أنواع النيازك ومخاطر ارتطامها بسطح الأرض

اقرأ في هذا المقال


ما هي أنواع النيازك؟

ظهر تحليل الخبراء لمكونات النيازك التي سقطت على سطح الأرض، ومن خلال تحليلهم وجدوا أنها تختلف بشكل كلي عن بعضها البعض من حيث المواد التي توجد في هذه الأجسام الصخرية الضخمة، لكنها تشترك جميعها في مكونين أساسيين وهما الصخور ومعدن الحديد، وشكل النيازك لا يكون منتظم لكن ملمسها يتراوح ما بين الأملس الناعم إلى الأملمس الخشن.
وقام العلماء والخبراء بتصنيف النيازك من حيث التكوين إلى ثلاثة أصناف، فالصنف الأول يدعى بالنيازك الصخرية، وهي عبارة عن تلك النيازك التي تتشكل من الصخور، حيث أن هذه الصخور لا تختلف عن الصخور التي توجد في سطح الكرة الأرضية من حيث التركيب أو الشبه، وهي من أكثر النيازك انتشاراً وأكبرها حجماً، كما أنها شائعة في السقوط على سطح الكرة الأرضية، حيث تصل نسبتها إلى 92%، وهذه النسبة هي أكبر نسبة لأنواع النيازك التي تسقط على كوكب الأرض على الإطلاق، كما تتميز النيازك الصخرية بشكلها الكروي.
أما النوع الثاني فهو النيازك الحديدية، ومن اسمها يتضح أنها تتكون من الحديد في تركيبها الأساسي، فمثلما كان النوع الأول يدعى بالنيازك الصخرية؛ لكونه يحتوي على الصخور في التركيب الاساسي له، إذ يقوم هذا النوع بتمثيل محتوى الحديد في النيزك، حيث يشكل الحديد 99% من محتوياته بشكل عام لتبقى نسبة 1% لمعدن النيكل، في حين أن تواجد أو وقوع هذه النيازك على سطح الكرة الأرضية يشكل ما نسبته 1.5% فقط.
وآخر أنواع النيازك هي النيازك الصخرية الحديدية؛ حيث تقوم هذه النيازك بالجمع بين خواص النيازك الصخرية والنيازك الحديدية، ويكون شكل هذه النيازك شبه كروي مما جعلها تنسب إلى النيازك الصخرية، أما بالنسبة لمكوناتها فهي تتكون من معدن الحديد ومعدن النيكل بالإضافة إلى كمية قليلة من المعادن الأخرى مثل الكوبالت، مما جعلها تُنسب إلى النيازك الحديدية، لهذا السبب تم تسميتها باسم النيازك الصخرية الحديدية، أما نسبة سقوط هذه النيازك على سطح الأرض فتساوي 7% وهي النسبة التي بقيت من النوع الأول والنوع الثاني معاً.

ما هي مخاطر ارتطام النيازك بسطح الأرض؟

إذا سقطت الأجسام الصخرية والنيازك النارية من الفضاء الخارجي باتجاه سطح الكرة الأرضية، فإنها تهدد الحياة على الأرض، وفي حال أنها تلاشت قبل صولها وتحولت إلى رماد فلا يوجد ضرر منها حينها، إذ أن قوة اصطدام النيزك في سطح الكرة الأرضية تتسبب في عمل فوهة عظيمة مكان سقوطه أدت إلى محو حياة الكائنات الحية عليها.
حيث أن قوة الارتطام هذه تولد ظهور فوهة يبلغ قطرها 10 إلى 20 ضعف قطر النيزك، كما أن القوة التي تنتج عن ارتطامه تساوي قوة انفجار قنبلة نووية واحدة إلى آلاف القنابل النووية، حيث أن هذه القوة تقوم بالاعتماد على حجم النيزك وسرعته، بالإضافة إلى ما تتسبب فيه النيازك من فناء حياة الكائنات التي تعيش على سطح الأرض، وفي حال سقط عليها النيزك، فإنه من الممكن أن يسقط على الغابات، حيث أن المساحة الهائلة من الأشجار وأخشابها يتم استخدامها في الكثير من الصناعات المختلفة.
وطالما أن الأخشاب تعد مصدر جيد لنشوب الحرائق، فإنها ستُحرق بشكل كامل، ومن الصعب أن يتم التغلب عليها إلا بعد أن تكون خالية من الثروة النباتية أو الحيوانية؛ أي أنها تعرضت للموت والفناء بسبب النيزك، مما تسبب في انقراض الكثير من الأنواع ومن الممكن أن لا يكون لها وجود في يومنا الحاضر مثل الديناصورات، حيث أن هذا هو السبب الذي افترضه العلماء وراء انقراض الديناصورات والتي كان وجودها سائد على سطح الأرض.
ومن الممكن أن يتسبب سقوط النيازك والسحب الغبارية أو التغيرات الجوية في منع وصول أشعة الشمس إلى الأرض، مما يؤدي إلى تساقط الأمطار بشكل يطول على مستوى أنحاء العالم، في حين أن اقتراب النيازك من الأرض من الممكن أن يدمر الأقمار الصناعية التي توجد في الفضاء الخارجي، أما سقوط النيازك في البحار أو المحيطات فقد يؤدي إلى تشكيل الأمواج ذات الارتفاع العالي والتي من الممكن أن تؤثر على ارتفاع أمواج الشواطئ.
إن أغلب النيازك تتدمر بمجرد محاولتها لاختراق الغلاف الجوي لكن هذا الحطام يخلف وراءه آثار تشبه الغبار، حيث تمت تسميته باسم الغبار النيزكي أو الغبار الشهبي، إذ أن هذا الغبار يبقى عالقاً في الغلاف الجوي على مدار عدة أشهر، مما يتسبب في تغيير المناخ نتيجة للإشعاعات الكهرومغناطيسية وبسبب التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي العلوي.
أي أن الغلاف الجوي يقوم بحمايتنا من الأجسام النيزكية الصغيرة وذات السرعة المتوسطة لكنه يكون عاجزاً عن حمايتنا من الأجسام الكبرة ذات السرعة العالية التي من الممكن أن تصل إلى سطح الأرض وتسبب دماراً عظيماً فيها.
،

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: