قصة اختراع الباب

اقرأ في هذا المقال


وجود الأبواب في منازلنا مهم للغاية فهي تمنح الاستقرار والخصوصية والأمن، لكن هل تساءلت يومًا من اخترع الباب؟ وما هي قصة اختراعه؟ الأبواب مثلها كباقي الاختراعات لها تاريخ مهم وطويل عبر الحضارات المختلفة، سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هي قصة اختراع الباب؟

تعود جذور العمارة والتصميم العصري المميز للحضارة المصرية، لا أحد يستطيع أن ينكر العبقرية المعمارية في عملية تصميم وبناء وروعة الأهرامات القديمة، تم تركيب أقدم الأبواب في مصر في المقابر الموجودة في الأهرامات إلى عام 2000 قبل الميلاد.

تمت صناعة أبواب القبور القديمة من لوح باب واحد كما تم نقشها بزخرفة عصرية متقنة، في القاهرة، كانت الأبواب سمة مهمة من سمات المساجد المبجلة، تم بذل جهد كبير في تصميم هذه الأبواب، كان بعضها مغطى بالحديد أو البرونز وزُخرف بأنماط معقدة، البعض الآخر مصنوع من الخشب ومزخرف بأشكال قبطية.

في وقتنا الحالي معظم الأبواب تتم صناعتها من الخشب كما كان منذ الحضارات القديمة، أكثر أنواع الخشب شيوعًا المستخدمة في بناء تلك الأبواب المبكرة تشمل خشب الزيتون والبلوط والسرو والأرز والدردار، كانت الممارسة الشائعة قديمًا هي تركيب الأبواب الخشبية بالفضة والنحاس والذهب لإعطائها منظرًا مميزًا.

لعبت المجتمعات الرومانية واليونانية القديمة دورًا فعالًا في بناء الأبواب المبكرة، قام الرومان باستخدام عقولهم المعمارية الإبداعية لإنشاء أبواب أكثر تقدمًا، عادةً ما تكون هذه الأبواب مصنوعة من البرونز وتتضمن استخدام أبواب مفردة ومزدوجة وأبواب قابلة للطي.

في العصور التوراتية، كانت أبواب هيكل الملك سليمان مصنوعة من خشب الزيتون، في الهند توجد أبواب قديمة مصنوعة من الحجر تم تصميمها بشكل إبداعي، تم إنشاء أول باب أوتوماتيكي مسجل في القرن الأول الميلادي خلال عصر مصر الرومانية من قبل عالم يوناني يُعرف باسم هيرون الإسكندرية، عالم رياضيات ولد حوالي 10 بعد الميلاد، خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر في العصور الوسطى، تم إنشاء الأبواب من النحاس والبرونز وهي المواد الأساسية للعمارة في العصور الوسطى.

كانت تعتبر المادة الأساسية للأبواب هي خشب البلوط منذ عام 79 بعد الميلاد، أظهرت أنقاض هيركولانيوم وبومبي في روما القديمة أنّ الأبواب كانت سمة سائدة في المعابد، في هذه الأثناء، استخدم الصينيون الأبواب خلال عصر الإمبراطور يانغ سوي، كانت أبواب عصر النهضة الإسبانية يتم تثبيتها بالمسامير الحديدية، كانت الأبواب الفرنسية محفورة بشكل أساسي من خشب الأرز الفاخرة، بعد سنوات تم نقش الأبواب الفرنسية بالمناظر الطبيعية، لطالما كانت صناعة الأبواب رمزية وتطورت من الناحية الأسلوبية في مختلف الثقافات لعدة قرون.

تمتعت إيطاليا أيضًا بمكانة خاصة في تاريخ اختراع الأبواب، كما هو الحال في الشرق الأوسط وآسيا، كان للدين والثقافة تأثير كبير على الأسلوب والمواد المستخدمة في بناء الأبواب في روما، على وجه الخصوص جسدت كنيسة بازيليكا دي سانتا سابينا أفينتينو أهمية الأبواب باعتبارها أكثر من مجرد مداخل، شُيدت الكنيسة في الفترة ما بين 422 و 432م كانت تتميز بأبواب كبيرة مصنوعة من خشب السرو ومزينة بألواح منحوتة، أبواب البازيليكا هي أقدم الأبواب المنحوتة المعروفة.

مع أنّ الخشب والبلوط من أكثر المواد شيوعًا لبناء الأبواب في مختلف الحضارات القديمة مع ذلك فقد استخدمت كل منطقة أي مادة متاحة حيث يمكن الوصول بسهولة إلى البرونز والنحاس والنحاس الأصفر في معظم أنحاء الشرق الأوسطوآسيا وأوروبا، كانت الأبواب الحجرية شائعة، معظمها في أجزاء من الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق حيث لا يوجد الخشب بكثرة، يبلغ ارتفاع بعض الأبواب الحجرية الأقدم في هذه المناطق من 9 إلى 10 أقدام.

قرب نهاية الألفية الأولى بعد الميلاد، أصبحت الأبواب ذات اللب الخشبي أقل شيوعًا بينما أصبح النحاس وسبائكها المادة المفضلة، تم استخدام البرونز كمادة رئيسية لزخارف الأبواب، استمر النحاس والبرونز في كونهما المادة المفضلة في عصر النهضة.

يبدو أنّ الأبواب الخشبية قد عادت في الألفية الثانية، لقد كان وقتًا سادت فيه التقنيات الفنية من قبل العديد من المصممين الحرفيين في تصميم صناعة الأبواب، كما تم دمج التصاميم اليونانية الكلاسيكية في صناعتها، يُعد باب (Westminster Abbey) من بين أقدم الأبواب المنحوتة في بريطانيا العظمى.

في بداية القرنين السادس عشر والسابع عشر، اتخذت الأبواب طابعًا فنيًا خاصًا، سيطرت التصاميم اليونانية والإسبانية الكلاسيكية على هذه الفترة، كما كانت الحرف اليدوية في أفضل حالاتها في ذلك الوقت، تم تزيين أبواب ومداخل الساحات والقصور والمباني العامة الأخرى بصور للطيور والنباتات والتلال.

كانت المنحوتات والكتب المقدسة منقوشة على الأبواب، استخدم الكثيرون بما في ذلك الفرنسيون والإسبانيون، عناصر التصميم العصرية لتزيين أبوابهم، بحلول أواخر القرن التاسع عشر، تطورت تصميمات الأبواب من أنواع الأبواب المفردة وأنواع الأبواب القابلة للطي إلى ابتكارات أكثر تقدمًا.


شارك المقالة: