تجمعات الأحجار النيزكية

اقرأ في هذا المقال


أين تكون تجمعات الأحجار النيزكية؟

إن الأحجار النيزكية والأحجار النيزكية المجهرية تتساقط بشكل عشوائي على كل أنحاء الأرض، لكن عدد حالات السقوط السنوية تكون محدودة ويوجد حوالي 4400 حجر نيزكي ذو كتلة كتلة تساوي الكيلو غرام، ومن الممكن أن يتضح هذا العدد كبيراً.
ومن الضروري أن نعلم بأن أغلب هذه الأحجار النيزكية سقط إما في المحيطات (تشكل 71% من المساحة الأرضية) أي أنها تسقط في مناطق غير مأهولة بأعداد كبيرة، أما بالنسبة لعدد حالات السقوط المشهودة فهي بضعة حالات لا تتعدى الـ 12 حالة في العام.
يقوم الجيولوجيين بالإقدام على رحلات جمع منهجي في أماكن تراكم المادة الناشئة خارج الأرض وهي الأكثر مقاومة لتأثير البيئة الأرضية أي الصحاري (وهي عبارة عن أماكن جافة ذات مناخ مستقر على طول عشرات الآلاف من السنين)، وذلك يكون بهدف العمل على إثراء مجموعات الأحجار النيزكية
إن الأحجار النيزكية التي تسقط في الصحاري تكون قادرة على مقاومة أثر الأمطار ورطوبة المحيط الجوي المنهك على مدار مئات من القرون (لغاية 50 ألف عام)، لذلك يتم العمل على جمع الأحجار النيزكية من خلال أسلوب منهجي في الصحراء الكبرى وفي صحراء اليمن وصحراء عمان وحتى أتاكاما (تقع شمال تشيلي)، وتم تقدير عدد الأحجار النيزكية التي جمعت في الصحراء الكبرى بحوالي 6000 عينة.
لكن من المؤسف أنه قد تم الاستيلاء على أغلب الأحجار النيزكية التي تخص الصحراء الكبرى، كما أن الدول المعنية (الجزائر والمغرب وليبيا) لم تكن قادرة على استغلال هذا المورد الطبيعي والاستفادة منه، في حين أنه تم الاستفادة منه من قبل التجار أو الباجثين الأوروبيين.
وقد كان للقارة القطبية الجنوبية مكانة خاصة في عمليات جمع الأحجار النيزكية، حيث أنه يوجد غطاء جليدي يغطي القاعدة الصخرية في هذه القارة ذات الـ 12.5 مليون كيلو متر مربع، والطبقة السطحية لهذا الغطاء تتشكل من ثلج معمر (خشيف)، هذا يعني أن تني درجات الحرارة والرطوبة يسمح بحفظ ويانة الأحجار النيزكية ولملايين من السنين وهذا ما يعرف باسم الحفظ المبرد، غير ذلك فقد تم بمحض الصدفة في مطلع السبعينات الكشف عن نظام تراكم للأحجار النيزكية.
خلال ديسمبر من عام 1969 قام مجموعة من علماء الجليد اليابانيين بمحض الصدفة باكتشاف ثمانية أحجار نيزكية على الجليد الأزرق وكانت قريبة من جبال ياماتو، وكانت هذه النيازك مجتمعة على مساحة خمسين كيلو متر مربع، كما تم الاعتقاد بأنها عبارة عن نتيجة لحادثة سقوط واحدة، لكن من بعد تحليلها قد تبين أنها تنتمي في الحقيقة إلى مراتب متباينة وهو ما يفسر سبب تراكمها.
وقد تم العمل على تعيين آلية تراكم الأحجار النيزكية في القارة القطبية الجنوبية في حقبة السبعينات، إذ أن الرجوم سقط على الثلج المعمر الذي يتحول إلى جليد بشكل متدرج، وذلك قبل أن يتحرك على مدى فترات زمنية طويلة (تقع بين نصف مليون وبين مليون عام) باتجاه السواحل، مما يتسبب في انجراف الأحجار النيزكية نتيجة لهذه الحركة.
وعندما يتعرض الجليد الذي يحتوي على الأحجار النيزكية إلى عائق صخري (ذلك يكون على غرار الجبال العابرة لهذه القارة)، فإنه يتسبب في تعطيل حركته باتجاه السواحل، يوجد البعض من الأحجار النيزكية مثل النيازك المريخية أو النيازك القمرية التي يتم عرضها للبيع تجارياً بأسعار باهظة.
تم اكتشاف آلية تراكم النيازك في القارة القطبية الجنوبية، كما أنه منذ أن تم اكتشافها تم العثور على ما يقارب 25000 حجر نيزكي في القارة القطبية الجنوبية (عثرالبابليون على 15700 منها)، إن الولايات المتحدة واليابان بالإضافة إلى الصين منذ عدة سنوات قاموا بتجهيز رحلات على نحو منتظم، كما قام الأوروبيون وخاصة وكالة PNRA الإيطالية بتنظيم حملات البحث عن أحجار نيزكية.

ما هي الأحجار النيزكية المجهرية والنجوم الهاوية؟

تتم حركة الأحجار النيزكية المجهرية في الغلاف الجوي العلوي أي تكون بين 80 إلى 120 كيلو متر من الإرتفاع، ولا تحدث بشكل قوي بسبب حجمها الصغير وبسبب علو الارتفاع الذي تفقد عنده سرعتها الكونية، لكنها تتسبب في إحداث شهباً تم تسميتها عند الفرنسيين باسم النجوم الهاوية.
كما أن الأحجار النيزكية المجهرية الدقيقة تتبخر الأكثر حرارة بشكل كامل، ويوجد منها ما يبقى مذاباً بشكل تام (وهي عبارة عن كريات كونية)، في حين أن القسط الأكبر من الأحجار النيزكية المجهرية حتى لو لم ينصهر فإنه يتعرض لتغييرات معدنية أو بنيونية.
ومن بعد أن تتباطئ الأحجار النيزكية المجهرية في الغلاف الجوي فإنها تسقط سقوط حر، ومدة السقوط (أي مدى وجودها في الغلاف الجوي) يعتمد على حجمها، والأصغر حجماً يبقى موجود في الغلاف الجوي مقدار عدة أسابيع.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: