قصة اختراع الرافعة

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الرافعة؟

تاريخ ابتكار الرافعات واستعمالها في الحضارات القديمة:

منذ القدم وعلماء الآثار يتساءلون حول كيفية بناء المباني الضخمة، بعد قيامهم بالبحث الطويل توصلوا بأنّ الأحجار والمعدات المستعملة في البناء قديمًا تم رفعها باستخدام إمّا الزلاجات والحبال والمنحدرات، على الرغم من عدم وجود الأدلة الدقيقة التي تبين استعمالها لأول مرة، لكن الأدلة تشير إلى اليونان أو الإغريق، بأنهم هم من قاموا باستعمالها قبل الحضارات الأخرى، في المعابد اليونانية في عام 515 ق.م تم العثور على أدلة لآلات بدائية استعملت لرفع مواد البناء الثقيلة.

ومن هنا كانت الحاجة لابتكار أدوات رفع تقوم برفع المواد الثقيلة، لقد تطور تاريخ صناعتها لأداء مهام مختلفة، هناك وثائق قديمة تثبت استخدام السومريين لآلات تشبه الرافعات، وأيضًا تم العثور على أدلة تبين استعمالها من قبل المصريين. جاء ذكر استعمالها في في الإمبراطورية الرومانية عندما زادت أعمال البناء في المباني التي وصلت إلى أبعاد هائلة، لذا تبنى الرومان الرافعة اليونانية وقاموا بتطويرها.

عند التأمل في مباني ستونهنج الضخمة وأهرامات الجيزة والكثير من المباني والمواقع والآثار القديمة في مناطق متنوعة حول العالم، ذلك يظهر القوة الكبيرة لآلات الرفع وقوة الإنسان في ذاك الزمان، حيث أنّ الأشخاص كان لهم مساهمة كبيرة مع الرافعات، الوصف الدقيق للرافعة بأنها من الأجهزة الميكانيكية، تستعمل لرفع المواد الثقيلة وتتميز بقدرتها الكبيرة في حمل مجموعة من الأدوات، وبذلك قامت بتخفيف العمل على الأشخاص أثناء نقلهم المواد الثقيلة.

في الواقع كان لها أثر كبير في إنجاز أعمال البناء والصناعة ورفع جميع أنواع المواد والمنتجات بسرعة وبسهولة، كان العامل الأساسي في بناءها هو الميزة الميكانيكية الهائلة التي تمنحها العجلة الدوارة ذات القطر الكبير التي عملت كمضخم للقوة، عمل الإغريق على إضافة عدة مكونات لها لتحسين مبدأ عملها، حيث تفوقوا على باقي الحضارات القديمة بطرق صناعتها، جاء ذكر ابتكارهم لها في أواخر القرن السادس ق.م.

أهم الأحداث في تاريخ ابتكار الآلة الرافعة:

أُعيد تقديم استعمالها على نطاق واسع في أوروبا الغربية بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية. عُدّت رافعة جدانسك في (بولندا) من أكبر الرافعات في أوروبا في العصور الوسطى، وجدت أدلة تبين بأن مواد حمل ورفع المواد الثقيلة ومن ضمنها الرافعات تم ابتكارها من أنظمة البكرات التي استخدمها سكان بلاد ما بين النهرين القدماء لأول مرة منذ 1500 قبل الميلاد. حيث تم ابتكار البكرات من خلال العالم العظيم أرخميدس خلال فترة (287 – 212) ق.م.

حيث قام أرخميدس بدايةً باستعمالها لرفع سفينة حربية بأكملها، عندما تم تطوير الرافعات أصبح يتم استعمالها في بناء المعابد، أقدم رافعات الميناء تم استعمالها سنة 1244م، كما تم ذكر استعمال لرافعة خشبية خلال سنة 1367م، لكن خلال عام 1442م تم حرقها، في القرن السابع عشر تم بناء الرافعة العلوية التي ترفع البضائع على ارتفاع شاهق حوالي سبعة وعشرون مترًا. كما تم استخدامها في الموانئ والمناجم.

بقيت الرافعات المصممة بعجلات قيد الاستخدام حتى نهاية القرن السابع عشر، فيما بعد تم تصميم الرافعة الدوارة والتي تم استخدامها في العديد من الأمور المختلفة وانتشر استخدامها في العديد من المناطق المختلفة، في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، كان لظهور مصانع الحديد والتطور الكبير في التصنيع إلى قيام الأشخاص بتصنيع الرافعات من الحديد. وكان ذلك من أهم التطورات، حيث تم إنشاءها من الحديد خلال سنة 1834م.

في القرن التاسع عشر، لم يتم استعمالها في الميناء واستعملت بشكل أساسي لإصلاح صواري السفن، وفي عام 1851م، تم استعمالها في العمل على الطاقة البخارية، كانت التكنولوجيا تتطور باستمرار وهي الخطوة الأولى نحو تطوير وابتكار الرافعة الهيدروليكية، تم بناء ذاك النوع المتطور من الرافعات بمواصفات ومواد أفضل من الرافعات في القرن التاسع عشر ولكنها تعتمد على نفس المبادئ الميكانيكية والهيدروليكية التي تم تطويرها منذ قرون.

يتم وضع سائل غير قابل للضغط في ذاك النوع من الرافعات المطورة، عادةً ما يكون ذاك السائل هو الزيت، سمحت لنا الاختلافات في هذه الرافعة بتصميم الرافعات الأكبر حجمًا، اليوم مع التقدم التكنولوجي يتم استعمال آلات الرفع الحديثة في بناء المياني الضخمة والشاهقة والتي تعمل بكفاءة كبيرة، كما أنّ المخترعين والعلماء يقومون بتطوير مبدأ عمل آلات الرفع لجعلها تعمل بشكل بأفضل من السابق.


شارك المقالة: