النفط الخام - Crude Oil

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام إن النفط الخام هو وقود أحفوري يحدث بشكل طبيعي أي بمعنى أنه يأتي من بقايا الكائنات الحية الميتة، حيث أنه يتكون من خليط من الهيدروكربونات ذرات الهيدروجين والكربون، وهو يوجد في شكل سائل في الخزانات الجوفية في المساحات الصغيرة داخل الصخور الرسوبية، أو قد يمكن العثور عليه بالقرب من السطح في الرمال الزيتية.

ما هو النفط الخام؟

هو عبارة عن منتج بترولي طبيعي غير مكرر يتكون من رواسب هيدروكربونية ومواد عضوية أخرى، والنفط الخام أيضاً هو المورد الطبيعي الخام الذي يتم استخراجه من الأرض وتكريره إلى منتجات مثل البنزين ووقود الطائرات والمنتجات البترولية الأخرى، كما إنه مورد غير متجدد، مما يعني أنه لا يمكن استبداله بشكل طبيعي بالمعدل الذي نستهلكه، وبالتالي فهو مورد محدود.

فهم النفط الخام:

عادةً ما يتم الحصول على النفط الخام من خلال الحفر، حيث أنه قد يوجد جنباً إلى جنب مع الموارد الأخرى مثل الغاز الطبيعي (الذي يكون أخف وزناً، وبالتالي يجلس فوق النفط الخام) والمياه المالحة (التي تكون أكثر كثافة وتغرق في الأسفل)، ومن ثم يتم تكريرها ومعالجتها في أشكال متنوعة مثل: البنزين والكيروسين والأسفلت وبيعها للمستهلكين.

وعلى الرغم من أنه يطلق عليه غالباً (الذهب الأسود) إلا أن النفط الخام له لزوجة متفاوتة، ويمكن أن يختلف في اللون من الأسود إلى الأصفر اعتماداً على تركيبته الهيدروكربونية، كما تعتبر التقطير هي العملية التي يتم من خلالها تسخين النفط وفصله في مكونات مختلفة في مرحلة التكرير.

تاريخ استخدام النفط الخام:

على الرغم من أن بعض أنواع الوقود الأحفوري مثل: الفحم والغاز تم حصادها بطرق مختلفة لعدة قرون، إلا أنه تم اكتشاف النفط الخام لأول مرة خلال الثورة الصناعية، ولقد تم تطوير استخداماته الصناعية لأول مرة في القرن التاسع عشر، حيث قد أحدثت بعض الآلات المبتكرة حديثاً ثورة في طريقة عملنا، واعتمدت على هذه الموارد للتشغيل.

وغالباً ما يثير الطلب على هذه المورد اضطرابات سياسية، حيث يسيطر عدد صغير من البلدان على أكبر الخزانات، ومثل أي صناعة قد يؤثر العرض والطلب بشكل كبير على أسعار النفط الخام وأرباحه، وتعتبر كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا أكبر منتجي النفط في العالم.

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، حيث طوّرت العديد من الشركات الأمريكية التكنولوجيا لتحويل النفط الخام إلى منتجات مفيدة مثل البنزين، ولكن خلال منتصف القرن العشرين انخفض إنتاج النفط الأمريكي بشكل كبير وأصبحت الولايات المتحدة مستورداً للطاقة.

وفي أوائل القرن الحادي والعشرين أدى تطور التكنولوجيا الجديدة – وخاصة التكسير المائي إلى ظهور طفرة طاقة ثانية في دول العالم التي تمتلك النفط الخام، مما قد زاد إلى حد كبير من أهمية النفط كمصدر للطاقة.

المنتجات المصنوعة من النفط الخام:

بعد إزالة النفط الخام من الأرض يتم إرساله إلى مصفاة، حيث يتم فصل أجزاء مختلفة من النفط الخام إلى منتجات بترولية قابلة للاستخدام، وعادة تشمل هذه المنتجات البترولية: البنزين والمواد الأولية البتروكيماوية ونواتج التقطير مثل وقود الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات والشموع وزيوت التشحيم والأسفلت.

وعلى سبيل المثال قد ينتج برميل نفط خام بسعة 42 جالوناً حوالي 45 جالوناً من المنتجات البترولية في مصافي التكرير، وإن هذه الزيادة في الحجم مشابهة لما يحدث للفشار عند فقعه، كما أن نواة الذرة تكون أصغر حجماً وأكثر كثافة من النواة المنبثقة، وتختلف كمية المنتجات الفردية المنتجة من شهر إلى شهر ومن سنة إلى أخرى، حيث تقوم المصافي بتعديل الإنتاج لتلبية طلب السوق وزيادة الربحية.

الآثار السلبية للاعتماد على النفط الخام:

إن النفط الخام هو سلعة ذات قيمة كبيرة جداً، وفائدته في جميع قطاعات اقتصادات القرن الحادي والعشرين تقريباً ليست قابلة للاستبدال حتى الآن، وهذا هو السبب في أن الطلب عليها غير مرن نسبيا، ومن المفترض أن يحرك النفط الخام هذا النمو الاقتصادي وينشر التنمية الشاملة للبلدان المحظوظة بما يكفي للحصول على هذه السلعة، ومع ذلك أظهرت الأبحاث التجريبية الحديثة والسابقة في هذا المجال أن البلدان الغنية بالموارد تتطور بشكل أبطأ من البلدان الفقيرة بالموارد.

ويُشار إلى الاعتماد الشديد على الوقود الأحفوري كأحد الأسباب الرئيسية للاحترار العالمي، وهو موضوع اكتسب حقاً زخماً في العشرين عاماً الماضية، حيث تشمل المخاطر المحيطة بالتنقيب عن النفط بعض الانسكابات النفطية وتحمض المحيطات مما قد يضر بالنظام البيئي.

لذلك بدأت العديد من الشركات المصنعة في إنشاء منتجات تعتمد على مصادر بديلة للطاقة مثل: السيارات التي تعمل بالكهرباء وأيضاً المنازل التي تعمل بألواح شمسية والمجتمعات التي تعمل بواسطة توربينات الرياح.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: