دورة الماء في الطبيعة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الماء

يُعتبر الماء أحد ضروريّات الحياة على وجه الأرض، كما أنّه يُعد المُكوّن الأساسيّ لأنسجة الكائنات الحيّة، هذا وقد يُشكل الماء نسبة كبيرة في جسم الإنسان، كما أنّه يحتوي على العديد من الفوائد لجسم الإنسان وصحته العامة.

مفهوم دورة الماء

  • هي حركة المياه المُستمرة بين القارات والمُحيطات والغلاف الجويّ، كما أنّها تُسمى بالدورة الهيدروليكيّة، هذا وقد تصف هذه الدورة وجود المياه على سطح الأرض وفوقها وداخلها.
  • كما أنّ جميع الكائنات الحية التي تعيش فوق سطح الأرض سواء كانت بشر أو انسان أو حيوان أو نبات تعتمد على دورة الماء التي لولاها لأصبحت الحياة مُستحيلة على سطح الأرض.
  • تتحرك المياه الموجودة في كل مكان على سطح الأرض بشكل دائم، حتى أنّها تُغيّر أشكالها باستمرار، من سائل إلى بخار، ومن ثم إلى جليد، حتى تعود مرة أخرى وتتحول إلى سائل.
  • إضافةً إلى كل ما سبق ذكره، فإنّ هذه الدورة تقوم بوصف عمليّة التبادل التي تحصل للمياه الموجودة في اليابسة والمحيطات والغلاف الجويّ، حيث أنّ تواجد هذه المياه في هذه الاماكن يأخذ أشكالاً مُتعددة كالبحار والأنهار والميحطات، إضافةً إلى خزانات المياه الجوفيّة والبخار الموجود في الهواء والسحب.
  • هذا وقد قامت دائرة المساحة الجيولوجيّة بتحديد أجزاء دورة الماء في الطبيعة نذكر منها: المياه المُخزنة في المُحيطات، التبخر، المياه الموجودة في الغلاف الجويّ، التكاثف، التساقط، المياه المُخزنة على شكل جليد، مياه الجليد الذائبة في مياه الأنهار، إضافةً إلى مياه الأمطار التي تجري فوق سطح الأرض.

مراحل دورة الماء في الطبيعة

  • التبخر: يتم تبخر الماء السائل الموجود في جميع المسطحات المائيّة، والذي يُحيط بنا، حيث يُعدّ هذا البخار جزءاً هاماً من الهواء الذي نتنفسه، كما أنّ هذه العمليّة تحدُث بوجود الشمس، حيث تتفاعل الشمس مع الماء السائل الموجود على سطح المحيط ليتحوّل إلى غاز غير مرئيّ والمعروف ببخار الماء.
  • التكاثف: ففي هذه العمليّة يعود الماء إلى حالته السائلة بعد أن تم تحويله إلى غاز، حيث تُعتبر هذه العمليّة مُهمة لطبيعة المناخ والطقس؛ نظراً لأنّها مسؤولة عن تكوين السّحاب.
  • الهطل: تنتهي دورة المياه في الطبيعة إذا تمت عمليّة الهطل على أحد المُسطّحات المائيّة، مما يجعل الماء مُستعداً مرةً أخرى ليبدأ بتكوين دورة مائيّة جديدة، أمّا إذا تمت عمليّة الهطل على سطح الأرض مباشرةً فإنّ المياه تستمر في دورتها المائيّة.
  • الجريان السطحيّ: يتم تدفق المياه الساقطة على شكل امطار، حيث تنتج هذه الامطار بفعل ذوبان الثلوج على سطح الأرض والمُنحدرات وذلك تحت تأثير الجاذبيّة الأرضيّة.

كيف تحدث دورة الماء في الطبيعة

  • لا تحتوي دورة المياه على نقطة انطلاق مُحددة، ولكن يُمكن اعتبار المحيطات على أنّها أفضل نقطة لانطلاق هذه الدورة، كما أنّ الشمس تعتبر المحرك الأساسي لدورة المياه، حيث تقوم بتسخين المياه الموجودة في المُحيطات، مما يؤدي إلى تبخُّرها داخل الجو.
  • تقوم التيارات الهوائيّة المُتصاعدة بأخذ بخار الماء ونقله حتى يصل إلى داخل الغلاف الجويّ الذي يحتوي على درجات حرارة باردة تُسبب في حدوث تكاثف لبخار الماء ومن ثم تحويله إلى سحاب، حيث تقوم التيارات الهوائيّة بنقل وتحريك هذه السحاب حول الكرة الأرضيّة، حتى تصطدم ذرات هذه السُّحب مع بعضها البعض لتنمو وتسقط على شكل أمطار، كما أنّ بعض من هذه الأمطار قد يسقط على شكل جليد.
  • وفي ظل ظروف مُحددة (خاصةً الظروف المُناخيّة الحارة) يتعرض الجليد للذوبان، إضافةً إلى تدفق المياه المُذابة على سطح الأرض، مما يؤدي إلى جريانها كمياه الأمطار الجليديّة التي تمت إذابتها.
  • تتساقط أغلب مياه الأمطار على سطح الأرض، ومن الممكن أن تتساقط داخل المُحيطات، بحيث يكون سير هذه الأمطار كالمياه الجاريّة وذلك بسبب تأثُّرها بالجاذبيّة الأرضيّة، حيث يتم دخول جزء من هذه المياه الجارية إلى داخل مجاري الأنهار حتى تصل إلى المُحيطات، وقد يؤدي سيل هذه المياه إلى تشكيل مياه عذبة في البحار والأنهار.
  • لا تدخل مياه الأمطار كاملةً إلى داخل الأنهار، بل يتسرب جزء منها إلى داخل الأرض، أمّا باقي الأجزاء فتتواجد بأماكن قريبة من سطح الأرض، ومن الممكن ان تدخل مرة أخرى إلى داخل المحيطات حتى تُكوّن المياه الجوفيّة.
  • تخرج المياه الجوفية من باطن الأرض عن طريق احتواء سطح الأرض على فتحات تخرج منها كينابيع للمياه العذبة، أمّا النباتات وجذورها فتقوم بامتصاص المياه الضحلة ليتم ارتشاحها بعد ذلك من خلال أوراق البناتات حتى تعود مرة أخرى إلى الغلاف الجويّ.
  • يتم تزويد الطبقات الصخريّة المائيّة بكميات كافيّة من المياه التي تتسرب إلى داخل سطح الأرض، بحيث تُصبح هذه الصخور السطحيّة مُشبّعة؛ نظراً لقدرتها على تخزين كميّات كبيرة من المياه العذبة ولفترات طويلة.

أهمية دورة الماء على سطح الأرض

  • مُعظم النباتات والمحاصيل الزراعيّة الموجودة في المناطق القاحلة أو المناطق الصحراويّة تعتمد على مياه الأمطار في نُموّها، كما أنّ الأغلب منها يعتمد على مصادر المياه الجوفيّة التي تجمعت نتيجة تساقط الامطار وتخزينها داخل الأرض.
  • تؤدي دورة المياه إلى تلطيف الجو وزيادة رطوبته؛ مما ينتج عنّه تحسين الطقس خاصةً في الأيام الحارة من فصل الصيف.
  • تُساهم في تشكيل وتكوين المُسطحات المائيّة المُختلفة كالأنهار والبحار، حيث تُعد هذه المُسطحات مهمة في نمو النباتات كما انّها تُساهم في إصلاح التربة.
  • لولا وجود دورة المياه لما استمرت الحياة على سطح الأرض.

ملخص دورة الماء في الطبيعة

  • يؤدي امتصاص وتعرُّض مناطق المُسطحات المائيّة للحرارة المُنبعثة من الشمس إلى تشكيل بخار الماء.
  • نظراً لقلة كثافة بخار الماء الناتج فإنّه سيصعد إلى طبقات الغلاف الجويّ العُليّا.
  • عند وصول بخار الماء إلى الطبقات العُليّا فإنّه سيتحوّل إلى قطرات صغيرة من المياه، مما يؤدي إلى بداية تكوين الغيوم.
  • تقوم الرياح بنقل الغيوم التي تشكّلت من منطقة إلى أخرى، وفي حال مرور هذه الغيوم بمناطق درجات حرارتها مُنخفضة سيتم تساقط الأمطار.
  • كل ماحدث في الأعلى يتم تكراره مرة أخرى، حتى تحدُث بعد ذلك كل من عمليّة التبخر ثم التكاثف، ليتم بعد ذلك تكوّن الغيوم، ثم بعد ذلك تتساقط الأمطار.

المصدر: "دورة الماء في الطبيعة" - تأليف إدوارد أرمسترونج "دورة الماء: من الغيم إلى الأرض والعودة إلى السماء" - تأليف أوليفر لافوي "علم المياه: دورة الماء والتحليل البيئي" - تأليف دافيد كامبل وروبرت هاين


شارك المقالة: