العلاقة بين عمليتي التشوه والتحول والنطاقات الصخرية المتجانسة

اقرأ في هذا المقال


ما هي النطاقات الصخرية المتجانسة تركيبياً؟

عندما يكون الجيولوجيين في صدد لدراسة ومعرفة التراكيب الجيولوجية والتحليل التركيبي، فإنهم يستخدمون نوعين من المساقط، وذلك بهدف تحليل البيانات أو القراءات التي يتم جمعها من الطيات الصخرية ومن سائر العناصر البنائية أو التركيبية الأخرى وهما: مسقط شميدت ومسقط وولف والأكثر استخداماً هو مسقط شميدت.
وعلى الرغم من ذلك فإنه يوجد مسألتان قد عجز مسقط شميدت عن معالجتهما، ويعتبران من أهم العيوب الرئيسية عند استخدامه، حيث أنه وحتى تكون عملية الاسقاط صحيحة ومعبرة من الناحية الاحصائية فلا بد من أن تكون المحطات التي يتم جمع القراءات منها في الحقل عشوائية التوزيع، والمسألة لا تتم على هذا النحو عند العمل الحقلي فاختيار أماكن المحطات يحكمها المكاشف الصخرية وسهولة الوصول إليها.
كما أن المسقط يفصل القراءة عن موقعها الجغرافي، كما يصعب معرفة ما إذا كان هناك تركيب واحد أو مجموعة من التراكيب المتكررة في المنطقة، ومسألة فصل القراءة عن موقعها تبدو غاية في الأهمية في المناطق التي تتعرض لمراحل أو أطوار متعددة من التشوه.
ولتلافي هاتين المسألتين يستلزم الأمر تقسيم المنطقة إلى نطاقات صغيرة متجانسة من الناحية التركيبية، وبصفة عامة فهناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لتقسيم هذه النطاقات، ولكن اختيارنا لأنجح الطرق يتوقف على مجموعة من العوامل مثل طبيعة البيانات والقراءات التي تم جمعها وطبيعة العناصر أو الظواهر المختلفة (في الوضع التركيبي العام).
فضلاً عن أن جيولوجي الحقل نفسه ربما يفضل طريقة على طريقة أخرى، حيث يجيد أو يحسن تنفيذها، ويمكن النظر إلى النطاقات المتجانسة تركيبياً من زوايا عديدة وفيميا يلي ذكر أهمها:

  1. هي مجموعة نطاقات يكون فيها اتجاه محدد للخطيات (التراكيب الخطية) المتكونة في مرحلة أو في طور تشوهي بعينه، مع أن هذه الخطيات المستخدمة لا ينبغي أن تكون تابعة لنفس المرحلة أو الطور التشوهي في كل النطاقات.
    وذلك بمعنى أنه يمكن على سبيل المثال تمييز نطاق عن آخر تارة عن طريق استخدام خطيات المرحلة الأولى من مراحل التشوه، ويمكن استخدام خطيات المرحلة الثانية من مراحل التشوه في تمييز نطاق ثالث عن رابع وهكذا.
  2. هي عبارة عن نطاقات يكون فيها الوضع الفراغي لتورق بعينه ثابتاً، وينطبق عليها تعليمات الخطيات الصخرية إذ لا يشترط أن تكون التورقات المستخدمة تابعة لمرحلة واحدة عند تمييز كل النطاقات.
  3. ومن الممكن في هذه النطاقات أن تكون فيها الحدود الفاصلة عبارة عن الأسطح المحورية أو المستويات المحورية لمراحل أو لأطوار التشوه المختلفة.
    ويتضح مما سبق أنه يمكننا أن نستخدم الخطيات (التراكيب الخطية) أو التروقات أو المستويات المحورية لمراحل الطي المختلفة في عملية تقسيم النطاقات المتجانسة تركيبياً.

ما هي العلاقة بين عمليتي التشوه والتحول الصخري؟

التشوه والتحول هما عمليتان صنوان لعضهما البعض، وتكاد لا تحد عملية بدون أخرى، والوقوف على طبيعة العلاقة بين مراحل أو أطوار التشوه ومراحل التحول المختلفة تبدو غاية في الأهمية عند دراسة التطور البنائي أو التكتوني لأي نطاق تجبلي (أوروجيني)، فالفترة الزمنية التي تتكون خلالها المعادن الدالة على التحول خال دورة تجبلية (أوروجينية) معينة يمكن تنسيبها إلى مراحل أو أطوار التشوه المختلفة.
ومجهرياً في معظم الأحيان تحتوي بعض المعادن الدالة على التحول مثل الجارنيت أو الاشتوروليت والأنداليوزيت على بقايا تورق صخري، ويمكن التعرف على هذه البقايا من خلال وجود مكتنفات معدنية بداخل بلورات هذه المعادن بصورة مرتبة ترتيب معين، والمكتنفات يمكن أن تكون من معادن مختلفة وإن كانت في الغالب من معادن الكوارتز الجرافيت والمايكا.
ويرمز للتورق الموجود داخل بلورات هذه المعادن بالرمز Si كما يرمز للتورق المحيط بهذه البلورات بالرمز Se على اعتبار أن الحرف S مأخوذ من (Surface) بمعنى سطح التورق والحرف i مأخوذ من (internal) بمعنى داخلي أما الحرف e فهو مأخوذ من كلمة (external) بمعنى خارجي.
وشكل التورق الداخلي وعلاقته بالتورق الخارجي يعتمد بشكل رئيسي على العلاقة بين عملية التبلور والحركات التكتونية، أي على آلية حدوث التبلور قبل أو أثناء أو بعد الحركة التكتونية أو التشوهية، كما تعتمد أيضاً على طبيعة عملية التشوه.
ومن جانب آخر ففي كثير من النطاقات التجبلية (الأوروجينية) تظهر بعض المعادن ويخاصة معادن الأمفيبول والمايكا متبلورة في مستويات الانفصام الأردوازي أو الانفصام الموازي لمستويات المحورية لطيات مرحلة من مراحل التشوه الصخري، وفي هذه الحالة تكوّن هذه البلورات خطيات معدنية (تراكيب خطية معدنية) وتبدو البلورات موازية لمحاور الطيات.
ومع ضرورة الأخذ في عين الاعتبار أن عملية التبلور يمكن أن تحد في مرحلة لاحقة لعملية الطي أو لعملية التشوه وذلك إذا حل المعدن المتحول محل أو تبلور في داخل لورات معدن آخر كانت تؤلف تركيباً قديماً.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: