قصة اختراع آلة الحصاد

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في آلة الحصاد:

قطعت آلة الحصاد شوطًا طويلاً منذ الأيام التي اضطّر فيها المزارعون إلى حصاد المحصول بالمنجل وغيره من أدوات الزراعة، يُعد اختراع آلة الحصاد تحول كبير في مجال الزراعة، لأنّه يتضمن حصاد الحبوب التي نستخدمها عند صنع الخبز الذي يُعتبر من أحد أهم المواد الغذائية الأساسية في العالم، من السهل زراعة القمح، لكن من الصعب الحصول على ما يكفي من القمح لتلبية احتياجات الناس.

تكمن الصعوبة والمشكلة في أنّ جميع أنواع الحبوب تنضج في الحقل في نفس الوقت، سواءً كانت قمحًا أو شعيرًا أو حبوبًا، ذلك يشكل كميات كبيرة من الحبوب وكان يجب اختراع آلة تقوم بجمع وحصاد المحصول، آلة الحصاد، هي آلة متعددة الاستخدامات مصمّمة لحصاد مجموعة متنوعة من محاصيل الحبوب يشتق الاسم من الجمع بين أربع عمليات حصاد منفصلة: الحصاد والدرس والجمع والتذرية وذلك كله في عملية واحدة، من بين المحاصيل التي يتم حصادها بآلة الحصاد القمح والأرز والشوفان والجاودار والشعير والذرة وعباد الشمس والكانولا.

ما هي قصة اختراع آلة الحصاد؟

قديمًا كان الرجال يقومون بحصاد المحصول الذي لا يتجاوز أكثر من خمسة أفدنة من الزراعة، ثم يقومون بإهدار المحاصيل المتبقية، ممّا يعني أنّ الزراعة التالية ستكون قليلة جدًا، عانى الكثير من الناس الجوع والحرمان فكان لا بدّ من إيجاد حل لتلك المشكلة والتي قام بحلها سايروس ماك مكروميك، (Cyrus Mac) الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، هو شابًا نشيطًا ذكيًا يهتم كثيرًا بكيفية صنع الأشياء.

في سن الخامسة عشرة، صمّم بعض الآلات واخترع محاريث جديدة، لكن أهم شيء أثار اهتمامه هو حصاد الحبوب، كان أصحاب الأراضي يستخدمون آلة بدائية صنعت في إنجلترا لكنّ مشكلة تلك الآلة بأنّها تحتاج إلى الإصلاح من وقت لآخر، المشكلة الأكبر هي أنّ هذه الآلة لا تقوم بجمع الحبوب من على الأرض فتتكدس تلك الحبوب وتبقى في الحقل بكميات هائلة إلى أن تلتقطها الطيور أو الماشية ولا يستطيع المزارعون فعل أي شيء حيال هذا الأمر، لذلك، أراد ماكورميك تحقيق غرض معين والحصول على طريقة معينة لجمع الحبوب.

كتب التصميم والفكرة المقترحة على الورق، ثمّ بدأ في تنفيذ فكرته، حيث قام باستخدام حانوت للحدادة للقيام بما يحتاجه لصنع الأجزاء للتصميم، قام بصناعة حصادة أسمّاها حصادة ماكورميك وكانت عبارة عن عربة ذات عجلتين ومزودة بقضيب أمامي بعد ذلك قام بتثبيت سكاكين حادة أسفل العجلة وأخيرًا قام بتثبيت القضيب الأمامي بمواد معدنية ذات ثقوب حادة، هذه الآلة التي صنعها ماكورميك حلّت كل المشاكل التي عانى منها المزارعون، مع أنّ هذه الآلة بسيطة للغاية، لكنّها أتاحت لجميع المزارعين جمع الحصاد وحبوب القمح من المحصول.

واصل (Chromick) بتطوير آلة الحصاد الخاصة به كما قام بإضافة أجزاء جديدة ويُعتقد أنّه قام ببناء آلة جديدة سمحت للمزارعين بحصد 16 فدانًا في اليوم، بعد ذلك انتقل ماكورميك إلى واشنطن وأنشأ مصنعًا للحصادات وسمّي هذه الاختراع باسمه، في عام 1826م في اسكتلندا، صمّم المخترع باتريك بيل آلة حصادة (لكن لم تحصل على براءة اختراع) والتي تستخدم مبدأ المقص لقطع النبات وهو مبدأ لا يزال يستخدم حتى اليوم.

تم دفع آلة بيل بواسطة الخيول، كان عدد قليل من آلات بيل متوفرة في الولايات المتحدة، في عام 1835م، في الولايات المتحدة بنى هيرام مور ألة حصاد وحصل على براءة اختراعه من آلة الحصاد كانت تجرها الخيول أو البغال، في عام 1911م، أنتجت شركة (Holt Manufacturing Company) في كاليفورنيا آلة حصاد ذاتية الحركة، في عام 1923م في كانساس، سجل الأخوان بالدوين وشركة (Gleaner Manufacturing Company) براءة اختراع في آلة حصاد ذاتية الحركة تضمنت العديد من التحسينات الحديثة.

في عام 1929م، سجل ألفريدو روتانيا الأرجنتيني براءة اختراع لآلة حصادة ذاتية الحركة، بدأت شركة (International Harvester) في صنع حصادات تجرها الخيول في عام 1915م، في العشرينيات من القرن الماضي أدّى الانهيار الاقتصادي العالمي في الثلاثينيات من القرن الماضي إلى توقف شراء المعدات الزراعية ولهذا السبب احتفظ الناس إلى حد كبير بالطريقة القديمة للحصاد.

أصبحت الحصادات التي تجرها الجرارات شائعة بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأت العديد من المزارع في استخدام الجرارات، كانت الحصادات التي يتم سحبها بالجرارات يتم تشغيلها عادةً بواسطة محرك بنزين بينما كانت النماذج اللاحقة تعمل بنظام (PTO)، تقوم هذه الآلات إمّا بوضع المحصول المحصود في أكياس يتم تحميلها بعد ذلك على عربة أو شاحنة، أو تحتوي على صندوق صغير يخزن الحبوب بداخلها.

اخترع (Lyle Yost) آلة حصاد عصرية في عام 1947م، ممّا يجعل تفريغ الحبوب أسهل بكثير من الآلات الأخرى، في عام 1952 أطلق كلايس أول آلة حصاد ذاتية الدفع في أوروبا؛ في عام 1953م، طورت الشركة المصنعة الأوروبية آلة حصاد ذاتية الحركة  يمكنها حصاد ما يصل إلى 5 أطنان من القمح يوميًا، لا يزال هذا النوع الجديد من الحصادات قيد الاستخدام ويتم تشغيله بواسطة محركات الديزل أو البنزين.


شارك المقالة: