قصة اختراع الطائرات ذاتية القيادة

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الطائرات ذاتية القيادة؟

تاريخ ابتكار الطائرات ذاتية القيادة وبداية استعمالاتها:

شهدت الطائرات ذاتية القيادة نموًا وتطورًا سريعًا عبر السنين الماضية، كان استخدامها الأساسي كأسلحة حربية، ومع ذلك وجدت الطائرات ذاتية القيادة مجموعة واسعة من التطبيقات للاستخدام المدني، واليوم يتم استخدامها للعديد من الوظائف في مختلف البلدان حول العالم، وظهرت في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، وتم استخدامها في الأغراض العسكرية.

قد يعود تاريخ ابتكارها تحديدًا إلى عام 1849م، عندما هاجمت النمسا البندقية باستخدام بالونات محشوة بالمتفجرات، تم إطلاقها بواسطة طائرات ذاتية القيادة، لكنها لم تنجح في إطلاقها كاملة، ومع ذلك من المثير للاهتمام أنّ المفهوم الأساسي للطائرات ذاتية القيادة كان يتم دراسته من قبل التقنيين العسكريين منذ أكثر من 170 عامًا.

السمة المشتركة للعديد من الطائرات ذاتية القيادة التجارية الحديثة هي تكوين طائرات كوادكوبتر، تلك الطائرات يتم التحكم بها من خلال أجهزة التحكم عن بعد أو بأجهزة كمبيوتر مركبة على متنها، أو بشكل مستقل من خلال أنظمة تقنية متطورة في أنظمتها المدمجة، وتعمل جنبًا إلى جنب مع أجهزة الاستشعار على متن الطائرة.

في عام 1907م، قام الأخوان جاك ولويس بريجيه، بمساعدة عالم الفسيولوجيا الفرنسي البروفيسور تشارلز ريشيت، بتطوير نموذجًا مبكرًا لطائرتهما ذاتية القيادة التي سبقت المروحية، لكن وكمثل الطائرات التي استخدمها الجيش النمساوي قبل أكثر من 50 عامًا، لم تكن طائرات الأخوان جاك ولويس بريجيه من الناحية الفنية تعمل بشكل عملي كمبدأ عمل الطائرة ذاتية القيادة التي نعرفها اليوم.

أهم الأحداث في تاريخ ابتكار الطائرات ذاتية القيادة:

خلال حوالي (1915-1920)م، كان هناك تطور كبير في مجال التكنولوجيا لتطوير طائرات ذاتية القيادة تم تطوير أول طائرة ذاتية القيادة عملية سنة 1916م، وذلك بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى والتي أطلق عليها اسم (Ruston Proctor Aerial Target) استخدمت هذه الطائرات نظام توجيه لاسلكي طوره المهندس البريطاني أرشيبالد لو، باستخدام فريق تم اختياره بعناية من حوالي 30 رجلاً، بنى المهندس (Low) طائرة بدون طيار تم إطلاقها من الجزء الخلفي باستخدام الهواء المضغوط.

في عام 1917م، اخترع لو وفريقه أيضًا أول صاروخ لاسلكي، على الرغم من أن مشاريع (Low) قد حققت نجاحًا كبيرًا، ولُقّب (Low) بـ”أبو أنظمة التوجيه اللاسلكي”، إلّا أنّ الجيش البريطاني لم يتابع عمله بعد الحرب ولم تقدر الحكومة البريطانية الجهود المستمرة لابتكارات لو، في الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأت البحرية الأمريكية في تجربة الطائرات التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، ممّا أدى إلى تطوير طائرة ذاتية القيادة (Curtiss N2C-2) في عام 1937م.

كما طور البريطانيون طائرة ذاتية القيادة وهي (Queen Bee)، أيضًا يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، ومع ذلك، فإنّ الفضل الفعلي لاختراع طائرة ذاتية القيادة يتم التحكم فيها عن طريق الراديو يعود للمخترع إدوارد إم سورنسن، الذي حصل على براءة اختراع لاختراع يستخدم محطة أرضية لتتبع تحركات الطائرة، كانت الطائرة ذاتية القيادة (Radioplane OQ-2)، بواسطة المخترع ريجينالد ديني والمهندس والتر رايتر في ثلاثينيات القرن الماضي أول إنتاج ضخم للطائرات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة.

ما هي أبرز التطورات في تاريخ ابتكار الطائرات ذاتية القيادة؟

كان أبرز حدث في الحرب العالمية الثانية، فيما يتعلق بالطائرات ذاتية القيادة، ظهور طائرات (Doodlebugs) للجيش الألماني. كانت هذه الطائرات مجهزة بطائرات نفاثة تعمل ببراعة واحترافية، حدثت الخطوة الكبيرة التالية في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار خلال حرب فيتنام، شهدت هذه الحرب أول انتشار واسع النطاق لاستخدام طائرات بدون طيار، ليس ذلك فحسب، بل بدأ استخدامها أيضًا في مجموعة من الوظائف، مثل القيام بإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة.

ظهرت الحاجة إلى الطائرات ذاتية القيادة أيضًا للعديد من الدول الأخرى حول العالم، والتي بدأت أيضًا في استكشاف استخدام الطائرات بدون طيار لمختلف التطبيقات العسكرية. أصبحت نماذج تصنيع الطائرات بدون طيار أكثر تعقيدًا حيث ركز المصممون على تحسين القدرة على التحمل والارتفاع، في عام 1986، بدأ مطورو الطائرات في تركيز انتباههم على مصادر الطاقة البديلة للطائرات ذاتية القيادة.

أصبح يتم تجهيز الطائرات بدون طيار بالكاميرات أمرًا شائعًا في التصوير التجاري وتصوير الفيديو، كان هذا نتيجة دمج الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد (RC) وتكنولوجيا الهواتف الذكية. تُعد القوات المسلحة الأمريكية لوحدها لديها أسطول من عشرات الآلاف من الطائرات ذاتية القيادة اليوم، تُستخدم الطائرات ذاتية القيادة في مجموعة واسعة من الوظائف، ويتم تصنيعها بعدة أحجام حسب الاستخدام.


شارك المقالة: