قصة اختراع السبورة

اقرأ في هذا المقال


السبورة:

على الرغم من أنّ مصطلح السبورة لم يظهر حتى عام 1815م، إلّا أنّ استخدام هذه الألواح المرصوفة بالحصى انتشر بسرعة، القليل من الناس يعلمون بأنّ السبورة هي بالفعل من أحد أهم الأدوات المستخدمة على الإطلاق في الغرفة الصفية، إنّ السبورات السوداء التي نستخدمها في المدارس لم تكن معروفة إلّا في وقت قريب نسبيًا.

كان لاختراع السبورة تأثير هائل على كفاءة الفصل الدراسي نظرًا لبساطتها وفعاليتها واقتصادها وسهولة استخدامها تتمتع السبورة البسيطة والسبورة البيضاء بمزايا كبيرة مقارنةً بالألواح الحديثة المتطورة المعقدة الاستخدام، السبورة تُمكّن الطلبة التدرب على القراءة والكتابة والرياضيات على ألواحهم، سواءً في الفصل أو في المنزل.

ما هي قصة اختراع السبورة؟

يبدأ تاريخ (Blackboard) في العصور القديمة عندما قام الطلاب في بلاد بابل القديمة وسومر بتسجيل دروسهم على ألواح من الطين، كانوا يستخدمون تلك الألواح وهي رطبة ويقومون بمسحها لاستخدامها مرةً أخرى، في الهند في القرن الحادي عشر استخدم المعلمون شيئًا مشابهًا للسبورات التي كانت تستخدم في سومر، في نهاية القرن الثامن عشر كان الطلاب في أوروبا وأمريكا لا يزالون يستخدمون الألواح الفردية المصنوعة من قطع الخشب المطلية والحصى والمؤطرة بالخشب.

كان الورق والحبر باهظي الثمن ولكن الخشب كان وفيرًا ورخيصًا، ممّا يجعلها الخيار الاقتصادي لكن تلك الألواح لم تكن مُجدية، لم يكن لدى المدرسين طريقة لتقديم الدروس لكل الطلاب في الفصل لعدم جدارة تلك الألواح فكانوا يقسمونهم إلى مجموعات، في عام 1801م، ظهر الحل الواضح للمشكلة لأول مرة يعود الفضل إلى جيمس بيلانز، مدير المدرسة ومعلم الجغرافيا في المدرسة الثانوية القديمة في إدنبرة، اسكتلندا في اختراع أول سبورة.

علق قطعة كبيرة من الألواح على جدار الفصل وربط عددًا من الألواح الأصغر حجماً ليجعلهم كلوح واحد كبير، بدأ جورج بارون مدرس الرياضيات في ويست بوينت في استخدام لوحة من الألواح المتصلة مع بعضها البعض وهي الطريقة الأكثر فاعلية لشرح المعلومات للطلاب من غير تقسيمهم لمجموعات وبالتالي اختصار الوقت وسهولة فهم المعلومات وكانت هذه الطريقة ناجحة، في أمريكا، حدث أول استخدام للسبورة المثبتة على الحائط في ويست بوينت في الفصل الدراسي للمدرب جورج بارون، اعتمدت المدارس الأخرى هذا الابتكار الجديد بسرعة.

بحلول منتصف القرن التاسع عشر كان لكل فصل دراسي تقريبًا في أمريكا سبورة سوداء، بقي استخدامها حتى الستينيات من القرن الماضي مع استخدام معلمي المدارس للألواح السوداء، تم تقديم اللوح الأخضر وقد أعُتبر هذا تحسنًا لأنّ مسحوق الطباشير لم يظهر أيضًا عند المسح، كانت السبورات البيضاء متاحة تجاريًا في أوائل الستينيات، لكنها لم تُستخدم على نطاق واسع إلا بعد 30 عامًا، في الثمانينيات من القرن الماضي بدأت السبورة البيضاء في الانتشار، يعود الفضل إلى رجلين في اختراع السبورة البيضاء، الأول هو محارب في الحرب الكورية يُدعى مارتن هايت.

الرجل الآخر كان موظف في شركة إنتاج الفولاذ المطلي بالمينا (ألاينس) يُدعى ألبرت ستاليون، كان لا بد من مسح السبورات البيضاء بقطعة قماش مبللة تم اختراع مساحات السبورة الجافة للسبورة البيضاء في عام 1975م، بدأ استخدام السبورات البيضاء بشكل شائع من قبل الشركات في أوائل التسعينيات وبحلول منتصف لتسعينيات كانت 21٪ من المدارس الأمريكية تستخدمها، كانت اللوحات البيضاء الأولى باهظة الثمن وكانت مصنوعةً من الفولاذ المطلي بالمينا، ثم تم إنتاج إصدارات أرخص، بما في الألواح الفولاذية المطلية بطلاء أبيض غير لامع أو أبيض لامع، وعادةً ما تكون من البوليستر أو الأكريليك.

تُعتبر الألواح المطلية بالمينا أكثر تكلفة وأقل استخدامًا في البيئات التجارية، ذلك أدّى إلى زيادة استعمال السبورات البيضاء بسرعة في منتصف التسعينيات وأصبحت عنصرًا أساسيًا في العديد من المكاتب وغرف الاجتماعات والفصول الدراسية في المدارس وبيئات العمل الأخرى، اخترع جيري وولف من مختبرات تيكفورم نوعًا واحدًا من أقلام السبورة يُسمى قلم السبورة البيضاء وحصل على براءة اختراع لاحقًا بواسطة في عام 1975م.

تم تصنيع السبورات السوداء تجارياً والألواح الخشبية بطلاء سميك من البورسلين، في القرن العشرين كانت السبورة عبارة عن فولاذ مطلي بالبورسلين ويمكن أن تدوم من 10 إلى 20 عامًا، على الرغم من أنّ السبورات السوداء لا تزال شائعة في المدارس، خاصةً في المدارس القديمة، لكن تميل المدارس الحديثة اليوم إلى استخدام السبورة البيضاء لسهولة استخدامها وأصبحت أكثر شيوعًا في الفصول الدراسية بسبب المخاوف بشأن المشكلات الصحية لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية غبار الطباشير.


شارك المقالة: