علم الفلك عند الفراعنة

اقرأ في هذا المقال


ما هو علم الفلك عند الفراعنة؟

إن السبب الذي شجع قدماء المصريين على الاهتمام بالنجوم والأجرام السماوية هو قيامهم بربط عبادتهم بهذه الأمور، فقاموا بعبادة الشمس وسموها باسم (رع)، وقد تخيلوها وهي متواجدة في قارب وتسبح في الفضاء الذي قاموا بتسميته اسم (شو)، وقد ظنوا أن الشمس في حال غابت عن الأفق الغربي وثم حل الظلام فإنها تنزل إلى العالم السفلي وأطلقوا عليه اسم (دات)، ويكون القمر نائب عنه واسموه باسم الإله (تحوت)، كما أن الحضارات القديمة قدّست الأنثى على أنها المحتوى للخلق لهذا السبب عملوا منها آلهة للكون وكانت هذه النظرة عند قدماء المصريين.
كما قاموا بتمثيل الأرض وهي على هيئة منظر رجل مستلقي على بطنه يدعى الإله (جب)، وجميع الأمور في الأرض من أحياء وجماد على ظهره، كما أنهم تخيلوا السماء إمرأه منحنية تحيط بالأرض، تتوقف على أطراف أصابع اليدين والأرجل واسموها بسم الآلهه (تحوت)، حيث يقوم إله الفضاء (شو) بحملها.
اخترع الفراعنة مواد بسيطة تعمل على الرصد الفلكي وتعيين مواقع الأجرام الفلكية، وكانت أهم الأدوات التب استخدموها، وهي عبارة عن أداتين يتم استعمالها من قبل راصدين اثنين، فالأداة الأولى هي (المركت) وهي غصن بلح قصير وذو سمك معين من أحد طرفيه، ويوجد في الطرف السميك شق صغير، أما بالنسبة للأداة الثانية فهي مسطره ذات شاقول (هو خيط رفيع مربوط في الأسفل بواسطة قطعة من الرصاص تعمل على شد الخيط ليصبح باتجاه عامودي يتم حملها بشكل أفقي.
أما طريقة استعمال المركت هو أن يعمل شخص على الجلوس في اتجاه الشمال و شخص آخر يجلس باتجاه الجنوب بالنسبة للراصد، ويتم تعيين الساعات بعدما يقوم النجم بتجاوز الخيط العامودي في المسطره الموضوعة بشكل أفقي، أي أن تمر بالقلب أو بالعين اليسرى أو الجهة اليمنى، أو أن تمر في أي جانب من جسم المشاهد فمثلاً ( النجم أري يتموضع فوق العين اليمنى الساعه الثالثة تماماً)، أما خلال النهار فقد استعملوا المزولة الشمسية (مثل قياس ظل عامود) لتعيين الوقت، يتم اعتبار قدماء المصريين بأنهم أول الحضارات التي قامت بتقسيم السنة إلى (360) يوم، فعملوا على تقسيم السنة الشمسية إلى ثلاثة فصول كل فصل يتكون من أربعة شهور.
وقد سموا الفصل الأول باسم الفيضان أو (قحط) والفصل الثاني اسمه (بيرث) أما فصل الشتاء يمثل انزياح الماء من الأراضي، وقاموا بتسمية الفصل الثالث باسم الصيف أو (شمو) ويعني شح المياه، وكانوا يميزون السنين التي تمر عليهم من خلال رموز خاصة تدل على الحاكم في هذه السنين، وقاموا بحساب أيام السنة الشمسية أيضاً من خلال شروقين متتابعين لنجم “الشعرى اليمانية” وتعتبر ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر)، وكانوا يهتمون في هذا النجم بسبب ارتباطه بموعد فيضان نهر النيل، حيث تسقط الأمطار الموسمية على المرتفعات في الحبشة فتندفع السيول باتجاه النيل فيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه فينشأ الفيضان السنوي.
لكن الفيضان في الوقت الحاضر قد توقف بسبب بناء السد العالي في جنوب مصر، لذلك قام الفراعنة بملاحظة أن الفيضان يحصل في حال حدث شروق لنجم الشعرى اليمانية فاعتبروها ساعة كونية، ومن أهم الأسس في التقويم الفرعوني لتعيين موعد حدوث الفيضان واقترابه، ومن الغريب أن نجم الشعرى اليمانيه يعلو الأفق الشرقي درجة واحدة فقط وقت شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يتضح أن رصدها صعب بسبب الشمس، وذلك تسبب في استغراب ودهشة العلماء في الوقت الحاضر، كما قام الفراعنه أيضاً باستعمال السنة القمرية وتمكنوا من معرفة الشهر القمري من خلال شروقين متتابعين للهلال و قسموا السنه القمريهةالى إثنا عشر شهراً.
كما أنهم ارتكزوا على التقويم القمري للعمل على تحديد موعد الطقوس والمناسبات الدينية فكان في كل سنة قمرية يوجد 13 عيداً رسمياً ودينياً، اهتم الفراعنة بمراقبة السماء ومراقبة النجوم ومن المحتمل أنه بسبب صفاء الجو في أغلب أيام السنة قاموا برصد النجوم و المجموعات النجميه مثل الشعرى اليمانية (لأنه مهم في تعيين وقت الفيضان) واطلقوا تسميات وتصورات تخصهم على المجموعات النجمية، حيث تخيلوا (الدب الأكبر) على هيئة رجل ممدود الذراعين أي على هيئة عربة يجرها حصان أيضا اهتموا بالنجوم و قاموا بتسمية النجوم التي تحيط نجم الشمال باسم النجوم الخالدة.
والسبب في أنهم يهتمون بها هو أن جزئاً منها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنة، واهتموا أيضاً في الخمس كواكب (الكواكب السيارة) التي يتم ملاحظتها على هيئة نجوم تلمع وتم تسميتها باسم (النجوم التي لا ترتاح مطلقاً) والسبب في ذلك أنها تتحرك باستمرار بين النجوم وقد تم تسمية كوكب المريخ باسم (الحوري الأحمر ) وكوكب المشتري سموه (بالنجم الثاقب) وكوكب زحل كان يسمى (حورس الثور)، وقد اطلقوا أيضاً على كوكب الزهرة وكوكب عطارد باسم (نجمتي الصباح ) في حال ظهروا أثناء الصباح واسم (نجمتي المساء) في حال ظهروا خلال الغروب، ولقد كانت أرصادهم دقيقة جداً، حيث يكون ذلك خلال تعامد أشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني داخل المعبد (معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنة).
اعتقد الناس منذ زمن أن الأهرامات هي عباره عن مقابر تستخدم فقط لحفظ جثث الفراعنة وجميع ممتلكاته،م وقد توضح بعد ذلك أنه تم تصميمها لأهداف ثانية، وأول من بدأ قصة البحث هو شاب بلجيكي يدعى روبرت بوفال عام 1979 عندما درس كتاب عن الطقوس الدينية يسمى (لغز الشعرى اليمانيه) ويحتفلون كل 50 عام تقديساً لهذا النجم، وتوضح الأرصاد الفلكية أن هذا النجم يملك رفيق هو قزم أبيض يلتف حوله كل 50 عام ولا يمكن رؤيته بالعين ولم يتم ملاحظته إلا من خلال المراصد الفلكية الكبيرة، لذلك قام بوفال بالاهتمام بالآثار القديمة وخصوصاً الفرعونية وتوقع أنها تملك الكثير من الأسرار.
وخلال دراسته لأهرام الجيزة الكبيرة (خوفو، خفرع، منكاورع) لاحظ أنها عبارة عن نقل لوضع نجوم النطاق أو (حزام الجبار) وتعتبر هي ثلاثة نجوم مصفوفة في السماء، وخلال رصده لهذه النجوم لاحظ أن لمعان نجم (دلتا الجبار) يتناقص عن النجمين الآخرين، كما أنه ينحرف عن المستوى وعندما تم أخذ صوره للأهرام من الجو تبين أن هرم منكاورع ذو حجم أقل من حجم الهرمين الآخرين كم أنه ينحرف عن مستواهما ولهذا السبب تبينت الصورة مطابقة بشكل كبير لنجوم حزام الجبار، هذا يدل على أنهم قاموا بنقل صورة النجوم إلى الأهرامات، كما أنهم توصلوا لأن الأهرامات بنيت بهندسة دقيقة جداً، أي أن زاوية وموقع هذه الأهرامات تتناسب تماماً مع زاوية نجوم النطاق.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: