قصة اختراع إبريق الشاي

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع إبريق الشاي؟

قبل قرون من استخدام أباريق الشاي، كان الناس يشربون الشاي لكن بشكل مختلف، في الصين في القرن الثالث لم تتضمن الخطوة الأولى نقع أوراق الشاي، بل تمّ تخميرها في أواني مفتوحة، ومن بعد ذلك تم تحميصها، وتشكيلها في عجينة، ثمّ صب العجينة بعد ذلك غليها في منتج نهائي يشبه الحساء، في هذه الحالة لا يبدو أنّ هناك حاجة إلى إبريق الشاي.

تطورت عملية تحضير الشاي إلى سحق أوراق الشاي إلى مسحوق، ووضع المسحوق في فنجان وصب الماء المغلي فوقه، فكانت الحاجة إلى صنع إبريق الشاي، كان تصميم أول إبريق شاي مغطى بغطاء من خشب روكوود بزخرفة متقنة، يمكن القول إنّ أول إبريق شاي تمّ إنشاؤه في مقاطعة جيانغسو الصينية في عام 1500م، كانت أباريق الشاي المبكرة من هذه المنطقة هي أقداح الشاي “ييشينغ”.

في اللغة الصينية تترجم ييشينغ إلى “وعاء الرمل الأرجواني”، في إشارةٍ إلى الطين الرملي الأرجواني المميز الذي كان وفيرًا في تلك المنطقة والمستخدم في الأواني الخزفية، كان الخزافون المشهورون يستخدمون طين ييشينغ في الفخار منذ عهد أسرة سونغ (960-1279)م، عادةً ما يكون الخزف الحجري النهائي بنيًا أو أحمر اللون ويترك غير مطلي، لم يكن من المستغرب أن تأتي أقدم أباريق الشاي المسجلة من هذا الجزء من العالم.

حيث كانت مقاطعة جيانغسو غزيرة الإنتاج في إنتاج الأواني الخزفية في القرن السادس عشر وحتى أوائل عهد أسرة تشينغ (1644-1911)م، أدّى تطور تحضير الشاي إلى فترة نجاح كبيرة لصانعي أباريق الشاي (Yixing)، تمّ تسمية (Yixing) على اسم مدينة في مقاطعة (Jiangsu) في الصين حيث يرجع لون الأواني إلى خام الحديد المحلي، يعتبر التركيب المعدني لطين “زيشا” (الرمال الأرجواني) في المنطقة من أجود الأنواع المستخدمة في أواني تخمير الشاي.

كان الشاي يستهلك بكميات صغيرة خلال هذا الوقت لذلك كانت أباريق الشاي صغيرة، تمّ تغطية أباريق الشاي للحفاظ على نكهة الشاي المنقوع عندما يبقى البخار في الإناء، وتمت إضافة المقابض إلى الجانب لسهولة إزالة الغطاء، بسبب الطبيعة المسامية للطين المستخدمة في صنع أباريق (Yixing)، يُقال أنّه بعد تحضير الشاي في نفس الإبريق عدة مرات، يمكن للمرء ببساطة إضافة الماء ليغلي في الوعاء بدون أوراق الشاي، حيث يحتفظ بالنكهة بواسطة الإبريق ممّا تجعل عملية تحضير كوب من الشاي عالي الجودة.

التطور في تصاميم أباريق الشاي:

مع انتشار الوعي بوعاء ييشينغ في جميع أنحاء آسيا، كان هناك طلب متزايد ليس فقط على الأواني، ولكن أيضًا على معرفة كيفية صنع الأواني الفخارية، أدّى هذا الوعي إلى دمج تأثيرات جديدة في عملية التصنيع، ممّا أدّى إلى تصميم أباريق للشاي يشكل أكثر أناقة، إبريق شاي (Veilleuse) باللون البني، تمّ شراؤه وتصميمه في روما وهو معروض حاليًا ضمن مجموعة (Trenton Teapot Collection)، في القرن السابع عشر، جلبت شركة الهند الشرقية وارداتها لصنع الأباريق المربحة إلى أوروبا.

ومع ذلك لم تكن المصانع الأوروبية على دراية بالتقنيات التي تنتج أواني الزيشا، بفضل المحتوى العالي من الحديد، أصبح طين الزيشا خيارًا عمليًا جدًا لإبريق الشاي لأنّه يتحمل الماء القريب من الغليان حيث لا يتلاشى اللون ولا يحتفظ الطين بأي لون أو رائحة، تحتفظ الأغطية الضيقة بالرائحة بينما يحافظ طين الزيشا على الشاي دافئًا لفترات أطول مقارنةً بالبورسلين.

تضمنت عملية صنع الخزف المقبولة في أوروبا خلط مواد تشبه الزجاج مع الطين، تغيرت الأمور بشكل كبير في عام 1705م،  عندما تمّ قام الكيميائي الشاب يوهان فريدريش بوتجر تطوير تقنيات جديدة لصنع الخزف، وقد فتح هذا الباب أمام إنتاج أوروبي لسلعة مرغوبة بشدة منها أباريق الشاي، في الوقت نفسه قضى العالِم إهرنفريد والتر فون تشيرنهاوس عقدين من الزمن في محاولة تعلم كيفية صنع الخزف.

بناءً على اقتراح (Tschirnhaus)، اصطحب بوتجر أحد الحراس إلى المختبر، حيث بدأ الاثنان التعاون في مشروع الخزف، لقد عملوا معًا حتى عام 1708م، عندما توفي (Tschirnhaus) في نفس العام، بدأ إنتاج الخزف الأوروبي، باستخدام الصيغة التي طورها الاثنان، في ميسن، ألمانيا، كانت أول فرصة للجمهور لشراء القطع في معرض لايبزيغ إيستر في عام 1710م، في وقت قصير بدأت المناطق في جميع أنحاء أوروبا في الخوض في إنتاج أباريق الشاي وكذلك الأشياء الخزفية الأخرى، وبدأت الصناعة في الازدهار.

كنوع من التطور في أباريق الشاي ظهر إبريق الشاي الأبيض الأصلي الذي تعتمد عليه مجموعة بيانات إبريق الشاي الموزعة على نطاق واسع، تم استخدام إبريق الشاي بشكل متكرر لاختبار تقنيات عرض كائنات ثلاثية الأبعاد باستخدام رسومات الكمبيوتر، تم نشر أباريق الشاي التي تم تقديمها كمخطط إطار سلكي، إنّ تكرار استخدام إبريق الشاي ككائن اختبار في رسومات الكمبيوتر قد منحه حالة المعيار، بيانات إبريق الشاي التي تم إنشاؤها وإدخالها كانت بواسطة العظيم (Martin Newell) في جامعة يوتا، سولت ليك سيتي.

انتشار شعبية استخدام أباريق الشاي:

جزئيًا، نمت شعبية البورسلين الأوروبي عالي الجودة من خلال توفره، ليس فقط من حيث الكمية ولكن أيضًا من حيث التكلفة، قد لا يكون الشاي وأباريق الشاي قد سدوا الفجوة بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية العليا والمتوسطة داخل أوروبا لكنه سمح للأشخاص من خلفيات مختلفة بالاستمتاع بمتعة بطعم الشاي الذي يتم تقديمه من خلال إبريق الشاي، مع شهرة تركيبة البورسلين الآن على نطاق واسع، تحرك الإنتاج في مقطع ثابت، وانتشر استخدام أباريق الشاي على نطاق واسع وبحماسة لا مثيل لها.

شوهد الإبداع في التصميم والكفاءات الجديدة في الإنتاج، يظهر هذا في أشكال أباريق الشاي والتصميمات الجديدة له، بما في ذلك إبريق شاي براون بيتي الشهير من (Swinton Pottery) جاء تصميم وصناعة (Brown Betty) من الطين الأحمر، مما زاد من استخدامه، والذي يوفر أيضًا احتفاظًا كبيرًا بالحرارة، كان (Brown Betty) بسيطًا في التصميم ولكنه نموذج للكفاءة في إنتاج فنجان شاي جيد، لم يكن إنتاج الفخار الأمريكي مزدهرًا في الشرق فقط، عندما بدأ الناس في السفر غربًا، تمّ إنشاء الأواني الفخارية واستمر صنع اباريق الشاي.

أدّى تطور تخمير الشاي وتقديمه إلى تغييرات في إنتاج إبريق الشاي، توضح تجارب صناعة الفخار البريطانية، التغيرات السريعة التي حدثت في الاقتصاد الدولي في الربع الثالث من القرن الثامن عشر، قبل هذه الفترة تم استيراد السيراميك إلى المستعمرات الأمريكية من العديد من البلدان، هولنداوفرنساوألمانياوالصين وكذلك من إنجلترا، في الوقت الذي تم فيه إصدار إبريق الشاي (No Stamp Act)، كانت صناعة الفخار في إنجلترا تتحول بسرعة إلى التصنيع.

أدّى ذلك إلى زيادة الإنتاج، وخفض التكاليف، وإجبار السوق الأمريكية على المنافسة، لكن القدرة الإنتاجية سرعان ما نمت أكثر من الطلب الحالي، توسعت صناعة الفخاريات بعدة طرق، كان من بينها جذب السوق الأمريكية بزخارف تتعارض بشكل مباشر مع الإرادة السياسية البريطانية،في دراسة لعام 1961م عن شرب الشاي، أشارت رودريس روث إلى أهمية شرب الشاي في “الحياة الاجتماعية وتقاليد الأمريكيين” بالإضافة إلى الأهمية السياسية والتاريخية والاقتصادية التي يحملها الشاي في تاريخ الولايات المتحدة.


شارك المقالة: