ما هي قصة اختراع عربات الخيول؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع عربات الخيول:

قديمًا منذ آلاف السنين قبل تطور وسائل النقل ونظرًا لغياب التكنولوجيا، قام البشر باستعمال طرق بدائية تساعدهم في شؤون حياتهم المختلفة، وقد استعمل الأشخاص عدة طرق ليقوموا بالتنقل عبر المسافات البعيدة، قبل العربات كان الأشخاص يتنقلون بواسطة الحيوانات، في وقت اختراع العجلة، تم استخدام العربات التي تجرها الأحصنة لنقل الأشخاص، كما عُدّ الحصان والعربة أحد أبسط وسائل النقل التي عرفها الإنسان، واستعملت منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد.

تصميمها كان بشكل بدائي للغاية على شكل صندوق خشبي أو أوتاد خشبية، وجدت الكثير من الأدلة التاريخية على استعمالها قبل سنوات بعيدة وحتى أنه عثر على رسوم تبين استخدامها، يظهر دليل قديم يعود لاستعمالها بواسطة العجلات في بولندا تعود لحوالي 3370 قبل الميلاد، أيضًا تم العثور على رسومات لاستخدامها ظهرت لأول مرة في ثقافة سينتاشتا بتروفك، أيضًا أدلة لاستعمالها في بلاد ما بين النهرين حوالي 3000 قبل الميلاد.

في ذاك الزمان البعيد كانت تتكون من عجلتين مصممة لشخصين إلى أن تم تغيير تصميمها مع الوقت، أيضًا تم استخدام حصان أو اثنين لجرها، يقول المؤرخون بأنه في كل حضارة كان الشكل للعربات تقريبًا نفسه لم يتغير كثيرًا، وُجِدت أعمال فنية وكتابات في الثقافة اليونانية والآشورية تعود إلى عام 1800 قبل الميلاد، تظهر بأنه كان يتم اعتماد العربات ذات الخيول كأهم وسيلة نقل في ذاك الوقت، أيضًا تم استعمالها في الحروب القديمة في كل من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.

لعب استخدامها دورًا بارزًا في المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى، وانتشر استعمالها من قبل التجار لأمور التجارة، كان الأشخاص في الحضارات القديمة من يمتلكون حصانان أو أكثر يستعملونها لنقل البضائع الثقيلة، عدا عن كونها وسيلة نقل مهمة، في روما القديمة كان كل من (essedum) و(cisium) عربات بخيول تستعمل لنقل الركاب، خلال فترة القرن الثالث عشر، تطورت العربة إلى شكل رباعي العجلات على عكس العربات السابقة ذات العجلتين.

في القرن الرابع عشر بدأت التطورات في تصميمها تزداد شيئًا فشيئًا، تميزت بمجموعة من إضافة العجلات الخلفية كبيرة الحجم هذا منح الركاب راحة أكبر بالإضافة إلى إضافة العجلتان الأماميتان كبيرات الحجم، وكان من الممكن جرها بواسطة حصان واحد، تمت صناعة هذه المركبات في المجر، في القرن الخامس عشر الميلادي أصبحت الطبقات الثرية الأوروبية يقومون باستعمال عربات تجرها الخيول مغلقة للنقل، وبحلول القرن السادس عشر انتشرت في جميع أنحاء أوروبا الغربية.

في القرن السابع عشر، تمت تصميمها لركوب أكثر أمانًا وسلاسة، تم إجراء بعض التعديلات على حجمها لتصبح أخف وزنًا، في الوقت نفسه تمت تزيينها بإضافة نوابض فولاذية وأقواس جلدية، تم تحسين بعض هذه العربات من خلال إحاطة الخشب والزجاج والقماش، بدءًا من منتصف القرن الثامن عشر تقريبًا تم بناء عربات تجرها الخيول بأشكال متنوعة، تعاون بناة المركبات والرسامون والمنجدون لإنتاج عربات ذات أشكال وتصاميم بشكل عصري.

اختلف أسلوب وتقاليد استعمالها حسب كل منطقة بالعالم على مر القرون، على سبيل المثال في الحضارات القديمة مثل الحضارات الفرنسية والبريطانية كان السائق يجلس على مقعد مرتفع في المقدمة، وغالبًا ما كانت تجرها حصانان إلى أربعة اعتمادًا على وزن العربة، في القرنين التاسع عشر والعشرين في إسبانيا، كان الأشخاص يقودون أعداد كبيرة من العربات، في جنوب إفريقيا القرن التاسع عشر، تم استخدام ستة خيول أو ثيران مع عربة لحرث التربة.

عبر التاريخ تم تسجيل أكثر من ثلاثمائة نوع مختلف من العربات القديمة بأشكال عديدة، في الواقع بحلول القرن التاسع عشر، كان يُنظر إلى اختيار المرء لها على أنها رمز تعكس مكانة الشخص وذوقه الشخصي، جاءت نهاية العربات في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

مع ابتكار خطوط السكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر، لم يعتمد الأوروبيون الأثرياء على العربات، وعندما بدأ وقت الثورة الصناعية كان هناك الكثير من وسائل النقل المتطورة، وأصبح الأشخاص يستخدمون السيارات من تسعينيات القرن التاسع عشر فصاعدًا، كما أدى ظهور الحافلة الآلية إلى اختفاء هذه العربات التي استعملت خلال طوال السنين الماضية، من أكثر استخداماتها شيوعًا في الوقت الحاضر في جولات المدينة مدفوعة الأجر أو حتى سيارات الأجرة في المدن.


شارك المقالة: