قصة اختراع الباروكة

اقرأ في هذا المقال


الباروكة:

تُعد الباروكة غطاء رأس مصنّع من شعر حقيقي أو صناعي تلبس في المسرح لغايات التمثيل، أو للزينة أو لإخفاء الصلع وغيرها من الأسباب المختلفة، ارتداء الشعر المستعار يعود لأقدم الأزمان المسجلة؛ من المعروف أنّ قدماء المصريين حلقوا رؤوسهم وارتدوا الشعر المستعار لحماية أنفسهم من أشعة الشمس وأنّ الآشوريين والفينيقيين واليونانيين والرومان استخدموا أيضًا وصلات شعر صناعية في بعض الأحيان، أول ظهور معروف لها في اللغة الإنجليزية في كتاب ويليام شكسبير
(The Two Gentlemen of Verona).

ما هي قصة اختراع الباروكة؟

نشأة الباروكة في الحضارات المختلفة:

في مصر القديمة، (حوالي 2700 قبل الميلاد) كان كل من الذكور والإناث يرتدون الشعر المستعار المصنوع إمّا من شعر الإنسان أو صوف الأغنام أو ألياف نباتية، اعتمادًا على وضعهم الاجتماعي، كان هناك الكثير من الفوائد للمصريين من حلق رؤوسهم أولاً، بسبب المناخ المصري الحار جدًا فكانوا يقومون بوضع الشعر المستعار ليحمي رؤوسهم من أشعة الشمس القاسية وثانياً بسبب تجنب خطر الإصابة بالقمل والذي كان أمرًا منتشرًا في ذلك الوقت، أصبح الشعر المستعار شيئًا مهمًا للشعب المصري يدل على مكانة الشخص وكذلك دوره في المجتمع أو السياسة.

تم تزيين الشعر المستعار للنساء بالضفائر والذهب والحلي العاجية ممّا يجعلها أكثر أناقة من باروكات الرجال، في عصر الدولة القديمة، فضلت النساء الشعر المستعار القصير أو الباروكات الطويلة، لم يكن حتى القرن السادس عشر لتصبح الباروكة شكلاً مقبولاً بشكل عام للزينة، اشتهرت بارتدائها الملكة إليزابيث الأولى حيثُ كانت ترتدي باروكة شعر حمراء، انتشر استخدام الباروكة على نطاق واسع في القرن السابع عشر، بعد أن بدأ لويس الثالث عشر في ارتداء واحدة منها في عام 1624م.

الحضارات القديمة الأخرى التي كان مواطنوها يرتدون الشعر المستعار هم الإغريق والرومان والآشوريون والفينيقيون، بالنسبة للرومان على وجه الخصوص غالبًا ما كان الشعر المستعار يصنع من شعر العبيد، ارتدى كل من النساء والرجال الرومان الباروكات، خلال الإمبراطورية الرومانية، غالبًا ما كانت النساء الرومانيات الثريات يرتدين خصلات شعر متقنة الصنع، كانت الباروكات ملائمة بشكل خاص للارتداء حيث أصبحت تسريحات الشعر أكثر وأكثر تفصيلاً، كما قام العديد من المشاهير من نجوم البوب ​​والسينما وفي المسارح بارتداء الشعر المستعار.

بحلول العصور الوسطى (1200-1400م) فقد الشعر المستعار أهميته بسبب الأوقات الصعبة، في بداية عصر النهضة (1400-1600) ظهرت الباروكات النسائية مرة أخرى حيث أصبحت رمز للموضة والجمال ومن الاعتبارات المهمة في المجتمع، على النقيض من ذلك، نادرًا ما ارتدى شعوب الحضارات القديمة في الشرق الأقصى بما في ذلك الصين واليابان الشعر المستعار إلّا من قبل الممثلين في المسارح التقليدية.

بحلول عام 1665م، تأسست صناعة الشعر المستعار في فرنسا، كانت النساء ترتدين الشعر المستعار وإن كان ذلك في كثير من الأحيان بشكل أقل من الرجال! تشير السجلات التاريخية إلى أنّ أول نقابة لصانعي الشعر المستعار تم إنشاؤها في عام 1673م أصبحت الباروكة رمزًا للموضة حيثُ كانت جزءًا لا يتجزأ من العالم الأرستقراطي، مع الاضطرابات المدنية في فرنسا ضد تجاوزات النبلاء والارتباط بين الموضة والشعر المستعار والأرستقراطية، بدأت أهمية الشعر المستعار في فرنسا تتلاشى ببطء أيضًا بعد زمن الثورة الفرنسية.

تم ارتداء الباروكات الرجالية بأشكال مختلفة في جميع أنحاء الغرب في القرن الثامن عشر، في منتصف القرن الثامن عشر وحتى أواخره كانت الباروكات كبيرة الحجم ويتم صناعتها بدقة من قبل مصنعين ماهرين، أصبحت باروكات الرجال أصغر حجمًا وأكثر رسمية وتم ارتداؤها بشكل روتيني في مختلف دول الكومنولث، حتى عام 1823م.

بحلول نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين خاصةً بعد تطوير الشعر المستعار المصنوع من الشعر الاصطناعي غير المكلف، كانت الباروكات شائعة في كل من إنجلترا وفرنسا، نتيجة لذلك أصبحت النساء أكثر انفتاحًا بشأن استخدام الشعر المستعار كشكل من الأزياء، كما أصبح الشعر المستعار أغطية رأس مقبولة للنساء في بعض المجتمعات التي تمارس اليهودية الأرثوذكسية في آسيا.

كان الملوك في البلاط الملكي في جميع أنحاء أوروبا يرتدون الشعر المستعار وهو الآن سمة أساسية من سمات الزي النبيل الأوروبي، يُقدم مصنعو الباروكات اليوم باروكات ذات تصاميم متقنة باروكات بألوان مبهجة وهناك باروكات طبية متاحة للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر بسبب الحالات الطبية أو العلاجات مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي وهناك باروكات مصممة خصيصًا للأطفال.


شارك المقالة: