قصة اختراع السيارات ذاتية القيادة

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع السيارات ذاتية القيادة؟

تاريخ اختراع السيارات ذاتية القيادة وجهود العلماء بابتكارها:

أصبحت السيارات ذاتية القيادة أمرًا واقعيًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً من قبل المخترعين لبدء التفكير في تصميم تلك المركبات المتطورة، في عام 1925م، عرض المخترع فرانسيس هودينا سيارة يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، قادها في شوارع مانهاتن دون أن يجلس أحد على عجلة القيادة، يعتقد آخرون بأنّ مفهوم السيارة المستقلة يعود إلى معرض فوتثرما، في معرض نيويورك العالمي عام 1939م.

في ذلك الوقت أنشأت جنرال موتورز ذاك المعرض لعرض رؤيتها لما سيبدو عليه العالم خلال 20 عامًا، وتضمنت هذه الرؤية نظامًا آليًا للطرق السريعة من شأنه أن يوجه السيارات ذاتية القيادة. في نفس العام 1939م، ابتكر نورمان بيل جيديس سيارة ذاتية القيادة، والتي كانت مركبة كهربائية موجهة بواسطة الحقول الكهرومغناطيسية التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو والتي تم إنشاؤها باستخدام مسامير معدنية ممغنطة مثبتة في الطريق.

بحلول عام 1958م، جعلت جنرال موتورز هذا المفهوم حقيقة واقعة. كانت الواجهة الأمامية للسيارة مدمجة بأجهزة استشعار تُسمّى ملفات الالتقاط التي تتمكن من اكتشاف التيار المتدفق، يمكن التلاعب بالتيار لإخبار السيارة بتحريك عجلة القيادة إلى اليسار أو اليمين، وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، كانت السيارة التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو قادرة على تشغيل محركها، وتغيير التروس.

في عام 1969م، وصف جون مكارثي الذي اشتهر بأنه أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي، شيئًا مشابهًا للمركبة المستقلة الحديثة التي يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر، وأشار إلى إمكانية تصميم سيارات ذاتية القيادة متطورة للغاية، كانت اقتراحاته حول إمكانية الأشخاص استخدام تقنيات حديثة مُركبة داخل مركبة القيادة والتي ستحث السيارة على التحرك من غير سائق، حثت وشجعت اقتراحات مكارثي الباحثين للعمل على تطوير تصميم السيارة ذاتية القيادة.

أهم الأحداث في تاريخ ابتكار السيارة ذاتية القيادة:

في عام 1977م، طور اليابانيون فكرة استخدام نظام كاميرا ينقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر داخل السيارات ذاتية القيادة، يمكن لهذه السيارة أن تسير فقط بسرعات تقل عن 20 ميلاً في الساعة، جاء التحسن من الألمان بعد عقد من الزمان في ابتكار مركبة مزودة بكاميرات يمكنها القيادة بأمان بسرعة 56 ميلاً في الساعة، كتب الباحث في جامعة كارنيجي ميلون دين بوميرلو رسالة دكتوراه تصف كيف يمكن للشبكات العصبية المتطورة أن تسمح للمركبة ذاتية القيادة بالعمل.

أيضًا كتب ميلون بوميرلو حول طرق التحكم في توجيه عمل تلك المركبات من غير سائق، لم يكن بوميرلو الباحث الوحيد الذي يعمل على استخدام التقنيات الحديثة في تلك المركبات، لكن استخدامه للشبكات العصبية أثبت أنها أكثر فعالية وتحكمًا في آلية عمل السيارات ذاتية القيادة في عام 1995م، بدأ بوميرلو وزميله الباحث تود جوشيم تجربة نظام السيارة ذاتية القيادة (Navlab)، قطعت تلك السيارة ذاتية القيادة مسافة 2797 ميلاً من بيتسبرغ إلى سان دييغو.

بدأت أنظمة تصميم السيارات الذاتية في الظهور إما كمعدات قياسية أو اختيارية، لقد تمكن العلماء من إظهار أنّ المستشعرات الحديثة يمكن التحكم بها واستعمالها داخل المركبات، تعتمد تقنية المركبات الذاتية على إمكانيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، من المتوقع أن تجلب المركبات ذاتية القيادة معها بعض الفوائد المختلفة، ولكن أهمها هو تحسين السلامة على الطرق، من المرجح أن ينخفض ​​عدد الحوادث بشكل كبير.

أطلقت (Google) مشروع السيارة ذاتية القيادة في عام 2009م، المعروف باسم (Waymo) كان بقيادة سيباستيان ثرون، المدير السابق لمختبر ستانفورد للذكاء الاصطناعي لـ(Google Street View) بحلول عام 2013 م، كانت شركات السيارات بما في ذلك جنرال موتورز وفورد ومرسيدس تعمل على تقنيات القيادة الذاتية الخاصة بها، من وجهة نظر فنية وقانونية، كانت التكنولوجيا المتاحة للمستهلكين في 2010 مؤتمتة جزئيًا.

في عام 2018م، كشفت شركة (Nvidia) عن شريحة جديدة للسيارة ذاتية القيادة، تُسمّى (Xavier)، تشتمل على الذكاء الاصطناعي. أعلنت الشركة بعد ذلك أنها دخلت في اتفاق تعاون مع شركة فولكس فاجن لتطوير الذكاء الاصطناعي للسيارات ذاتية القيادة، في حين أنه ليس أول جهد لإدخال الذكاء الاصطناعي على السيارات ذاتية القيادة.

يستمر العمل على المركبات ذاتية القيادة الكاملة، بهدف جعل قيادة السيارة أكثر أمانًا وبساطة في العقود القادمة، وجد تقرير الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة لعام 2015 أن 94 في المائة من حوادث المرور تحدث بسبب خطأ بشري وبذلك من المتوقع أن تجعل المركبات ذاتية القيادة الطرق أكثر أمانًا للجميع.


شارك المقالة: