة بئر السبع والتي تُعتبر ثاني أكبر مدينة في صحراء النّقب.
  • صحراء كالاهاري: تُعتبر هذه الصحراء من أكثر المناطق الغنيّة بالثروات المعدنيّة، والتي تقع في القارة الإفريقيّة، تحتوي هذه الصحراء على كميّات كبيرة من الرّمل الأحمر الذي يُغطّي مساحات واسعة جداً من مناطقها، كما أنّها تفتقر للمصادر المائيّة.
  • تحتوي هذه الصحراء على مُقاطعات كبيرة والتي تُشكّل معظم المراكز المُهمّة في المنطقة، ومن أهم هذه المُقاطعات: مُقاطعة غانزي والمُقاطعة الجنوبيّة إضافةً إلى المُقاطعة المركزيّة، هذا ويسكُن هذه الصحراء عدد من القبائل التي مازالت بدائيّة، حيث تعبدُ هذه القبائل أرواح الموتى على الرغم من إيمانهم بوجود إلهٍ خلقَ نفسهُ ثمَّ قام بعد ذلك بخلق الأرض وكل ماهو موجود عليّها.
  • صحراء فكتوريّا: تقع جنوب غرب أستراليا، تحتوي على بحيرات ضحلة، ولكنها لا تحتوي على مصادر مائيّة دائمة، كما أنّها تُعدّ منطقة قاحِلة وجافة وعدد سكانها قليل، إضافةً إلى تميُّزها بالسهول الحجريّة والكثبان الرمليّة، والبحيرات المالحة والجافّة.

تُعدّ هذه الصحراء أكبر صحراء موجودة في أستراليا، والتي تُمثّل محميّة عالميّة للمحيط الحيويّ، كما أنّ لها مكانة مُهمّة في الحفاظ على البيئة، أمّا مُناخها فهو حارّ وجاف.

عوامل نشأة الصحراء

  • انفصال الأرض عن مصاد رطوبة كلّ من البحار والمُحيطات؛ نظراً لوجود عدد من الجبال الشاهقة التي تمنع وصول الأمطار إلى المنطقة.
  • تنشأ بسبب وجود عدد من الكتل الهوائيّة الجافّة والباردة بشكل دائم.
  • قِلَّة العواصف التي تُسبّب هطول الأمطار.
  • وجود أحزمة للضغط الجويّ العالي.

المصدر: "الصحراء: أرض الغموض والجمال" - تأليف ويليام أولينج وديفيد أتينبورو "صحراء العرب" - تأليف ويلي ليبيتش "صحراء: تاريخ طبيعة وثقافة" - تأليف ماري ويتلي


شارك المقالة: