النظام الكريتاسي الأوسط

اقرأ في هذا المقال


ما هو النظام الكريتاسي الأوسط؟

تم تسمية النظام الكريتاسي (الطباشيري) بهذا الاسم؛ لأن أهم الطبقات التابعة له في كثير من أنحاء الأرض وخصوصاً غرب أوروبا تتكون أساسً من الطباشير، ويُعرف باللاتينية باسم ” creta”، كما وجد هذا النظام في جنوب انجلترا وشمال فرنسا بشكل خاص ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية الاباما وتكساس وقد قدرت الفترة التي مر بها هذا العصر حوالي 72 مليون سنة أي منذ 136 مليون سنة تقريباً.
ويتميز هذا النظام بغزو البحر التدريجي لليابسة، وبلغ البحر أقصى عمق له في نهاية منتصفه ثم تراجع في الجزء الأخير من فترته الزمنية، وخلال النصف الأول من الطباشيري تكونت طبقات من المارل والحجر الرملي الجيري، كما تكونت الطباشير خلال النصف الثاني وأدى هذا التباين إلى تقسيم العصر الطباشيري إلى قسمين (الطباشيري السفلي والطباشيري العلوي).
والأحافير الكثيرة التي وجدت في رواسب الطباشيري وخاصة في جنوب فرنسا وفي غرب سويسرا ساعدت الكثير من العلماء مثل العالم دارشياك وليميري والعالم دوربيني في عمل تقسيم استراتغرافي للنظام الطباشيري.

الحركات التكتونية خلال العصر الطباشيري الأوسط:

تأثر الطباشيري بحركات أرضية هامة فخلال زمن السينونيان senonian كان البحر قد بلغ أقصى تقدم له وغطى مناطق كثيرة في غرب أوروبا، وواصلت القباب الملحية ارتفاعها نحو السطح منذ العصر الترياسي فتسبب في طي الطبقات التي فوقها، كما أن الالتواءات الهرسينية العظيمة قد تأثرت بعمليات الطي في زمن السينوني وهذا واضح في منطقة هارز في وسط المانيا.
ويظهر تأثير الحركات الأرضية واضحاً في الطباشيري السفلي في شمال جبال الألب، وفي الطباشيري تظهر آثار الحركات الأرضية في سويسرا وفرنسا، أما في طبقات الطباشيري العلوي يتضح فيها الالتواءات في فرنسا وجبال الألب وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تظهر آثار الحركات الأرضية في طبقات الطباشيري العلوي في جبال الأنديز ويبلغ طول امتدادها حوالي 8000 كيلو متر وعرضه 800 كيلو متر، وهذه الحركات سميت باسم حركات أندينيا.
وفي نهاية العصر الطباشيري أثرت حركات أخرى على جبال روكي (تقع في لاراميدز في الولايات المتحدة الأمريكية) وهذه الحركات تسمى بحركات لارميان، وغالباً كانت الحركات الأرضية في العصر الطباشيري مصحوبة بنشاط بركاني وتداخلات نارية وخاصة في نصف الكرة الجنوبي،
ففي الهند يغطي البازلت والمواد البركانية هضبة الدكن deocan plateau بسمك يصل إلى 600 متر في اتجاه الجنوب، ويغطي مساحة حوالي 600 ألف كيلو متر مربع، وظهرت براكين أخرى في جهات كثيرة من العالم، كما في السعودية والحبشة، كما أن البراكين الغنية بالماس تكونت في جنوب أفريقيا خلال العصر الطباشيري.
كما يتكون الطباشير في بحار دافئة عميقة هادئة ذات مياه صافية لا تدخل إليها، حيث أنها تعكرها بما تحمله من رمال وطين ومواد معدنية أخرى، ومثل هذه البحار تلائم تكاثر أنواع الحيوانات الصدفية المجهرية مثل الفورامنيفرا، ومن تراكم أصداف هذه الحيوانات تتكون الرواسب الطباشيرية، والتكوين الكريتاسي في أغلب أجزاء القارة الأوروبية يتألف من طبقات من الصخور الرملية والطينية تعلوها طبقات سميكة من الطباشير.

الأحافير التي وجدت في الطباشيري الأوسط:

في هذا العصر اختفت بعض مجموعات حقب الحياة القديمة مثل ثلاثيات الفصوص والكيسيات والبرعميات، وبعض المجموعات الأخرى امتدت حياته إلى أوائل حقب الحياة المتوسطة مثل بعض المسرجيات والرأس قدميات والبرمائيات، وظهرت مجموعات جديدة مثل القنفذيات المتطورة كما ظهرت الطيور وبدأ ظهور الثديات خلال هذه الحقبة.
كما أنه خلال هذا العصر ازدهرت الزواحف بشكل كبير حتى أن العلماء أطلقوا على هذا العصر باسم فترة سيادة الزواحف، وكما انتهت حقب الحياة القديمة بحركات الرفع القوية البانية للجبال كذلك انتهت هذه الحقبة بحركات أرضية بانية للجبال أدت إلى تغير كبير في ظروف الحياة.
ومن أهم مميزات هذا التكوين ازدهار الفورامنيفرا والقنافذ البحرية مثل الكراستر والزنبقيات والحيوانات الرخوة، والرودستا rudistae وهذه المجموعة من المحاريات لا توجد إلا في صخور هذا التكوين ويوجد كثير منها في صخور الطباشيري في منطقة أبو رواش والحسنة بالقرب من الجيزة بالصحراء الغربية لجمهورية مصر العربية.
كما يوجد في هذا النظام آخر أنواع الأمونايت ويغلب بينها أنواع مفككة الحلقات مثل جنس الاسكافيتس scaphites ومن الزواحف جنس الاجوانودين والديناصورات، ويوجد في مصر طبقة تعرف باسم طبقة الديناصور بمنطقة الدست بالواحات البحرية.
ويمتاز النظام الطباشيري بأن الأمونايت والبمانيات انقرضت قبل نهايته مما ساعد على وضع حد فاصل بين حقب الحياة المتوسطة وحقب الحياة الحديثة، ومن الأجناس التي تعتبر أحافيرها مرشدة في هذا العصر (العصر الكريتاسي الطباشيري) هو جنس الميكراستر الذي يميز الجزء الأعلى من العصر الكريتاسي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: