الطي الصخري بالانحناء والانزلاق ونواتج الطيات المتشوهة

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بعملية طي الانحناء والانزلاق؟

وهي عبارة عن طيات تحافظ على سماكة الطبقات المتشوهة مرافقة بانزلاق بلوك فوق آخر، وتسمى لذلك طيات متساوية السماكة، كما تسمى أيضاً طيات متوازية؛ نظراً لأن الطبقات تبقى متوازية فيما بين بعضها البعض، إن هذا النوع من الطيات مع المحافظة على السماكة يمكن أن يتم بأشكال مختلفة وفيما يلي شرح لأهم أشكال الطيات:

  1. يمكن لطبقة أن تتشوه كما يلوى حرف الكتاب مع تثبيت قسمة المركزي.
  2. يمكن أن تتشوه الطيات كما يلوى طرفا مسطرة بالتقريب بين نهايتها.
    في الحالة الأولى يكون التشوه أصغر في المركز (الغلق) وأكبر في مستويات الطي، وفي الحالة الثانية يحصل العكس؛ أي يمكن التمييز بين طي ذو تشوه في الجناحين وآخر ذو تشوه غلقي، وبين هاتين الحالتين يمكن ملاحظة حالات متوسطة.
    ويختلف مظهر التشوه في الحالات السابقة؛ ففي الحالة الأولى تصاب الأجنحة بتسطح دوراني ناجم عن انزلاق بسيط يتوافق مع مزدوجات لها اتجاهات متعاكسة من جانبي الغلق، وهذا التسطح الدوراني يكون شديداً أكثر كلما كانت الميول شديدة.
    أما في حالة طي ذو تشوه غلقي فإن مظهر التشوه أكثر تعقيداً، ففي غلق محدب يعاني الجزء العلوي من الطبقة تطاولاً في حين يتقصر الجزء السفلي ويحصل العكس في غلق مقعر، ويفصل الجزء المتطاول عن الجزء المضغوط بسطح حيادي، حيث تكون المادة لا مضغوطة ولا مشدودة.
    وهذا الجزء لا يوجد في وسط الطبقة وإنما يكون أقرب من جزئه العلوي في حالة المحدبات ومن جزئه السفلي في حالة المقعرات، وفي جميع الحالات تتناسب شدة التشوه مع الطبقات بحيث أن هناك علاقة بين طول موجة الطي وسماكة الطبقات والعلاقة بينهما، في حالات بسيطة قيست هي بحدود 27، وعندما يتجاوز التشوه المستمر عتبة معينة سيحصل التشوه التقطعي الذي يختلف حسب نوع الانحناء.

نواتج الطيات المتشوهة:

في حالة طي ذو تشوه غلقي سيتشكل في قمة المحدب؛ أي في الأجزاء الخاضعة لشد وصدوع وشقوق عمودية على المحور الكبير للإهليج، أي عمودية على الطبقات، في حين أن الأجزاء السفلية سوف تصاب بفوالق مقلوبة ويتعاكس الوضع في حالة المقعرات، وغالباً ما تمتلئ الشقوق بالكالسيت أو الكوارتز، حيث تكون أليافها عمودية على محور الطي، بينما التشققات نفسها يمكن أن تكون مائلة قليلاً على محور الطي.
في حالة طي ذو تشوه جناحي تتشكل تشققات أيضاً عمودية على المحور الكبير للإهليلج، وإذا ازداد التشوه فإنه يمكن أن يتشكل تقصص مرافق بتشققات، وهكذا نلاحظ أن هناك شبكة من التشققات التي تميل تكون موازية للتطبق وأخرى مائلة عليه، وتشير الملاحظة إلى أن التشققات الموازية هي الأكثر انتشاراً، وهذا يفسر بأن المادة غالباً غير متجانسة، وبالتالي فإن التقطعات غالباً ما تتم حسب مستويات عدم التجانس.
عندما يشتد الطي وتتشكل أجنحة عمودية أو مقلوبة فيبدو على العكس أن التشققات المائلة هي الأكثر انتشاراً، ويجب الذكر بأن التشوه التقطعي يرتبط بنوع الانحناء وغالباً لا يمكن تحديد نوع الالتواء إلا بالاعتماد على التشققات والتقطعات المرافقة له.
إن ما سبق ينطبق في حالة تشوه طبقة، أما إذا كنا بصدد عدد من الطبقات فللوهلة الأولى يجدر الإشارة إلى أن شعاع الانحناء للطبقات الصخرية يختلف من طبقة إلى أخرى، ففي المحدبات يزداد نحو الأسفل وفي المقعرات يزداد نحو الأعلى.
ومهما كان نوع الالتواء تنزلق الطبقات فوق بعضها البعض، ويكون هذا الانزلاق عظيماً في حالة ذو تشوه غلقي، ويزداد هذا الانزلاق من الغلق نحو الأجنحة، حيث يكون كبير جداً ويكون اتجاهه متناظراً بالنسبة للطي في حالة المحدبات، إذ ينزلق المستوى (الطبقة) الأعلى نحو الغلق، ويمكن حساب مقدار الانزلاق الي يتوقف على شعاع الانحناء وسماكة الطبقات ومظهر التشوه التقطعي داخل الطبقات.
أما في حالة طي ذو تشوه جناحي فإن الازاحة الجانبية تكون معدومة في الغلق وتكون عظيمة في الأجنحة، ولكن أقل شدة منها في حالة الطي ذو التشوه الغلقي، إن هذا الانزلاق أو الازاحة الجانبية لطبقة فوق أخرى غالباً ما تتظاهر من خلال تحززات تكون عمودية على محور الطي عندما تكون الطبقات أفقية قبل الطي، ولكن هذه التحززات مائلة إذا كانت الطبقات مائلة قبل الطي.
وبهذه الطريقة تمكن الجيولوجيين من تحديد جهة انزلاق طبقة صخرية فوق طبقة أخرى وتمكنوا من توضيح محاور المحدبات، وهذه الخاصة تسمح بتحديد قطبية الطبقات العمودية أو المائلة على سطح الأرض، وبما أن شعاع الانحناء نحو الأسفل في المحدبات فإنه ينعدم في النهاية، حيث تكتسب الطبقات غلقاً جديداً أي يزداد التوائها أو تتشكل الفوالق.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: