مفهوم الضباب وأنواعه

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الضباب

الضباب: هو ظاهرةٌ طبيعيّة، عبارة عن سحاب منخفضة قد تكون ثقيلة أو خفيفة، تلامس سطح الأرض، ممّا يجعل رؤيتها صعبة، غالباً ما يكون نوع هذه السُّحب هو الرهل”عبارة عن قطرات مائيّة عاليّة موجودة في الهواء”.

وبمكن تعريف الضباب: بأنّهُ عبارة عن قطرات صغيرة من الماء، تبقى عالقة في الهواء، حيث يُعتبرُ الضباب كالسًُّحب القريبة من سطح الأرض؛ لهذا عندما يظهر الضباب في ساعات الصباح الباكر يكون كثيفاً جداً ممّا يؤدي إلى جعل الرؤية غير واضحة.

تزداد كثافة الضباب مع زيادة كثافة بخار الماء العالق في الجو؛ وذلك بسبب انخفاض درجة حرارة الجوّ بشكل كبير والتي قد تصل إلى درجة النّدى، هذا وقد يتشكل الضباب في المناطق الريفيّة وبالقرب من المُسطحات المائيّة.

تكون الضباب

يظهر الضباب عند حدوث تكاثف لبخار الماء، ممّا يؤدي إلى حدوث اندماج لجزيئات هذا البخار مع بعضها بعضاً، حتي تُكوّن قطرات من الماء صغيرة الحجم، والتي تبقى عالقة في الهواء، حيث تُساعد هذه القطرات على رؤية الضباب في الجو.

ويتشكل الضباب حول تجمعات المياه المالحة، عندما يتكاثف بخار الماء على جزيئات الملح، بحيث يظهر ويختفي بسرعة، بالاعتماد على درجة الحرارة والرطوبة، ومن المُمكن أن يُساعد وجود الغبار والغازات إضافةً إلى وجود المُلوّثات الهوائيّة في الجو على تكوين الضباب، حيث تعمل هذه المُلوّثات والغبار على تكاثف بخار الماء حولها وبالتالي يتشكل الضباب.

وقد يتكوّن الضباب من خلال زيادة مُعدلات الرطوبة، والتي قد تحدث من خلال العمليّات التاليّة:

  • تبريد الهواء والذي يتمّ من خلال التّوسع وهو العامل المسؤول عن تبريد الغيوم، كما أنّه يُساعد على تشكل الضباب وذلك عن طريق الصعود القسريّ للهواء الرطب خاصةً فوق الجبال والتلال.
  • اختلاط بخار الماء مع تيارات الهواء الرطبة والتي تكون درجات حرارتها مختلفة، حيث تتم هذه العمليّة من خلال خلط الهواء الرطب المُلامس لسطح الأرض مع الهواء الدافئ.
  • حدوث ضباب إشعاعيّ فوق اليابسة، ناتج عن تبريد الأرض بسبب هذا الاشعاع، وتبريد الهواء الموجود في المناطق القريبة من السطح، وذلك من خلال مرور الهواء الرطب والدافئ على سطح بارد.

أنواع الضباب

  • الضباب الإشعاعيّ: يتكوّن في ساعات الليل، عندما تكون السماء صافيّة، وعند وجود رياح هادئة، يتشكّل عندما تبدأ الأرض تشُع حرارتها التي امتصتها أثناء النهار، ممّا يزيد من برودة سطح الأرض، وبالتالي يتكوّن هواء رطب بالقرب من السطح.
  • الضباب المُتجمد: يتشكّل هذا النوع من الضباب عندما تبقى قطرات الماء سائلة، إلى حين أن تتلامس مع سطح يمكن تجميده، حيث تتجمّد القطرات السائلة في أغلب الأوقات على السطوح الصلبة لتُكوّن ضباباً مُتجمّداً، هذا وقد يُغطّي هذا الضباب قمم الجبال التي تكون مُغطّاة بالسُّحب والأرض والأشجار.
  • ضباب التبخر: يتكوّن في أثناء مرور الهواء البارد فوق المناطق الدافئة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تبخُّر للماء الدافئ نسبيّاً والموجودة في طبقات الهواء المُنخفضة، ليبدأ الهواء يسخُن تدريجيّاً حتى يرتفع لأعلى، وفي هذه الأثناء يختلط الهواء الساخن مع الهواء البارد، حتى يبرد الهواء الدافئ، لتبدأ عمليّة التكاثف.
  • ضباب البرد: يتكوّن بعد فترة قصيرة من حدوث عاصفة برد شديدة، وذلك من خلال سقوط كرات الجليد الباردة على الهواء البارد القريب من السطح، حتى يبدأ البَرَد يتراكم ويتجمع على الأرض، ممّا يؤدّي إلى تبريد الهواء الموجود على سطح هذه الأرض وبالتالي تكوّن الضباب.
  • الضباب المُتنقل: يتكوّن في أثناء مُرور الهواء الدافئ على سطح بارد حتى يتصاعد لأعلى، وعندما يتصاعد الهواء الدافئ لأعلى يتكاثف بخار الماء ليُكوّن هذا النّوع من الضباب والذي يظهر في المناطق التي يلتقي فيها الهواء الدافئ المداريّ مع مياه المُحيط الباردة.
  • ضباب الوادي: يتكوّن هذا النوع من الضباب بالقرب من المناطق المُنخفضة كالاوديّة؛ حيث تتميّز الأوديّة بالرطوبة العاليّة خاصةً إذا كانت تحتوي على مصدر للمياه كالأنهار، كما يتشكّل هذا النوع من الضباب عند قيام الرياح بنقل الهواء البارد حتى يهبط ويصل إلى المُنخفضات.
  • ضباب البحار: يحدث بسبب انتقال تيارات المناطق البحريّة الباردة إلى المناطق البحريّة الدافئة والتي تتميّز بارتفاع معدلات التبخُّر بالقرب من سطح البحر.
  • ضباب الانتقال الأفقي: هو ضباب ينتج عن الحركة الأفقيّة للهواء الحار فوق سطح أبرد منه، حيث تكون درجة حرارة السطح البارد أقل من درجة حرارة ندى الهواء المُتحرّك، ومن الأمثلة على هذا النوع من الضباب: الضباب الذي يتشكّل في المناطق التي تلتقي فيها التيارات البحريّة الدافئة مع التيارات البحريّة الباردة.
  • الضباب الجبهيّ: يُصاحب هذا الضباب المُنخفضات الجويّة الجبهية، حيث يمكن أن يتكوّن هذا الضباب في مقدمة الجبهة الحارة وذلك في أثناء هطول الأمطار من الهواء الدافئ الموجود في الأعلى إلى الهواء البارد في الأسفل، الأمر الذي يجعل زاوية الجبهة الحارة تميل باتّجاه الهواء البارد الموجود في مُقدمتها.

لندن مدينة الضباب

سُميّت لندن بمدينة الضباب؛ لأنّ مُناخها دائم الضباب ومُعتم حتى في فصل الصيف، كما أنّها سُميّت هكذا لأنّ سُكانها قاموا بحرق الخشب من أجل الحصول على الطاقة وذلك قبل قيام الثورة الصّناعيّة وقبل استعمال الفحم، ونتيجةً لهذا الاحتراق تصاعدت كميّات كبيرة من الدخان لأعلى.

ممّا أدّى إلى تجمُّع هذه الكميّات وتكاثُفها في الجوِّ على شكل ضباب، هذا إضافةً إلى وجود الضباب الطبيعيّ الذي يتكوّن في فصل الشتاء، حيث يندمج هذا الضباب مع الضباب الدخاني ليتكوّن دخان مُلوّث وكثيف تنتج عنهُ عدم وضوح الرؤيّة وفي بعض الأحيان انعدامها.

العوامل التي تؤدي إلى تكوين الضباب

  • زيادة معدلات الرُّطوبة بشكل كبير خاصةً فوق اليابسة والتي قد تصل إلى أكثر من”90%”.
  • المُسطحات المائيّة: كلّما زاد القرب من مصادر المياه كالأنهار والبحار زاد تشكُّل الضباب بشكل أكبر.
  • المنحدرات العاليّة: كلَّما كانت المُنحدرات مُرتفعة زادت كميّة الضباب في قِممها العاليّة.
  • التلوّت: يزداد انتشار الضباب في المناطق المُتقدمة، نظراً لزيادة عدد سكانها وزيادة عدد الأنشطة البشريّة والمصانع التي بدورها تزيد من المصادر المُلوّثة كالدخان، الذي يؤدّي إلى زيادة كميّة التلوث الهوائيّ في تلك المناطق، كما أن نسبة هذه المُلوّثات تزداد في الغلاف الجويّ، حيث تُساهم زيادة تركيز الغبار في الجوّ إلى تشكيل الضباب.
  • المُرتفعات الجويّة: والتي تؤدّي إلى زيادة برودة الطقس وبالتالي زيادة تكوّن الضباب.

آثار الضباب

  • زيادة الحوادث المروريّة؛ وذلك بسبب انعدام الرؤيّة الناتج عن تكوّن الضباب الكثيف، خاصةً الضباب الذي يتكوّن داخل المُدن المليئة بالغبار والدخان.
  • انتشار الأمراض الخطيرة والمُعديّة والتي تنتج عن الضباب المُحمَّل بالدخان والغبار والذي يُسمَّى بالضباب الدخانيّ أي الضباب الممزوج بالدخان.
  • يُسبب كل من الغبار والدخان ضيقاً في التنفس ممّا يؤدي إلى الموت خاصةً الأشخاص المُصابين بالربو.
  • يتكوّن الضباب الحمضيّ الذي يؤثّر بشكل كبير على الأشجار والمزروعات والمساحات الخضراء.

الفرق بين الضباب والسحاب

يُعدّ الضباب نوع مُبسّط من أنواع السّحاب، مع وجود اختلافات بسيطة بينهم، فالسّحاب هو عبارة عن قطع كبيرة من الغيوم المُتكاثفة الموجودة على ارتفاعات مختلفة في الجو، حيث تُعتبر السُّحب السبب الرئيسيّ في تساقط الأمطار.

في حين تكون الضباب قريبة من سطح الأرض، فهي عبارة عن غيوم خفيفة جداً، تحتوي على بخار الماء والغبار، كما أنّها تنتهي بعد فترة قصيرة من ظهورها، على عكس السّحاب.

المصدر: "ضباب وسحاب: دراسة في علم الأرصاد والضباب "ضباب: تاريخ وأدب وعلم" - تأليف كارل بيدرسون "ضباب ورموزه: دراسة في الفن والأدب" - تأليف رايموند بوليدور


شارك المقالة: