قصة اختراع آلة الجدولة - Tabulating machine

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع آلة الجدولة؟

تاريخ ابتكار آلة الجدولة وجهود هيرمان هوليريث في ابتكارها:

قديمًا كانت عملية جدولة البيانات وآلية تحليلها تستمر لسنوات، وبما أنّ عدد السكان كان يزداد بالملايين، فإنّ آلية التعداد ستستغرق بلا شك الكثير من الوقت والجهد والمال، كان يجب إيجاد حل بأسرع وقت، قامت العديد من مكاتب الإحصاء بالبحث عن عدة حلول بلا فائدة، قرر المخترع العظيم هيرمان هوليريث بالقيام بالبحث وإجراء الدراسات لإيجاد حل لتلك المشكلة، هيرمان العالم المولود في نيويورك، عام 1860م.

وهو شاب قام بالالتحاق بكلية كولومبيا للمناجم وأصبح مهندس تعدين بامتياز مع مرتبة الشرف. كانت أول وظيفة بالولايات المتحدة مع فريق التعداد السكاني سنة 1880م، بعد ذلك قرر هيرمان العمل على نظام الجدولة الخاص به خلال أيام عمله في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تم الإعلان عن أول براءة اختراع له في عام 1884م، ثم قام بابتكار نظام الجدولة الكهربائي الخاص به من أجل توفير نظام من شأنه أن يقلل من الوقت اللازم في تجميع مثل هذه الإحصاءات.

ذلك سيزيد من سرعة وإجراء عمليات حسابية صعبة ولإجراء المزيد من الدقة. كان الهدف من اختراعه هو تسهيل تجميع الدراسات المتعلقة بالتعداد وتوسيع نطاقها، تم تصميمها في الأصل لتعالج البيانات، ثم تم استعمالها لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1890م ولكنها استخدمت لاحقًا في المحاسبة والمجالات المهنية الأخرى لتوسيع عملها، تُعد آلة الجدولة واحدة من أقدم الأدوات المعلوماتية.

ساعدت تلك الآلة في إجراء الإحصاء السكاني عن طريق تقليل تحليل البيانات من أجل ميكنة العملية، أحدثت آلته ثورة في معالجة البيانات لأنّه كان يُعتقد أنه إذا تم إجراء تعداد 1890م يدويًا، فستستغرق معالجة المعلومات عشرة سنوات. مع استخدام آلة الجدولة استغرقت العملية ستة أشهر فقط، ولتوسيع آلية عملها تم استعمال برمجة البيانات الثنائية من قبل المخترع جوزيف ماري جاكارد في عام 1801م.

أهم الأحداث في تاريخ اختراع آلة الجدولة:

أخذ هيرمان بعض الأفكار من آلة المخترع التحليلية (charles babbage( التي تم إنشاؤها حوالي (1833 و 1842) م، وهو اختراع لم يكتمل في ذلك الوقت بسبب نقص المواد والأموال اللازمة لهذا المشروع. قام بعض من المخترعين بالمشاركة في تطوير مبدأ عمل تلك الآلة وهم: جوزيف ماري جاكارد وتشارلز باباج وفرانسيس بيكون ولوفليس حيث قاموا بابتكار البطاقات المثقوبة ودمجها في آلية عم آلة الجدولة مما قلل من وقت تحليل البيانات وكان ذلك أهم أمر لتطوير مبدأ عمل الآلة.

كانت تلك البطاقات المثقبة تتم صناعتها من الورق واحتوت على ثمانون عمودًا حيث يمكن الإجابة على الأسئلة بثقوب في مواضع محددة. كانت هذه في البداية بيانات ثنائية مأخوذة من أسئلة “نعم” أو “لا” التي استخدمتها التعدادات لجمع المعلومات، تم تسجيل البيانات عن طريق ثقب الثقوب في هذه البطاقات، أو شرائح من الورق غير الموصلة.

وتم تزويدها بعدادات ميكانيكية تعمل بواسطة مغناطيس كهربائي. طوّر هيرمان مكبسًا يدويًا استشعر الثقوب في البطاقات المثقوبة؛ سيمر السلك عبر الفتحات أسفل البطاقة، ممّا يُؤدي إلى إغلاق الدائرة الكهربائية. أدّت هذه العملية إلى تشغيل العدادات الميكانيكية وصناديق الفرز وجدولة البيانات المناسبة. تمثل هذه الآلة بداية تكنولوجيا الكمبيوتر الذي نستعمله اليوم. تم اختبار نظام هيرمان لأول مرة على جدولة إحصاءات الوفيات في أواخر عام 1886م.

بفضل نجاحه، أنشأ هيرمان شركته سنة 1896م وهي شركة (Tabulating Machine) ومن ثم قام بتسويق اختراعه تجاريًا والتي اندمجت فيما بعد مع ثلاث شركات تكنولوجية أخرى، وقد حصل على العديد من الأوسمة، بما في ذلك الميدالية الذهبية لمعرض باريس 1889م والميدالية البرونزية للمعرض العالمي في شيكاغو عام 1893م، تم استخدام نظامه مرة أخرى للتعداد السكاني للولايات المتحدة لعام 1900م.

في عام 1924م تم تغيير اسم الشركة لتصبح (International Business Machine Corporation)، المعروفة عالميًا باسم (IBM)، وجه هيرمان اختراعه نحو الأغراض التجارية، مضيفًا وظيفة الجمع لاستخدامها في محاسبة السكك الحديدية المركزية في نيويورك، قام بعد ذلك بتكييف اختراعه للعمل في المناطق التجارية حيث بعد سنوات، سيعطي أيضًا نتائج جيدة.

تم استخدام النظام مرة أخرى في في كندا والنرويج والنمسا، ولاحقًا في روسيا، كما تم استخدام نظام (Hollerith) للبطاقات المثقوبة في المجالات الصناعية وما شابهها لحساب التكاليف وتحليل المبيعات ومحاسبة الأجور، وبعض التطبيقات الأخرى.


شارك المقالة: