النظام الرابع في حقب الحياة الحديثة

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالنظام الرابع في حقب الحياة الحديثة؟

يسمى النظام الرابع باسم البليوستوسين Pleistocene (تكاوين ما بعد البليوسين) كما أن هذا العصر يدعى باسم عصر الثلاجات، ومن الممكن تقسيم البليوستوسين إلى دورات من تكوين هذه الثلاجات يتخللها دورات أخرى من تراجع الثلاجات تسمى باسم الـ interglacial periods.
وبسبب تباين السحن التي ترسبت خلال هذا العصر من رواسب المثالج ورواسب الجليديات البحرية والنهرية، فإنه يصعب القيام بعملية مضاهاة هذه الرواسب للسجلات الحفرية، ولكن هناك طرق مختلفة أخرى لدراسة رواسب البليوستوسين مثل دراسة المعادن الثقيلة وكذلك الطرق الجيومورفولوجية، لكن إن مثل هذه الطرق غالباً ما يتم استخدامها محلياً ولا يمكن استخدامها على نطاق واسع.
وتعرف في منطقة الألب مثلاً أربعة مثالج تتكون من زوجين تفصل بينهما فترة جليدية كبرى طويلة وتفصل فترات جليدية أقل طولاً بين أفراد كل زوجين.
إن هذا العصر يحتوي على نباتات تشبه النباتات الحديثة ولكن توزيعه الجغرافي قد تغير عدة مرات، وهذه التغيرات ترجع أساساً إلى التغيرات المناخية وتوزيع الثلاجات.
أما الحيوانات التي وجدت خلال هذا العصر فهي تشبه (fauna) (حيوانات منطقة اوحقبة ما) البليوستوسين تلك التي ما زالت تعيش على كوكبنا اليوم مع تغيير في جغرافيتها، وهناك بعض الحفريات الفقارية التي اختفت مثل هذه الأحافير (dinoris، dinotherium، aepyornis).
إن هذه الفترة تضاهي عصر الجليد الأعظم في أوروبا وشمال أمريكا وخلال بدء البليوستوسين كان شاطئ البحر أعلى مما هو عليه اليوم وكان البحر الأبيض المتوسط متصلاً بالبحر الأحمر، وفي الصحاري أثرت عوامل التعرية خلال البليوسوسين الحديث وفي الصحراء الشرقية وسيناء كان عوامل التحلل الرئيسية هي الأمطار والوديان.

الأحافير في حقب الحياة الحديثة:

يسمى هذا الحقب بعصر الثديات؛ لأنها كانت أعظم انتشاراً وأرقى تطوراً، وكانت هذه الفترة الزمنية تختلف تماماً عن كائنات حقب الحياة المتوسطة فقد بدأت شهور الفصائل والعائلات والأجناس الحالية من الحيوانات مع ابتداء هذا الحقب، وصارت تتزايد نسبتها كلما تقدمنا فيه، فكانت مجموعة المياه تزداد شبهاً بالحياة الحالية ومن ذلك تم اشتقاق اسم الحقبة، فكلمة (caino) هي كلمة يونانية معناها حديث أو جديد وكلمة (zoon) معناها حيوان.
وكانت أجناس الأمونايت والبلمنيت التي ازدهرت في حقب الحياة الوسطى قد اندثرت شيئاً فشيئاً قبل بداية حقب الحياة الحديثة، وكذلك اختفت الزواحف الكبرى التي سادت في الأزمنة السابقة ولم تترك ورائها من تلك المجموعة سوى أجناس قليلة الأهمية صغيرة الحجم بقيت على وجه الأرض الآن مثل السحالي والتماسيح والأفاعي.

النباتات خلال حقب الحياة الحديثة:

بدأت النباتات في التطور إلى الأنواع الحديثة منذ منتصف حقب الحياة المتوسطة، ومن خلال حقب الحياة الحديثة كان هناك تقدم وتطور ملحوظ في النباتات إلى الأنواع التي نراها الآن ومن نباتات أحادية الخلية مثل الدياتومات التي تكون بقايا سليسية، فقد كونت رواسب ضخمة في بعض المناطق مثل فرجينيا حيث بلغت الرواسب 30 قدماً وفي كلفورنيا بلغت سمكاً يصل إلى 50 قدماً.
وفي أول هذا الحقب كان المناخ دافئاً أو شبه استوائي في أوروبا وأمريكا الشمالية ولذلك كثرت الغابات الضخمة الكثيفة التي غطت بأجناس وأنواع عديدة، فكان يوجد نباتات من نوع عاريات البذور الممثلة بأشجار الصنوبر والأرز وغيرها، كما ظهرت أجناس كثيرة من مغطاة البذور ككثير من الأشجار المألوفة الآن مثل الحور والنخيل والكافور وغير ذلك، ولأول مرة ظهرت الحشائش الحقيقية التي غطت مساحات شاسعة وكذلك كثير من النباتات الحولية المعروفة.
وعندما بدأ المناخ في البرودة والجفاف اختفت أشجار النخيل من غرب الجزء الداخلي من الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الميوسين كان المناخ دافئاً وبلغت الأشجار أحجاماً ضخمة وكونت ما يسمى بالغابات المتحجرة التي كان السبب في هلاكها ودفنها للبراكين الكثيرة التي اندلعت في مناطق كثيرة من العالم خلال الميوسين والأوليجوسين.
وفي منتصف هذا الحقب نمت الحشائش والأعشاب التي نشأت عليها حيوانات آكلة العشب والثديات، وفيما يلي أهم أنواع الحيوانات التي ظهرت خلال حقب الحياة الحديثة:

  • الأوليات: انتشرت الفورامنيفرا في أماكن كثيرة وبلغت أحجاماً كبيرة وكون جنس نيموليتس nummulites رواسب جيرية ضخمة في الإيوسين في مناطق كثيرة في شمال أفرقيا وأوروبا.
  • الاسفنجيات والرخويات: أصبحت أنواعها تقرب كثيراً من الأنواع الحديثة التي ما زالت تعيش اليوم، بينما اختفت مجموعة الأمونيات والبلمنيت وزادت النوتليتات.
  • المفصليات: اختفت ثلاثيات الفصوص منذ حقب الحياة القديمة وزادة في الحاة الحديثة أنواع القشريات مثل الكابوريا التي وجدت آثارها وحفرياتها في صخور الإيوسين في مصر وايطاليا.
  • الأسماك: وكان أغلبها يشبه ما كان موجوداً في حقب الحياة المتوسطة ولكن يميل إلى التطور والرقي مثل أسماك القرش.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: