ظاهرة تجوال الأقطاب الظاهرية لمغناطيسية الأرض

اقرأ في هذا المقال


ما هي ظاهرة تجوال الأقطاب الظاهرية لمغناطيسية الأرض؟

اعتماداً على المغناطيسية القديمة للأرض تم التوصل إلى ظاهرتين هما ظاهرة تجوال الأقطاب الظاهرية وظاهرة الانقلابات المغناطيسية، فمن خلال التجوال الظاهري للقطب نتمكن من تعيين مكان أي صخرة بالنسبة للقطب المغناطيسي عن طريق دراسة المغناطيسية المتبقية في تلك الصخرة.
ومن الأمثلة على ذلك لو أن صخرة عمرها 100 مليون سنة ذات ميل مغناطيسي متبقي يساوي صفراً، فهذا يدل على أن الصخرة (بغض النظر عن الموقع الجغرافي الحالي للصخرة) كانت في الفترة ما قبل 100 مليون سنة موجودة قرب دائرة عرض صفر أي بالقرب من خط الاستواء، حيث أنه من الممكن أن نستدل على موقع الصخرة بالنسبة لدوائر العرض الجغرافية في الفترة التي تولدت فيها مغناطيسيتها من خلال قيمة الميل المحفوظ في الصخور والذي يكون محصوراً بين صفر عند خط الاستواء و90 درجة عند الأقطاب.
أي أن المغناطيسية المتبقية لا تدلنا إلى على موقع الصخرة نسبة إلى خطوط العرض، أما موقع الصخرة بالنسبة لخطوط الطول فلا يمكن تعيينه، وهذه الطريقة المستعملة في تعيين مواقع الصخور القديمة نسبة للقطب المغناطيسي تستند إلى افتراضين أساسيين.
الإفتراض الأول هو أن الصخرة لم تواجه ما يمكن أن يغير من قيمة أو اتجاه المغناطيسية المتولدة في وقت تشكلها بسبب عمليات تكتونية أو حرارية، والافتراض الثاني هو أن المجال المغناطيسي القديم كان في الحالة نفسها التي يوجد عليها الآن ونقصد بذلك تقارب القطبين الغناطيسي والجغرافي مع بعضهما البعض.
ومن خلال استعمال هذه الطريقة أصبح بالإمكان تعيين مواقع الصخور القديمة وبالتالي تعيين مواقع القارات واتجاهات حركتها، فقد عملت دراسة المغناطيسية القديمة أو المتبقية في الصخور على إضافة أدلة جديدة وقوية على أن المواقع الجغرافية ومن ضمنها القارات لم تكن ثابتة أثناء الفترات الجيولوجية المختلفة من عمر الأرض.
ومن المهم معرفة أن هذه الطريقة قد تم تسميتها باسم التجوال الظاهري للقطب بسبب أن العينة الصخرية المدروسة والتي تقع عند خط الاستواء في الوقت الحاضر مثلاً من الممكن أن تمنح ميلاً مغناطيسياً يساوي 90 درجة، حيث أن هذا الرقم يدل على أن القطب المغناطيسي في زمن التصلب الصخري كان واقعاً عند خط الاستواء، لكن في الحقيقة فإن موقع القطب يكون ثابت ولكن الصخرة هي التي كانت واقعة على القطب في زمن تصلبها ومن ثم تحركت بعد ذلك إلى خط الاستواء.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: