مفهوم المذنبات وأهميتها وخصائصها

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المذنب

المذنب: هو جُرم سماويّ، شكله غير مُنتظم، يدخل في تكوينه مجموعة من الكتل الجليديّة والصّخريّة بالإضافة إلى الغازات؛ نتيجةً لذلك فهي تختلف عن الكواكب في خصائصها من حيث الشَّكل، كما أنّ مدارت المُذنّبات شديدة الاستطالة؛ الأمر الذي يجعل موقعها مُتفاوت بالمُقارنة مع الشمس.

كما يُمكن تعريف المُذنّب على أنّه جسم جليديّ، يدور في النِّظام الشمسيّ، ممَّا يؤدي إلى ظهور ذيله، حيث ينتج المُذنّب من بقايا النّجوم والكواكب والأجرام السماويّة سواءً كانت هذه البقايا جليديّة أو صخريّة، بحيث يستمرُّ المُذنّب في حركة دائمة؛ نتيجة جاذبيّة النجوم والكواكب التي يمرُّ بجانبُها.

عند اقتراب المُذنَّب من الشمس فإنّ درجة حرارته تزداد؛ الأمر الذي يؤدِّي إلى انصهار القطع الجليديّة وتحوّلها مباشرة إلى الحالة الغازيّة مُكوّنةً ذيلاً غازيّاً برّاقاً، كما أنّ قوة جاذبيّته تزداد بزيادة تقدّمه نحو الشمس.

يعتقد العُلماء بأنّ المُذنّبات تكوّنت في نفس الفترة التي تكوّنت فيها الكواكب، حيث تتكون هذه المُذنّبات من بقايا الغبار والثلوج، التي تفقدها في أثناء عودتها إلى داخل النظام الشمسيّ؛ الأمر الذي يؤدي إلى نفاذ كميّة الثلوج التي تُكوّن المُذنّبات ليتكسَّر بعد ذلك المُذنّب ويتحوَّل إلى أجسام تُشبه الكويكبات.

أنواع المذنبات

  • مذنبات طويلة الدّورة (دوريّة): تستغرق مدَّة دورانها حول الشمس وقتاً طويلاً، بحيث تدور حول الشمس بصفة دوريّة مستمرَّة، تمَّ انتزاعها من مداراتها الاصليّة لتأخذ مدارات جديدة قريبة من الشمس، ومن الأمثلة على هذه المُذنّبات؛ مُذنّب هيل بوب.
  • مذنبات قصيرة الدّورة (غير دوريّة): تكون مدَّة دورانها حول الشمس قصيرة، بحيث تمر عبر المجموعة الشمسيّة مرَّة واحدة ولا تعود مرَّة ثانيّة، ومن أمثلتها؛ مُذنّب هالي.

أجزاء المذنب

  • النّواة: الجزء الرئيسي والمركزي للمُذنّب، تتكوَّن من نوع خاص من الغبار والذي يُسمَّى بالغبار المنفوش؛ نظراً لخفَّة وزنه وفتحاته المليئة بالإسفنج، وكلَّما اقتربت نواة المُذنّب من الشمس يتمُّ تسخين المادة المُتجمِّدة الموجودة فيها ليبدأ بعد ذلك تحرير الغازات من الجسم السديميّ ومن سحابة الهيدروجين.
  • الهالة(الذؤابة): وهي غشاء ضبابيّ، تُحيط بنواة المُذنّب، تعمل على تشكيل وتكوين ذيل طويل، تنتج هذه الهالة عند تحرير الغازات والغبار من الشمس، لتبدأ بعد ذلك بالانتشار حول المُذنّب، وعادةً تكون الذؤابة أكبر من النُّواة.
  • الذيل: يمكن رؤيته من الأرض عند مرور المُذنّب عبر النِّظام الشمسيّ، بحيث يقوم الغبار بعكس ضوء الشمس وبالتالي يتأيَّن الغاز ومن ثمَّ يُضيء، ليتم بعد ذلك انفصال كل من ذيل الغاز والغبار حتى يكوّنان ذيلاً خاص لكل منهما.
  • الغلاف الهيدروجينيّ: هو غلاف رقيق، لا يمكن رؤيته بالعين المجرَّدة، يتكوّن من الهيدروجين نتيجة احتواء الذؤابة التي يحبط بها على جزيئات الماء، بحيث يزداد حجم هذا الغلاف كلَّما اقترب المُذنّب من الشمس.

أنواع ذيل المذنب

  • الذيل الأيونيّ(الغازيّ): يتكوّن من مجموعة من الغازات المُتأيّنة، بالإضافة إلى الإلكترونات، يميل لونه إلى اللون الأزرق الناتج عن تأيُّن أول أكسيد الكربون، يمتدُّ هذا الذيل إلى مسافات طويلة بشكل مستقيم.
  • الذيل الغُباريّ: يحتوي على مجموعة كبيرة من الغبار، النَّاتجة عن طريق الرِّياح الشمسيّة، يميل لونه إلى البياض أو الاصفرار، يتميَّز عن الذيل الغازيّ بأنَّه أعرض وأقصر منه، يأخذ شكل القوس؛ نظراً لأنّ جُسيمات الغبار أثقل من الغاز المُتأيِّن.

مدارات المذنب

قد تكون مدارات المُذنّب طويلة الأمد، وقد تكون قصيرة الأمد، يتمُّ تقسيمها بالاعتماد على الفترة الزَّمنيّة التي تستغرقها المُذنّبات في دورانها حول الشمس. بحيث يتمُّ اكتمال دورة كاملة حول الشمس في أقل من”200″ عام في المدارات قصيرة الأمد، في حين تُكمل المدارات طويلة الأمد دورة كاملة في أكثر من”200″ عام.

معظم المدارات تتحرَّك حول الشمس في مدارات مُتطاولة، بحيث تخترق مدارات الكواكب المداريّة، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث اصطدام بين الكواكب وتوابعها. ومن المُعتُقَد أنّ المُذنّبات طويلة الأمد تأتي من سحابة أورت التي تُعبِّر عن مجموعة من المُذنّبات التي تبتعد عن الشمس بمسافة كبيرة جداً، في حين تنشأ المُذنّبات قصيرة الأمد من نطاق كبير من المُذنّبات والذي يُسمَّى بحزام كويبر.

خصائص المذنبات

المذنبات هي أجرام جليدية صغيرة تدور حول الشمس. تتكون بشكل أساسي من:

  • الغبار: حبيبات صغيرة من الصخور والمعادن.
  • الجليد: الماء، ثاني أكسيد الكربون، الأمونيا، الميثان.
  • الصخور: معادن سيليكات.

تظهر المذنبات خصائص مميزة:

  • الذؤابة: غلاف من الغبار والغاز يتكون حول نواة المذنب عندما يقترب من الشمس.
  • الذيل: يتكون من الغبار والغاز المتأينين، ويدفع بعيدًا عن الشمس بواسطة الرياح الشمسية.
  • النواة: الجزء المركزي من المذنب، وهو عبارة عن جسم صلب يتكون من الغبار والجليد والصخور.
  • النفاثات: تدفقات من الغبار والغاز تنبعث من نواة المذنب.

تختلف خصائص المذنبات، تشمل:

  • الحجم: تتراوح أحجام المذنبات من بضعة أمتار إلى بضعة كيلومترات.
  • الشكل: يمكن أن تكون المذنبات كروية أو بيضاوية أو غير منتظمة.
  • اللون: تظهر المذنبات بألوان مختلفة، اعتمادًا على تكوينها.
  • المدار: تدور المذنبات حول الشمس في مدارات بيضاوية.
  • الفترة المدارية: يمكن أن تتراوح الفترة المدارية للمذنبات من بضع سنوات إلى آلاف السنين.

من أشهر المذنبات:

  • مذنب هالي: يظهر كل 75-76 سنة.
  • مذنب هيلي: ظهر عام 1986.
  • مذنب شوماخر-ليفي 9: اصطدم بكوكب المشتري عام 1994.

أشهر المذنبات

مذنب هالي

هو أحد أشهر وأقدم المُذنّبات، من الممكن رؤيته في كل مرَّة يظهر فيها، حيث أنّه يظهر بشكل واضح ومُتوهِّجاً في السماء، بحيث يُكمل هذا المُذنّب دورة واحدة حول الشمس كل”76″ سنة تقريباً.

يُعدّ مُذنّب هالي من المُذنّبات الدّوريّة، بحيث يقترب هذا المُذنّب من سطح الأرض كل فترة زمنيّة معينة بشكل دوريّ، حتى يصل مُذنّب هالي إلى نقطة تقع بين مداريّ نبتون وبلوتو، وهي أبعد مسافة من الممكن أنّ يصل إليّها، ومع استمرار اقترابه من الأرض أصبح يتواجد في داخل مدار كوكب الأرض.

ومن صفات مُذنّب هالي أنّه داكن اللون، يُشبه حبَّة البطاطا في شكله، يحتوي تحته على جليد الماء، في حين تتواجد المناطق النّشطة في الجزء غير المُغطّى بالقشرة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تدفُّقات هوائيّة غازيّة ضخمة، تقوم القشرة بعكس كميّة قليلة من ضوء الشمس حتى يصل إلى الفضاء مرَّة أخرى؛ ممَّا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المُذنّب.

تتكوّن نواة هالي من جليد الماء بنسب كبيرة، بالإضافة إلى غازات أول وثاني أكسيد الكربون، كما أنّها تتكون من الأمونيا والميثان التي اكتشفتها مركبة جيوتو، أمّا التركيب الكيميائي للمُذنّب فيُشبه تركيب أجسام النِّظام الشمسيّ الأخرى.

مذنب هولمز

 دوريّ في النظام الشمسيّ، لونه خافت جداً، الأمر الذي يجعل رؤيته صعبة للغايّة، ولكن بعد انفجار هذا المُذنّب والذي يُعتبر أكبر انفجار يحدث لمُذنّب، أصبحت رؤيته مرئية ومتاحة للعين المجرَّدة، وخلال فترة صغيرة جداً اصبح هذا المُذنّب أكبر جسم في النِّظام الشمسيّ، بحيث توسَّعت ذؤابته لتصبح أكبر من الشمس.

أمّا سبب انفجار هذا المُذنّب فيعود إلى تكوّن سحابة ضخمة من الغبار والغازات نتيجت اصطدامه مع أحد النّيازك، أو قد ينتج بسبب تراكم الغازات داخل نواة المُذنّب ممّا أدّى إلى انفجاره.

مذنب بييلا

 يُعدّ هذا المُذنّب من المُذنّبات المفقودة، حيث ظهر مرة واحدة في وقت سابق، ثم لم يعد موجود بعد ذلك ولم تتم ملاحظته؛ نظراً لعدم وجود بيانات حوله تكفي لحساب مداره والتنبؤ بموقعه.

كما كانت دورة هذا المُذنّب قصيرة جداً، انقسم بشكل فجائي إلى قسمين، كان البعد بينهما يتزايد باستمرار، ليختفي بعد ذلك هذا المُذنّب وقد يُرجّح اختفائه إلى تفكك أقسامه بشكل كليّ، ليظهر بدلاً من هذه الأقسام تيار شديد من الشُّهب الذي تطوّر من خلال بقايا مُذنّب بييلا.

مذنب التّنينات

 هو مُذنّب دوريّ في المجموعة الشمسيّة، يبلغ قطر نواته حوالي”2كم” يُكمل دورته حول الشمس كل “6سنوات”، كما أنّه المصدر الرئيسي لزخَّة شُهب التّنينات، حيث تمَّ رصد هذا المُذنّب في اتجاه مجموعة من نجوم الدلو، كما أنّ هذا المُذنّب قد خضع لسلسلة من الانفجارات التي زادت سطوعه بشكل ملحوظ.

مذنب هيل بوب

من أوضح المُذنّبات التي ظهرت على سطح الأرض، حيث كان واضحاً للعين المُجرَّدة، يتميَّز بكبر حجمه وشدَّة ضيائه، حيث يعود السبب في زيادة نسبة لمعانه إلى حجمه الكبير غير العاديّ.

كما أنّ هذا المُذنّب يحمل الصّدارة في كونه الأطول في الفترة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجرَّدة، ومن الأشياء المُلفته في هذا المُذنّب هو اكتشاف ذيل ثالث له يتكوّن من الصُّوديوم، بالإضافة إلى الذيلين التي يتكوّن منها أيُّ مُذنّب، حيث يتكوّن هذا الذيل من ذرَّات الصوديوم المُتعادلة والتي من الممكن ان تخرُج منه عن طريق حدوث تصادمات بين المُذنّب وحبيبات الغبار التي تحيط بنواة المُذنّب.

مذنب آيسون

تمَّت رؤيته من جهة كوكب السّرطان، من خلال وجود بقعة سحابيّة بطيئة وخفيفة ونادرة الحركة، حيث تمَّ تحديد موقع هذه السّحابة بعد دراستها وجمع معلومات عنها ليتبيَّن بأنّها عبارة عن مُذنّب جديد موجود في المجموعة الشمسيّة.

ومع اقتراب هذا المُذنّب من الشمس سيُصبح ظاهراً في السَّماء بحيث يمكن رؤيته بالعين المجرَّدة، ومن الممكن أن يفوق ضوءه ضوء القمر، ومع زيادة اقتراب المُذنّب من الشمس ستذوب كميّات الثُّلوج التي تُغطِّي جسم هذا المُذنّب.


شارك المقالة: