حقبة الحياة الجيولوجية المتوسطة

اقرأ في هذا المقال


ما هي حقبة الحياة الجيولوجية المتوسطة؟

كانت الثورة الطبيعية التي اجتازت الأرض عقب الحياة القديمة مصحوبة بأحد التغيرات الرئيسية في الكائنات خلال تاريخ الحياة على الأرض، ولذلك فإننا نجد أن حفريات حقب الحياة المتوسطة تختلف تماماً عن الكائنات في الأزمنة السابقة.
وبالرغم من ذلك فإن قليلاً من الحيوانات وكثيراً من النباتات استمر وجودها من أواخر حقب الحياة القديمة إلى الحياة المتوسطة ولكن يظهر بوضوح أنها أكثر تطوراً، وبالرغم من اختلاف كائنات هذا الحقب عن الحياة القديمة إلا أنها تحاكي تطوراً كبيراً، وتبلغ الفترة الزمنية لهذا الحقب 160 مليون سنة تقريباً أي منذ حوالي 225 مليون سنة.
لم تتعرض القشرة الأرضية خلال هذه الحقب للحركات القوية ولم يكثر فيها حدوث البراكين بل كانت فترة من الهدوء النسبي ولم تكن في غضون هذا الحقب المتوسط مسرحاً للتغيرات البيئية والمناخية المختلفة، ومع أن البحار كانت قد طغت على بعض الأجزاء من الأرض فغمرتها وألقت فوقها برواسبها المختلفة، إلا أن ذلك لم يكن نتيجة حركات عنيفة من النوع الذي أدى في الأحقاب الأخرى إلى رفع سلاسل الجبال العظمى.

الحياة الحيوانية في حقب الحياة المتوسطة:

يلاحظ في هذا الحقب ما حدث من تغير في الكائنات الحية واندثار أغلب حفريات حقب الحياة القديمة كالترايلوبيت والجرابتوليت وانتشرت بدلاً منها أجناس اختص بها هذا الحقب كالأمونايت ammonites والبلمينايت belemnites التي بدأت مع ابتداء هذا الحقب واندثرت قبل انتهائه فأصبحت من أكبر مميزاته.
ومن أنواع الحيوانات التي تكاثرت في العصور الجيولوجية الوسطى الشعاب المرجانية التي كانت تشبه الشعاب التي تنمو الآن في البحار بالمناطق الاستوائية، وكثرت كذلك القنافذ البحرية مثل جنس هولكتيبوس holectypus، وكثرت أيضاً الحيوانات الرخوة من المحاريات وغيرها، وكانت أنواع المسرجيات أشبه بمثيلاتها التي عاشت في العصور القديمة ولكنها أرقى وأكثر تعقيداً في تركيبها الداخلي.
ومن الحيوانات الفقارية الأسماك التي ارتقت عن الأنواع التي عاشت في العصور القديمة فاستبدلت درقتها الخارجية العظيمة بقشور قابلة للانثناء وهذا ما جعل للأسماك حرية أكبر في حركتها فكانت أكثر شبهاً بالأسماك التي نعرفها الآن.
ومن الحيوانات البرمائية التي عاشت في العصور القديمة نشأت الزواحف التي انتشرت وتكاثرت في هذا الحقب فبلغت شأناً عظيماً خلال العصور الوسطى، وقد بلغ حجمها حجماً كبيراً كما تدل على تلك الهياكل العظيمة المتحجرة التي وجدت دفينة في صخور هذا الحقب بأوروبا وأمريكا وآسيا.
وقد تنوعت الزواحف في العصور الجيولوجية الوسطى فكان منها ما عاش في البحار ومنها ما عاش على الأرض ومنها ما كان يطير في الهواء.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: