حقب الحياة الحديثة والنظام الجيولوجي الثالث

اقرأ في هذا المقال


ما هو أصل اسم وتقسيم حقب الحياة الحديثة؟

تعد فترة الحياة الحديثة أقصر من الأحقاب السابقة فهي تبلغ نحو 50 إلى 60 مليون سنة وخلال هذه الفترة حدثت حركات أرضية، وأثرت على القشرة ظروف أدت إلى تكوين معظم تضاريس الأرض التي نراها اليوم، وعلى ذلك فإن سطح الأرض لم تتغير كثيراً منذ هذا الحقب ومعظم المعالم الطبوغرافية من جبال وهضاب ووديان وسهول وبحار وبحيرات وغيرها لم يتغير شكلها كثيراً.
قام الجيولوجيين بتقسيم حقب الحياة الحديثة إلى العصر الثلاثي والعصر الرباعي، كما قام العالم شارلز ليل charles lyell العصر الثلاثي إلى عدة عهود وهي: الإيوسين والميوسين والبليوسين (eocene، miocene، pliocene) على أساس نسبة الأنواع الحية في كل نسق حيث توجد نسبة صغيرة جداً في الإيوسين ونسبة كبيرة جداً من الكائنات الحية في الميوسين.
وبعد ذلك اقترح اسم أوليجوسين oligocene ليضم جزءاً من الأيوسين العلوي وجزءاً من الميوسين السفلي، وأضاف بعض الجيولوجيين اسم باليوسين كأحد العهود في حقب الحياة الحديثة والبعض الآخر اعتبره أقدم جزء في الإيوسين.

النظام الثالث في حقب الحياة الحديثة:

أطلق العالم برنجنيارت brongniart عام 1087 اسم النظام الثالث على الصخور التي تكونت بعد نهاية النظام الطباشيري وحتى بداية النظام الرابع، ويحد هذا النظام من أسفل تقهقر البحر في نهاية الطباشيري وخلال هذا العصر حدثت حركات أرضية هامة تعرف باسم الحركات الألبية والتي كانت سبباً في تقهقر البحر في ذلك الوقت، أما الحد الأعلى لهذا النظام فإنه يملك عدة اعتبارات أهمها كثرة الفقاريات وأول ظهور الانسان.
من الممكن تقسيم النظام الثالث إلى قسمين كبيرين، أول قسم يدعى نيوجين (أعلى) neogene والقسم الآخر باليوجين (الأسفل) paleogene، وفي نهاية الباليوجين حدثت الالتواءات الألبية وتكونت جبال الألب (في عصر الميوسين غالباً) وتقهقر البحر غرباًً وتكونت رواسب في حوض باريس وفي شمال مصر.
ولذلك فإن رواسب النيوجين محدودة (أي ليست واسعة الانتشار) أما رواسب الباليوجين فهي تعتبر أكثر سمكاً وأعظم انتشاراً.

أقسام عصر النيوجين وعصر الباليوجين في حقب الحياة الحديثة:

عمل العالم شارلز ليل charles lyell على تقسيم النيوجين إلى ميوسين وباليوسين (neogene and pliocene)، وذلك في عام 1823 بعد دراسته لمكاشف الطبقات في حوض أكواتين ووادي بو (po valley).
كما تم تقسيم الباليوجين إلى أيوسين وأوليجوسين (eocene and oligocene)، وقد أدخل اسم أوليجوسين عام 1853 بواسطة العالم بيريك على الصخور التي تكونت بعد تقدم البحر على شمال المانيا والالتواءات الهرسينية في فرنسا وألمانيا.
ومنذ بداية الباليوجين كان حوض باريش مغطى بالبحر ولذلك تكونت فيه رواسب الباليوجين السفلي واستمر حتى الأيوسين، وخلال الإيوسين غطى البحر جزءاً من شمال ألمانيا قرب بحر الشمال وشاطئ البلطيق وفي الأوليجوسين تقدم البحر على مناطق كثيرة في أوروبا وتضمنت صخوره حفريات أمكن بواسطتها تقسيم الأوليجوسين إلى أقسام أصغر.

ما المقصود بفترة الباليوسين paleocene؟

يعرف الباليوسين paleocene بأنه أقدم الصخور في حقب الحياة الحديثة، حيث أنه بعد نهاية العصر الطباشيري جاءت دورة ترسيب أخرى بحفريات مميزة تختلف عن حفريات الطباشيري تماماً، ففي غرب باكستان والهند وجد الجيولوجيين عام 1960 تتابعاً طبقياً يشير إلى تغير واضح في الحفريات بين العصر الطباشيري وما فوقه من رواسب.
والأحافير التي وجدها خلال هذه الفترة في طبقات الطباشيري قد اختفت تماماً في الطبقات التي تعلوها وبدأت دورة ترسيبية جديدة من الرخويات والمرجان ومن أهم أحافيرها الـ globorotalia، وظهرت طبقات غنية بحفريات كارديتا بيوموني cardita beaumonti (وهي رواسب تتكون من طفل صفائحي أخضر غامق مع طبقات من حجر جيري شديد الصلابة وخاصة في أعلى وأسفل الطبقات)، وهذه الأحافير تميز الباليوسين السفلي.
وقد وجدت حفريات متشابهة في كل من شمال ايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية في مناطق جبال الألب وأوروبا، ففي شمال إيطاليا يوجد تتابعاً من الطبقات تكونت في الطباشيري العلوي حتى الإيوسين الأوسط على طول نهر الادا adda river.
فالطباشيري العلوي يتكون من طفل صفائحي كلسي أحمر ومارل وحجر جيري، وبالرغم من وجود تغيير مفاجئ في الأحافير بين صخور الطباشيري العلوي والباليوسين، إلا أن الطبقات الصخرية في كل منها متشابهة ومن الصعب تمييزها.
كما أن صخور الباليوسين في ايطاليا درسها الكثير من علماء الجيولوجيا ووجدوا أن سمك الطبقات يصل إلى 75 متر وفيه عدة أحافير.
وفي مصر وجدت رواسب الباليوسين في قسمين، القسم الأول هو الباليوسين السفلي ويضم وحدتين هما الطبقات السفلى وتتبع الداني danian والطبقات العليا وتتبع المونتي montian، والقسم الثاني هو الباليوسين العلوي وصخوره تتبع اللانداني landenian ويمكن معرفة الحد السفلي لطبقات الباليوسين السفلي بظهور أول أحافير هذه الفترة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: