دور الفلكيين في اكتشاف الكون

اقرأ في هذا المقال


ماذا فعل الفلكييون في بداية اكتشاف الكون؟

من أهم الاكتشافات الفلكية خلال القرن العشرين هي التحقق من أن جميع المجرات تبتعد عن مجرتنا بسرعات عظيمة، وكل مجرة تبتعد عن المجرة الأخرى مما دل على أن الكون يتمدد ويتوسع، وقد أشار هذا الاكتشاف إلى علماء الفلك وبيّن أن الكون كان مندمجًا سابقاً ومتضاماً، أي أنه كان (رتقاً)، وذلك منذ أزمنة قديمة جداً، ثم حصل انفجار مريب وتشقق عظيم منذ وقت يقع ما بين 8 إلى 20 بليون سنة.
حيث رافقته درجات حرارة لا نهائية، كما قام العلماء بتقديرها بعد ولادة الكون بثانية واحدة بحوالي عشرة بلايين درجة مئوية، وفي درجات الحرارة المرتفعة جداً تتحرك الجسيمات بسرعة عظيمة كانت أكبر من كل قوى الجذب النووية أو الكهرومغناطيسية.
وعندما يحدث برودة في الكون فإن الجسيمات تبرد وتتجمع ثم تبدأ في الالتصاق مع بعضها البعض، وبعد مئات الآلاف من السنين من حصول (الانفتاق) ستنخفض درجات الحرارة، بحيث استطاعت الإلكترونات والأنوية من أن تتجمع لتكوين الذرة الثابتة.
كما تشكلت المواد الرئيسية للكون من عنصر الهيدروجين وعنصر الهيليوم وعنصر الليثيوم، حيث قام جورج جامو (Gamou) بإطلاق اسم الفرقعة المروعة (Big Bang) على بداية الكون خلال هذه الطريقة، كما أنه افترض أن مواد الكون كانت متجمعة خلال نقطة واحدة، إلى جانب أنها تملك كثافتة لا نهائية، حيث قام بتسمية هذه النقطة باسم (نقطة الآحاد Singularity).
ثم حصل الانفتاق العظيم وبدأ الكون يتمدد ويتسع وتم تثبيت ذلك بشكل علمي، حيث يعتبر هذا الاكتشاف من أكثر الثورات الفكرية في القرن العشرين؛ نظراً لأنه قام بتقديم إثباتات عن الأخطء التي قدمها آلبرت آينشتاين (صاحب نظرية النسبية)، والتي تقول أن الكون استاتيكي أي أنه ذو حجم.
كما أن الاكتشافات العلمية التي تم التوصل إليها تتفق بشكل تام مع ما أشار إليه القرآن الكريم خلال قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} فالآية الكريمة تشير إلى أن الكون ممثلا خلال السماوات والأرض، وهذا ما قامت نظرية الفرقعة المروعة بالتعبير عنه بنقطة الآحاد، ثم حصل الانفجار وتتابع اتساع الكون الذي لا يزال مستمر.
كما أن ذلك ثبت من خلال القياسات العلمية فيما تم معرفته من خلال تأثير دوبلر Doppler effect، حيث أن الضوء يتشكل من سبعة ألوان لكل لون موجة وذبذبة محددة، كما تعد أقصر موجة هى أعلى ذبذبة، حيث تكون ذات اللون الأزرق، كما أن أطول موجة هي ذات الذبذبة الأقل وهي اللون الأحمر.
ومن خلال ذلك فإنه كلما ابتعد النجم أو المجرة كلما حصل ابتعاد في اللون الأحمر مثل الصوت، حيث أنه كلما كان مصدر الصوت بعيد كلما ضعف الصوت، وغير ذلك فإن هذا الاكتشاف العلمي موافق مع كل ما جاء في القرآن الكريم منذ خمسة عشر قرن في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}.

ما هي أكثر دراسات الفلكيين أهمية؟

هكذا يكون فهم الإنسان كبير لوجوه الإعجاز الكثيرة في القرآن الكريم ومن أكثر دراسات الفلكيين أهمية في بداية تكون الكون هو فهم المجموعة الشمسية، حيث بدأت في الكثير من النظريات ومنها افتراض بافون (Buffon 1707-1788)، والذي يعد من أقدم الافتراضات التي وضحت تفسير نشأة الأرض، كما قام بافون بافتراض أن هناك جرماً سماوياً كبيراً قام بضرب الشمس ضربة خاطفة فأسقط جزء منها وتهشم هذا الجزء ثم تناثرت أجزاءه في الفضاء، ومن بعد ذلك أصبحت الكواكب تدور حول الشمس.
ظهر الافتراض السديمي حيث قام الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت (سنة 1755م) بافتراض أن هناك سحابة غازية تدور في الفضاء بشكل بطيء ثم أخذت تنبعج بسبب الالتفاف، وقامت في النهاية بتشكيل تجمعين كبيرين من الغازات هي الشمس وكوكب المشتري، وبعد ذلك قد بدأ تشكل الكواكب الثانية بسبب تكثف المواد المشكلة للسحابة السديمية.
ويعد رأي كانت الرأي المنتشر الآن بين أغلب الفلكيين والذي يتعلق بتشكيل المجموعة الشمسية، كما يوجد ما يدعى بافتراض التصادم Collision، حيث عكف الجيولوجي تشمبرلين ومولتون الفلكي بالإضافة إلى جيمس جنز وهارولد جيفريز على فهم ومعرفة افتراضات واحتمالات كثيرة من المحتمل أن تشرح تشكيل كواكب المجموعة الشمسية.
وقد تمكن هؤلاء العلماء من التوصل إلى افتراض يقول أن مادة الكواكب قد تم نزعها من نجم ما بسبب جاذبية حدثت نتيجة اقتراب نجم آخر، أو بسسبب نجم قد مر بجانب الشمس بحيث استطاعت قوى الجذب من نزع لسان كبير من المادة الغازية، ثم حدث تكاثف وانشطر في هذا اللسان الكبير إلى كواكب المجموعة الشمسية، كما أن الأجزاء الكبيرة قامت بجذب الأجزاء الصغيرة فتشكلت المجموعة الشمسية بصورتها الحالية.
حيث أن الفلكيون الذين ينتقدون هذا الافتراض يرون أن المادة التي تم اقتطاعها من الشمس من الممكن أن تصل درجة حرارتها إلى مليون درجة مئوية على الأقل، وأن تلك المادة كانت في حالة غازية وكانت تتشتت في الفضاء من خلال انفجارات قوية وما كان ليتسنى لها أن تتكثف وتتحول إلى كواكب.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: