مكونات القشرة الأرضية الأساسية

اقرأ في هذا المقال


ما هي المكونات الأساسية للقشرة الأرضية؟

تتكون القشرة الأرضية من مجموعة من المظاهر والمكونات وأول هذه المكونات هي السهول، حيث يقصد بالسهول في معناها العام الأراضي التي لا تحتوي على أرض قوية الانحدار أو مرتفعات كبيرة أو كثيرة إلى درجة ممكن أن تغير من مظهرها السهلي العام، وفي حال تم العثور فيها على أي مرتفعات فيجب أن تكون قليلة، وإلا فإن هذه الارتفاعات ستزيد عن عشرات الأمتار، وهذا يعني أنه لا يشترط أن يكون السهل تام الاستواء.

السهول:

ولكن يجب أن تكون جميع منحدراته معتدلة، ومع أن تلك السهول تكون ذات صفات عامة مشتركة ومتشابة إلا أنها تختلف فيما بينها في الكثير من الصفات، أي أنها تختلف من حيث ارتفاعها العام عن سطح البحر، حيث نجد أن بعضها ممكن أن يكون في مستوى سطح البحر، في حين أنه قد يصل ارتفاع بعضها الآخر إلى بضعة آلاف من الأمتار.
كما هو الحال في السهول التي توجد بين سلاسل الجبال الكبرى، والتي تحتوي على شرط عدم وجود المنحدرات الشديدة أو المرتفعات الكبيرة جداً، وتختلف من حيث درجة الاستواء، أي أن بعض السهول يكاد يكون ذو استواء تام، في حين أن بعضها الآخر ممكن أن يكون كثير المنخفضات والتلال والوديان، يظهر ذلك في ما يعرف باسم (أشباه السهول Peneplains).
كما أن السهول لا تعمل ظروفها المناخية أو مواردها المائية أو تكويناتها السطحية في المساعدة على استغلال أرضها بهدف الانتاج الزراعي، فبشكل عام فهي أفضل المناطق لهذا النوع من الاستعمال بشرط أن تكون متطلباته الأخرى موجودة فيها، وتعتبر السهول هي أفضل المناطق للنمو الحضري والتجمع السكاني.
ومن خلال النظر إلى خريطة تضاريسية تخص العالم نجد أن أكثر السهول العظمى في العالم مفتوحة، فممكن أن تكون على المحيط الأطلسي أو على المحيط المتجمد الشمالي، أما بالنسبة للسهول المفتوحة على المحيطين الهندي والهادي أغلبها عبارة عن سهول صغيرة بشكل نسبي، ومن أمثلتها السهول الصغيرة المفتوحة على المحيط الهادي والمحيط الهندي في مناطق من جنوب آسيا وشرقها، وفي أستراليا وشرق أفريقيا وغرب الأمريكتين.
وتتكون السهول بسبب عوامل كثيرة ومختلفة، في حين أن بعضها يتشكل بسبب عمليات النحت لكن بعضها الآخر ينتج بسبب عمليات الإرساب، ومن الممكن أن تتدخل حركات القشرة الأرضية أيضاً في تكوين بعض السهول أو تطورها.
لهذا السبب يوجد أنواع كثيرة ومتعددة من السهول، مثل السهول الناشئة عن الإرساب وتشمل سهول تحتوي على رواسب المياه الجارية وأهم أنواعها السهول الفيضية Flood Plains وسهول الدلتاوات، كما أن سهول الباجادا Bajada تتشكل في قاع الجبال بسبب التقاء الدلتاوات التي تكونها رواسب الوديان الجبلية في المناطق الجافة.
وسهول البلايا Playa التي تتشكل في الأحواض الداخلية، حيث تصل إليها المياه المنحدرة من الجبال في المناطق الجافة، وأيضاً السهول الساحلية الحديثة ومن أهمها السهول الساحلية التي ظهرت حديثًا نتيجة لارتفاع جزء من قاع البحر، أو بسبب انحسار المياه عن بعض المناطق الشاطئية الضحلة نتيجة ارتفاع الأرض أو تراكم الرواسب على القاع.
وتوجد أمثلة لها في جميع القارات مثل السهول الساحلية لشرق الولايات المتحدة وجنوبها، وسهول الأرجنتين الساحلية، وسهل موزمبيق في جنوب شرق أفريقيا، وعلى الرغم من أن هذه السهول تكون مستوية في أول وجودها، فإنها لا تلبث أن تتأثر في عوامل التعرية المختلفة فيقطع سطحها من خلال الأنهار التي تقطعها من ناحية اليابس، كما تكثر فيها المستنقعات والبرك التي تتجمع فيها مياه الأمطار، على الرغم من هذا فإن الأنهار التي تقطعها تكون دائمًا بطيئة الانحدار وذات عمق قليل.

ما هي الهضاب؟

ومن مكونات القشرة الأرضية أيضاً هي الهضاب، حيث أن أهم ما يميز الهضاب عن السهول هو قوة انحدار جوانبها التي تكون أحيانًا على هيئة حافات قائمة أو قوية الانحدار، ويتضح في هذا أن تكون هذه الجوانب قد تشكلت بسبب النحت النهري أو النحت البحري أو بسبب التصدع، كما تتميز عنها أيضاً بقوة عمق وديانها وضيقها وشدة انحدار جوانبها، حتى أن البعض منها يبرز على هيئة أخاديد وخوانق عميقة، ويعود ذلك إلى نشاط الأنهار في حفر وديانها بسبب بعد مستوى القاعدة عن سطح الأرض.
وقد كانت الكثير من الهضاب عبارة عن سهول ولكنها ارتفعت وتقطع سطحها من خلال وديان عميقة أو من خلال التصدع، فأخذت مظهر الهضاب، وتوجد الهضاب في مختلف أنواعها في جميع القارات، خاصة في الأقاليم الجافة وشبه الجافة ففي أمريكا الشمالية، كما يوجد نطاق من الهضاب الرسوبية إلى الشرق مباشرة من جبال روكي، وفي أمريكا الجنوبية توجد أكبر الهضاب في البرازيل في الشمال وفي بتاجونيا في الجنوب.
بالإضافة إلى وجود عدة هضاب محصورة بين سلاسل جبال الأنديز مثل هضبة بيرو وهضبة بوليفيا، لكن في أفريقيا فإن أكثر الهضاب شهرة هي هضبة الحبشة في شرق القارة وجنوبها وهضبة الشطوط بين جبال أطلس في شمالها، أما قارة آسيا غفد تم العثور فيها على عدة هضاب منها هضاب صدعية كبيرة أهمها هضبة الدكن، التي تكونت بسبب تصدع قارة جندوانا القديمة.
وهضبة التبت التي تكونت بسبب نفس الحركات التي شكلت جبال الهيمالايا في الزمن الثالث الجيولوجي، وهضبة آسيا الصغرى التي تشكلت خلال الحركات الانثنائية الكبرى التي حدثت في الزمن الجيولوجي الثالث، تعد هضبة غرب أستراليا أيضاً هضبة كبيرة قديمة، وتعود في نشأتها إلى الزمن الثاني عندما تصدعت جندوانالاند وابتعدت عن أستراليا وهضبة الدكن في أوروبا.
تعد هضبة إسبانيا أكبر هضاب القارة وهي هضبة صدعية تسلطت عليها بعض الحركات الأرضية التي رافقت الحركات التي كونت جبال الألب في الزمن الثالث، وسطحها مقطع من خلال كثير من الوديان النهرية، كما توجد في هذه القارة بعض الهضاب الصدعية من نوع الهورست، خاصة في منطقة الفوج والغابة السوداء حول نهر الراين.

الجبال:

أما بالنسبة للجبال نعني فيها ذلك المرتفع الذي يظهر بارزاً فوق سطح الأرض لبعض مئات أو آلاف من الأمتار، ويملك جوانب قوية الانحدار، كما أن التل يشترك مع الجبل في البروز وقوة انحدار الجوانب ولكنه في العادة يكون أقل منه ارتفاعًا، وقد لا يكون ارتفاعه أكثر من بضع عشرات من الأمتار ومع ذلك فإن لفظ جبل كثيرًا ما يطلق على بعض التلال.
ويحدث ذلك بشكل خاص في البلاد السهلية، وتكون التسمية في هذه الحالة بمثابة خطأ منتشر يمكن التغاضي عنه، ويمكن أن نعتبر كلمة جبل في هذه الحالة جزءًا من الاسم نفسه، وذلك بنفس الطريقة التي يتم من خلالها استعمال لفظ (بحر) للدلالة على بعض الأنهار أو بعض البحيرات.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: