قصة اختراع التصوير الرقمي

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في التصوير الرقمي:

بدأ تحول التصوير الفوتوغرافي من وسيط تناظري يعتمد على حساسة الضوء إلى التحول للتقنيات الرقمية لأخذ الصور بدقة وجودة عالية وتخزينها في أواخر الثمانينيات مع إدخال أول كاميرات رقمية للمستهلكين في عام 1990م، حيثُ كان الإصدار الأول من (Adobe Photoshop)، برنامج لتعديل ومعالجة ملفات الصور الرقمية.

تمكننا كاميرا التصوير الرقمي من مراجعة الصور التي تم إنشاؤها باستخدام الكاميرا الرقمية على الفور وحفظها في وقت لاحق أو حذفها إذا لم تكن مجدية، هذا يوفر مساحة التخزين ويسمح بعمل المزيد من الصور بجودة أعلى، لا تحتوي الكاميرات الرقمية على فيلم مثل الكاميرات القياسية ولكنها تستخدم مستشعرات حساسة للضوء.

تعمل الكاميرات الرقمية على تحويل شدة الضوء إلى نبضات كهربائية يتم تخزينها بعد ذلك في أجهزة الذاكرة الرقمية كمساحة ألوان (RGB) أو كبيانات أولية، في عام 1968م، اخترع كل من إدوارد ستوب وبيتر كاث وزولت تسيلاجي، الذين عملوا في مختبرات فيليبس في نيويورك، آلة التصوير الرقمي التي قامت بتخزين الصور البصرية على مصفوفة مكونة من مجموعة من الثنائيات الضوئية.

ما هي قصة اختراع التصوير الرقمي؟

عندما تمّ اختراع جهاز (CCD) (جهاز مقترن بالشحن) في عام 1969م، في (Bell Labs) بواسطة (Willard Boyle و George E. Smith) في (AT&T)، أخذ (Fairchild Semiconductor) جهاز (CCD) وقام بتحسينه في عام 1973م، قام ستيفن ساسون، المهندس في (Eastman Kodak)، ببناء أول جهاز تصوير رقمي مسجل في عام 1975م باستخدام (CCD) من (Fairchild Semiconductor)، كان نموذجًا أوليًا عمليًا للكاميرا، لكن ليس البديل التجاري، كان حجمه 4 كجم ويمكنه التقاط صورة (100 × 100) بكسل وتحتاج إلى 23 ثانية لعمل صورة.

كانت الكاميرات الإلكترونية الأولى خطوة نحو الكاميرات الرقمية الحقيقية، سجلت الكاميرات التناظرية الصور كإشارات مستمرة كما فعلت آلات أشرطة الفيديو، كانت الصور بجودة التلفزيون في ذلك الوقت ولكن الكاميرا لم تدخل الإنتاج التجاري، أول كاميرا إلكترونية تمثيلية تجارية كانت (Canon RC-701) والتي ظهرت عام 1984م، كانت هذه الكاميرات باهظة الثمن وكانت جودة الصور منخفضة مقارنة بالفيلم القياسي، لقد احتاجوا أيضًا إلى معدات لالتقاط الصور وطباعتها والتي لم تساعد أيضًا الكاميرات التناظرية في الوصول إلى جمهور أوسع.

تُعد أول كاميرا تصوير رقمي هي (Fuji DS-1P) صنعت في عام 1988م، استخدمت معايير (JPEG وMPEG) لضغط الصور والفيديو على التخزين ولكن (مثل جميع المتغيرات المبكرة) لم تكن ناجحة تجاريًا، أول كاميرا تم بيعها تجاريًا في اليابان كانت (DS-X) بواسطة (Fuji) في ديسمبر عام 1989م، أول كاميرا بيعت تجاريًا على (American Ground) كانت (Dycam Model 1) من عام 1990م ولكنها لم تكن ناجحة تجاريًا لأنّها لم تستطع صنع صور ملونة وكانت باهظة الثمن، الكاميرات الرقمية أكثر حداثة من كاميرات الأفلام.

لم يكن التأثير الكامل للتصوير الرقمي محسوسًا حتى العقد الأول من القرن الجديد، حتى أواخر عام 2001م، تمّ تصوير الأحداث الإخبارية بشكل أساسي بكاميرات الأفلام ونظرًا لإمكانية نقل الصور الرقمية وتحريرها بسرعة أكبر فقد تحولت جميع الصحف والمجلات تقريبًا بحلول نهاية العقد إلى القيام باستخدام الكاميرات الرقمية المصممة للمحترفين، يمتد التلاعب بالحقائق المرئية لزيادة التأثير البصري إلى ما قبل أجهزة الكمبيوتر في القرن التاسع عشر.

سلسلة من حوادث التغيير الرقمي للصور الإخبارية تمت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلقت ضجة وأدّى ذلك إلى وضع قواعد أخلاقية للصحافة تهدف إلى تنظيم تغيير الصور الرقمية، فقد العديد من المصورين الصحفيين وظائفهم بعد أن تبين أنّ صورهم المنشورة قد تم التلاعب بها رقميًا، في حين تفاعل المصورون الصحفيون والوثائقيون مع تقنية التصوير الرقمي، طوّر العديد من الفنانين الذين يستخدمون التصوير الفوتوغرافي أساليب إبداعية استفادت من قابلية التغيير للصور المعدلة رقميًا.

أثّر اختراع التصوير الرقمي على مجالات الموضة والمشاهير، حيث قام المصورون مثل (Inez van Lamsweerde و Vinoodh Matadin) بإعادة تشكيل مظهر العارضين ونجوم السينما باستخدام الكاميرا الرقمية، بدأت المجلات في إرسال صور الغلاف الخاصة بها بانتظام إلى أجهزة التنقيح الرقمية لإزالة الشوائب وإظهار الصور بتقنية عالية.

يمكن القول إنّ التأثير الأكثر عمقًا للتصوير الرقمي هو انتشار التقاط الصور والدّقة في جودة الصور، أدّى تقارب الصور الرقمية الثابتة وصور الفيديو المتحركة وشعبية أدوات تصميم الويب التي سمحت بالرسوم المتحركة والتحكم في الحركة وتحرير الصوت إلى إنتاج ساحة إبداعية لم يكن التصوير فيها سوى أداة واحدة في إنتاج تجارب الوسائط المتعددة، وذلك كله بفضل تقنية التصوير الرقمية.


شارك المقالة: