عيوب الفحم الحجري

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام في بعض قطاعات الإنتاج لا يزال الفحم مصدراً مهماً للطاقة، وفي الوقت الحاضر يتم الحصول على 39٪ من إنتاج الطاقة الكهربائية على مستوى العالم عن طريق حرق الفحم، وعلاوة على ذلك لا يزال حجم احتياطاتها لا يتوقع أي مشاكل من حيث النضوب في المستقبل، ولقد كان استخدام الفحم في الماضي حاسماً للتنمية الصناعية وازدهار الدول الأوروبية، بينما أصبح اليوم موضع تساؤل بسبب ارتفاع مستوى التلوث الناجم عن استخدامه كوقود.

ما هو الفحم الحجري؟

هو عبارة عن صخر أسود أو بني اللون يكون قابل للاشتعال والاحتراق، والفحم هو أحد المصادر الرئيسية لإنتاج الطاقة في جميع أنحاء العالم، حيث أنه يتم توليد طاقة الفحم عندما يتم حرق الوقود الأحفوري لتوليد الحرارة وإنتاج البخار، والذي بدوره قد يعمل على تدوير مولدات التوربينات التي تنتج الكهرباء، وأيضاً يعتبر الفحم من مصادر الطاقة غير المتجددة.

ما هي عيوب الفحم الحجري؟

  • الفحم الحجري ليس مورداً متجدداً: في مرحلة ما إذا كنا قد نستخدم الفحم باستمرار لاحتياجاتنا من الطاقة فسوف ينضب في النهاية، وكوقود أحفوري يوجد هناك إمداد محدود له، حيث قد تكون لدينا بعض المخزونات المتاحة في بعض المناطق للفحم، ولكن في مرحلة ما يمكن أن يختفي هذا الفحم في تلك المناطق، وهنا يجب أن تكون لدينا خطة احتياطية مطبقة يمكن تنفيذها عندما ينفذ الفحم.
  • يحتوي الفحم على نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون: يعتقد العديد من العلماء أن أحد أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري هو ثاني أكسيد الكربون الذي يتم إنتاجه يدوياً، وعند مقارنة جميع أشكال إنتاج الطاقة التي نستخدمها اليوم فإن الفحم يحتوي على أكبر نسبة من ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة حرارية بريطانية يتم إنتاجها، ووفقاً للعديد من الأبحاث فإن الفحم الذي يحتوي على نسبة كربون بنسبة 78٪ وقيمة تسخين تبلغ 14.000 وحدة حرارية بريطانية سينتج حوالي 204.3 رطل من ثاني أكسيد الكربون لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
  • طاقة الفحم يمكن أن تخلق مستويات عالية من الإشعاع: عندما يتم حرق الفحم لتوليد الطاقة فإنه ينتج رماد الفحم الذي ينتج عنه الكثير من الإشعاعات، ومن ثم يستقر هذا الرماد حول المناطق المحيطة بمصنع الفحم، وفقاً لبعض الأبحاث يمكن لمحطة توليد الطاقة بالفحم أن تنتج ما يصل إلى 100 مرة من الإشعاع أكثر من محطة الطاقة النووية، كما يمكن أن ينتج عن احتراق الفحم أيضاً كل من الزئبق وأكسيد النيتروز والمعادن الثقيلة وغيرها من الأخطار البيئية المحتملة.
  • انبعاثات الفحم مرتبطة بالمخاوف الصحية: يتعرض الأشخاص الذين يتعرضون للفحم وانبعاثاته لخطر متزايد للإصابة بالربو وحالات التهاب ممرات الهواء، ومن المعروف أيضاً أن استنشاق غبار الفحم أو الرماد يعد هو سبب لتطور سرطان الرئة بمرور الوقت، كما يمكن أن يصابوا العمال الذين يعملون في مناجم الفحم بمرض يسمى الرئة السوداء، وهو مرض عضال (حالة مرضية لا تتجاوب مع العلاج الطبي) وغالباً ما يكون قاتلاً، وإن الأشخاص المصابون بالرئة السوداء يموتون حرفيا من الاختناق.
  • حتى الفحم النظيف لا يزال يحتوي على مستويات عالية جداً من الميثان: حتى مع وجود أفضل التقنيات لاحتجاز الكربون وتخزينه فإنه لا يزال الفحم النظيف ينتج ثاني أكسيد الكربون وملوثات بيئية أخرى، وعلى الرغم من أن الميثان يتبدد في الغلاف الجوي بسرعة إلا أنه يمكن أن يغرق في قاع البحر ويؤثر على محيطاتنا والحياة البحرية لفترة زمنية غير محددة.
  • تتسبب مناجم الفحم في التدمير: تستخدم العديد من مناجم الفحم طريقة الصب المفتوح، مما يؤدي إلى تدمير موائل الحيوانات المحلية، كما تتأثر بعض المساحات الخضراء والممرات المائية بالتلوث بالفحم، والذي قد يمكن أن يقضي على الحقول والغابات بشكل سريع، وأيضاً تؤدي الحرائق المرتبطة بمناجم الفحم إلى احتراق تحت الأرض يصعب إزالته، كما تحتاج المجتمعات القائمة في بعض الأحيان إلى التحرك لتجنب تلوث مناجم الفحم، مما قد يؤدي إلى تشريد الناس من منازلهم.
  • الفحم يزيل المستوطنات البشرية: في حالة تم اكتشاف الفحم في مناطق مأهولة بالفعل من قبل البشر، فإن استخراج هذه الرواسب يجعل المنطقة غير صالحة للبشر لاحقاً، ومن المؤكد أن مثل هذا الاستخراج له تأثير سلبي على البيئة التي يتم استخراج الفحم منها، وعلى الرغم من أنه قد يتم استعادة البيئة لاحقاً إلا أن هذا قد لا يحدث أبداً، وعادة ما قد تؤدي هذه الأضرار إلى آثار جانبية اقتصادية لا توصف.

وأخيراً يمكننا القول أنه من خلال التفسيرات السابقة فإن الفحم له حصة عادلة من العيوب المحتملة، حيث كان الفحم ضرورياً في التنمية البشرية ولكنه ليس بالضرورة أن نعتمد عليه كمصدر للطاقة، وهذا يعني اتخاذ خطوات مدروسة للتخفيف من الآثار الجانبية الضارة مثل التلوث والإشعاع والأضرار التي تلحق بالبيئة، كما يجب التعامل مع العملية برمتها بدءاً من الاستخراج وحتى المعالجة وأخيراً التعبئة والتغليف بأقصى قدر من الاهتمام الواجب.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: