قصة اختراع البطاقات البريدية

اقرأ في هذا المقال


البطاقات البريدية:

البطاقة البريدية: هي الرسائل النصية التي يتم إرسالها عبر البريد قديمًا بشكل فعّال نظرًا لغياب التكنولوجيا، في ذلك الوقت كان إرسالها رخيصًا ومريحًا حيث كان يتم إرسال المليارات منها كل عام، يٌعد تتبع أصول بدايتها أمرًا صعبًا لأنّ البطاقات البريدية لم يتم اختراعها بسهولة، فقد كان يتطور ابتكارها من وقت لآخر، يرتبط تاريخها حتمًا بتطور الخدمة البريدية وبابتكارات الطباعة والتصوير.

كان هناك العديد من التأثيرات المتباينة التي أثرت على طرق تصميمها، كل تعديل تقني لطرق الطباعة كان سبب رئيسي لتغيير شكل البطاقات، تقدمت التطورات في التصوير الفوتوغرافي جنبًا إلى جنب مع الطريقة التي تم بها إنتاج البطاقات البريدية، كما استمرت التطورات الجديدة في التكنولوجيا بمرور الوقت في جعل تصميمها أكثر كفاءة، مع إمكانية دمج المزيد من تقنيات الصور في تصميمها.

ما هي قصة اختراع البطاقات البريدية؟

عام 1865م في مؤتمر كارلسروه البريدي، قام هاينريش فون ستيفان باقتراح إنشاء أوراق بريدية كما أنّه اقترح إدخال بطاقة بحجم مظروف تقريبًا، يمكن الكتابة عليها وإرسالها بالبريد دون الحاجة إلى مظروف، لم تلق الفكرة استحسانًا كبيرًا في ألمانيا، فقد خشي مكتب البريد من تعقيد وتكلفة تنفيذ المخطط في جميع الولايات المختلفة، أصدر الكونجرس الأمريكي قانونًا يسمح بإرسال البطاقات البريدية بشكل خاص والتي تزن أونصة واحدة أو أقل عبر البريد.

في وقت لاحق من ذلك العام حصل جون بي. تشارلتون من فيلادلفيا على براءة اختراع لبطاقة بريدية وباع حقوق براءته  ليبمان (مؤسس أول شركة مغلفات في الولايات المتحدة ومخترع قلم الرصاص والممحاة)، مع ذلك مع بداية الحرب الأهلية بعد شهر تم نسيان بطاقات البريد هذه ولم يتم استخدامها إلّا بعد ما يقرب من عقد من الزمان، بدأ إرسال البطاقات من خلال البريد.

بدايةً كان يتم التعامل معها على شكل رسائل من غير مغلفات، عام 1869م أصدرت النمسا أول بطاقة بريدية رسمية في العالم، في العام التالي قامت روسيا وسويسرا ولوكسمبورغ وبادن وبافاريا وبريطانيا العظمى بإصدارها ثم بلجيكا وهولندا والدنمارك وفنلندا والسويد والنرويج وكندا في عام 1871م، تليها روسيا وتشيلي وفرنسا والجزائر في عام 1872م.

ثم فرنسا وصربيا ورومانيا وإسبانيا واليابان إلى جانب الولايات المتحدة، كانت عبارة عن رسائل بريدية تضمنت صورًا صغيرة مطبوعة على نفس الجانب مع طابع البريد، عام 1872م، بعد مناقشة استمرت سنوات وقّع الرئيس غرانت أخيرًا على قانون البطاقات البريدية، كانت بطاقات (Lipman) أول بطاقة بريدية مرخصة بشكل خاص لاستخدامها في الولايات المتحدة، بعد تعميم المطابع وورق الكتابة بدأ تصميم المغلفات البريدية وهكذا بدأ التطور في تصميمم البطاقات البريدية.

أدّى الإصلاح البريدي في المملكة المتحدة إلى توحيد تكلفة تسليم البريد المحلي إلى بنس واحد لكل مغلف، على أن يدفعه المرسل مسبقًا، في الوقت نفسه، تم أيضًا عرض أوراق الرسائل المدفوعة مسبقًا للبيع، تم تصميم هذه من قبل ويليام مولريدي وإرسال وتخصيص ساعي بريد لإيصالها إلى جميع أنحاء العالم.

على الرغم من أنّ هذا التصميم الخاص تبين أنّه لا يحظى بشعبية لكن تم استبداله في العام التالي بأظرف مع ختم مطبوع، عام 1874م عندما تم إنشاء الاتحاد البريدي في سويسرا، حددت إحدى معاهداتها البريدية الأولى طابعًا بريديًا وقررت وضعها على البطاقات البريدية، هذا جعل إرسال البطاقات البريدية إلى الخارج أرخص بكثير وأقل تعقيدًا، في ثمانينيات القرن التاسع عشر  طُبع العديد من البطاقات البريدية، هيمنت ألمانيا على صناعة وطباعة البطاقات البريدية حيث طُبع العديد من البطاقات البريدية هناك.

شهدت تسعينيات القرن التاسع عشر بدء استخدام التصوير الفوتوغرافي في البطاقات البريدي، وازدادت شعبيته تدريجياً خلال العقود القليلة التالية، انتهز (Charles W Goldsmith) الفرصة لإنتاج مجموعة جديدة من البطاقات البريدية الرسمية حيث قام بتصميم أول بطاقات بريدية مصورة تم إنتاجها تجاريًا يتم طباعتها كتذكار في الولايات المتحدة وقد أثبتت أنها حققت نجاحًا كبيرًا.

تم عرضها في المعرض الكولومبي العالمي في شيكاغو عام 1897م، في يونيو من عام 1897م، تأسست الرابطة العالمية (Kosmopolit) في نورمبرج وهو نادٍ لجمع البطاقات البريدية يضم آلاف الأعضاء من جميع أنحاء العالم، كانت الجمعية نشطة حتى الحرب العالمية الأولى وفي ذروتها بلغ عدد أعضائها أكثر من 15000 عضو في ألمانيا وحدها، بدأ كيرت تيش وهو أمريكي من أصل ألماني شركة نشر في شيكاغو في عام 1898م.

كانت تركز على طباعة الصحف والمجلات، بعد بضع سنوات في عام 1908م  قدمت شركة (Curt Teich) بطاقات بريدية مطبوعة بواسطة المطابع وعلى مدار العقود القليلة التالية أصبحت أكبر طابعة في العالم للبطاقات البريدية للعرض والبطاقات الإعلانية، نتيجة التطور التكنولوجي منذ بدأ عام 1995م، أصبح استخدام البطاقات البريدية للمراسلات ينخفض لكن بقيَّ بعض  الأشخاص يقومون بالاحتفاظ بها كذكرى.


شارك المقالة: