تخريط التراكيب الجيولوجية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الخرائط التركيبية الكنتورية:

يمكن تعريف الخريطة التركيبية أو الخريطة الجيولوجية على أنها مسقط رأسي لمستوى أفقي، ويقصد بالمستوى الأفقي من وجهة النظر الجيولوجية مساحة صغيرة مستوية من سطح الأرض الكروي، ونظراً لصغر المساحة فإن هذا الجزء من سطح الأرض يبدو مستوياً أو شبه مستوي، ويمكن بالتالي عدم أخذ الشكل البيضوي أو الشكل الكروي للأرض في عين الاعتبار عند التعامل معه.
وعندما تكون المنطقة المراد رسم خريطة لها ذات مساحة كبيرة جداً، ففي مثل هذه الحالة لا يمكن تلاشي الشكل البيضوي للأرض، وهذا الأمر يستلزم على الجيولوجي رفع هذه المنطقة مساحياً بالطرق الجيوديسية من خلال أجهزة فائقة الدقة.

ما المقصود بتخريط التراكيب الجيولوجية؟

إن التخريط الجيولوجي بصفة العموم يقوم في الأساس على الدراسات الحقلية الميدانية المكثفة، بمعنى أنه لا يمكن رسم خريطة جيولوجية لمنطقة ما دون أن نقوم بزيارة هذه المنطقة زيارة استكشافية في بداية الأمر، ثم من بعد ذلك نقوم بوضع خطة عمل لتتبع مكاشف الوحدات الصخرية ولإماطة اللثام عن أنماط وأنواع التراكيب الجيولوجية التي تلعب الدور الفاعل في الشكل العام للمنطقة.
وربما يتطلب الأمر إجراء تحليل تفصيلي للبيانات الاتجاهية الموجودة، وبعد الانتهاء من الأعمال الحقلية نقوم برسم خريطتين إحداهما جيولوجية والأخرى تركيبية في المكتب اعتماداً على ما قمنا بجمعه من مشاهدات وبيانات وقياسات حقلية.
وعلى الرغم من تعدد أنواع الخرائط ذات الصلة بعلوم الأرض، إلا أنه عند تخريط التراكيب الجيولوجية أو عند رسم خريطة تركيبية لمنطقة ما ثمة أربعة أنواع من الخرائط التي يتم التعامل معها، وفيما يلي ذكر لهذه الأنواع الأربعة:

  • الخريطة الطبوغرافية: هي عبارة عن خريطة تغطي منطقة واسعة المساحة نسبياً، وتظهر ما تحويه هذه المنطقة من معالم طبيعية مثل الجبال والأنهار والوديان ومعالم الإنشاءات مثل: الطرق والمدن والقرى والترع وخطوط السكك الحديدية بالإضافة إلى حدود البلاد وغير ذلك.
    كما تبين تضاريس سطح الأرض من حيث الارتفاعات والانخفاضات بحيث يمكن معرفة منسوب أية نقطة بمجرد النظر إلى خطوط الكنتور أو خطوط الهاشور بالخريطة، والخريطة الطبوغرافية ترسم في الغالب بمقاييس رسم تتراوح فيما بين 1:25.000 إلى 1:100.000 وهي تستعمل في أغراض كثيرة منها:
    • تعتبر الخرائط الطبوغرافية الأساس الذي يعتمد عليه الجيولوجي في رسم الخرائط الجيولوجية والخرائط المنجمية والخرائط التكتونية.
    • وهذه الخرائط تعتبر الأساس أيضاً لرسم الخرائط الجغرافية.
    • تستخدم في الدراسات التمهيدية للمشروعات الكبرى مثل: مشروعات المياه والمنشآت والطرق والسكك الحديدية.
    • تعد الخرائط الطبوغرافية ذات أهمية كبرى في الأغراض الحربية.
  • الخريطة الجيولوجية التصويرية: هي عبارة عن خريطة تقوم في طريقة رسمها على الصور الجوية أو صور الأقمار الصناعية ثم يقوم الجيولوجي بالتحقق مما أسقطه على الخريطة من ظواهر جيولوجية، (مثل امتدادات المكاشف الصخرية والعناصر التركيبية الكبيرة) وذلك من خلال تتبع بعض من المكاشف الصخرية في الحقل.
  • الخريطة الجيولوجية: وهي خريطة يتم رسم أسسها من صورة جوية أو صورة أقمار صناعية أو من خلال خريطة طبوغرافية، ثم يتم اسقاط جميع الظواهر الجيولوجية حقلياً، ويتطلب رسم مثل هذه الخريطة تتبع الظواهر الجيولوجية في جميع المكاشف الصخرية بلا استثناء.
    ولما كانت الخريطة الجيولوجية تقوم بصفة رئيسية على الدراسات الحقلية، فهذا معناه أن الجيولوجي بحاجة إلى وقت كافي في الحقل حتى يتسنى لها إنجاز على الوجه الأمثل.
  • الخريطة التركيبية: وهي عبارة عن خريطة تقوم في طريقة رسمها على خريطة جيولوجية تفصيلية لمنطقة الدراسة، حيث يتم توقيع الحدود الفاصلة بين الوحدات الصخرية وكذلك العناصر التركيبية الكبيرة (مثل الطيات والشقوق والصدوع الأرضية) من واقع الخريطة الجيولوجية.
    ثم تجرى بعد ذلك دراسات حقلية أكثر تفصيلاً يتم من خلالها تمييز وتصنيف وقياس مئات أو آلاف العناصر التركيبية (التراكيب الصغيرة والتراكيب الكبيرة)، وربما يستلزم الأمر تقسيم المنطقة إلى نطاقات متجانسة تركيبياً.
    وبتمثيل وإسقاط جميع العناصر التركيبية المقاسة في الحقل، نحصل على خريطة تركيبية لمنطقة الدراسة بشكل كامل (تلك المنطقة التي يتم رسم خريطة جيولوجية لها) أو لجزء صغير منها، والسبب في اختيار جزء أو أجزاء صغيرة من منطقة الدراسة لترسم لها خريطة أو خرائط تركيبية معزو لسبب رئيسي.
    والسبب في رسم خرائط تركيبية للمنطقة هو أن الجزء من منطقة الدراسة أو الأجزاء تم اختيارها لتوفير الوقت والجهد، والسبب في ذلك إما أن تكون المنطقة هي الأفضل من حيث تمثيل العناصر التركيبية بها، أو لأنها تتميز من غيرها باحتوائها على صخور مشوهة، وقد تعطي دراستها تصوراً كاملاً عن التاريخ التركيبي والتاريخ التشوهي للمنطقة ككل.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: