قصة اختراع العلب المعدنية

اقرأ في هذا المقال


العلب المعدنية:

في مختلف أنحاء العالم، تُعتبر صناعة العلب المعدنية صناعة لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال ليس فقط للمعلبات، بل تم استخدامها أيضًا في حفظ المشروبات وعلب الذرة والعديد من الأمور، صناعتها امتدت لعقود طويلة حتى وصلت لنا بشكلها الحالي، إنّ تاريخ العلب المعدنية هو حرفياً تاريخ الحضارة الغربية وابتكارها، كانت بداية التطور في الولايات المتحدة.

قبل قرنين من الزمان تم تصميمها وابتكارها لدعم القوى العالمية حول العالم، اليوم يمكن أن تكون قوة اقتصادية كبرى، أكثر من 130 مليار علبة يستخدمها الأمريكيون كل عام كصناعة تبلغ قيمتها ثمانية مليارات دولار مع 200 مصنع في 38 ولاية، توظف أكثر من 35 ألف موظف، لقد تطورت صناعتها بالسرعة التي نما بها طلب المستهلك؛ من العبوات المصنوعة من الصفيح الخام المصنوعة يدويًا إلى العبوات خفيفة الوزن والقابلة لإعادة التدوير والتي يتم إنتاجها ميكانيكيًا اليوم.

ما هي قصة اختراع العلب المعدنية؟

نظرًا لأنّنا أصبحنا نعتمد كثيرًا على استخدامنا لها، فهي تقريبًا تستخدم في كل كل منزل، لعبت دورًا أساسيًا من خلال جعل المنتجات التي نريدها أرخص وأكثر أمانًا وأسهل ومتاحةً بشكل أوسع ممّا مضى، بدأ تاريخ تصنيعها واستعمالها في عام 1795م عندما قدمت الحكومة الفرنسية جائزة قيمة لمن يستطيع صناعة وابتكار طريقة لحفظ المعلبات، قام نيكولاس أبيرت بابتكار علب معدنية وقد منحته الحكومة الفرنسية 12000 فرنك لذلك الابتكار القيم.

بناءً على طريقة أبيرت حصل الفرنسي فيليب دي جيرارد على براءة اختراع في صناعتها وتطويرها وباع براءة اختراعه في عام 1811م إلى برايان دونكين وجون هول اللذين طوروا عملية صناعة العلب ووجدوا طريقة في صناعة علب محكمة الإغلاق، في البداية، كانت عملية التعليب بطيئة وكثيفة العمالة ومكلفة وقد أدّى ذلك إلى ارتفاع أسعار الأغذية المعلبة بالنسبة للفقراء والطبقة المتوسطة، ارتفع الطلب على الأطعمة المعلبة خلال الحرب العالمية الأولى.

بدأ صانعو العلب في التنافس مع بعضهم البعض كما قاموا بخفض الأسعار ومع ذلك كانت عملية تصنيع العلب لا تزال بدائية وغالبًا ما تتم في مصانع تعليب صغيرة ذات بيئات عمل غير صحية، حصل تاجر بريطاني بيتر دوراند على أول براءة اختراع لفكرة حفظ الطعام باستخدام علب الصفيح المعدنية، تم منحه براءة الاختراع في 1810م من قبل الملك جورج الثالث ملك إنجلترا.

حوالي (1812-1825)م، قام السير ويليام إدوارد باري ببعثتين في القطب الشمالي إلى الممر الشمالي الغربي في عشرينيات القرن التاسع عشر وزود نفسه بعلب معدنية لحفظ الأطعمه معه في رحلاته، في عام 1818م، تم إدخال العلبة المطلية بالقصدير في أمريكا وقد قام بتقديمها بيتر دوراند، في عام 1825م، حصلت (Kensett) على براءة اختراع تطويرها لصناعة العلب المطلية بالقصدير، في عام 1847م حصل ألين تايلور على براءة اختراع لعلبة قصدير مختومة آليًا.

في وقت الثورة الصناعية وبعد التوسع في صناعة الآلات، تم ظهور آلات تصنيع العلب الأوتوماتيكية لأول مرة، زادت الآلات من إنتاج العامل الفردي من خمس أو ست علب في الساعة إلى 50 أو 60 في الساعة، في بداية القرن التاسع عشر، كانت صناعة العلب تتطور بسرعة، تم تصميم أغطية للعلب سهلة الفتح للمنتجات الغذائية، في عام 1957م تم تقديم الألمنيوم كحل أكثر متانة وقابلية لإعادة التدوير لصناعة العلب المعدنية.

عام 1866م، تم منح (E.M Lang of Maine) براءة اختراع لإغلاق علب الصفيح عن طريق صب أو إسقاط قضيب اللحام لحكم إغلاق العلب، بحلول وقت الحروب العالمية الكبرى، كانت العلب جزءًا لا يتجزأ من الحياة الأمريكية، اخترع (Max Ams) العلبة الصحية في عام 1888م ولكنها لم تصل إلى السوق حتى عام 1904م، أيضًا في عام 1898م قامت شركة جورج دبليو كوب بإتقان إنتاج العلب المعدنية الصحية أخيرًا، بعد عامين إضافيين تم اعتمادها لتعليب الطعام في أوروبا.

عام 1927م، قام إريك روثيم من النرويج بتصميم علبة الأيروسول وقد حصل على براءة اختراع لأول علبة وصمام يمكن أن يحمل ويوزع المنتجات، كما أنّ جنود الولايات المتحدة قد قاموا باستخدامها خلال الحرب العالمية الثانية، خلال منتصف القرن التاسع عشر، أصبح الطعام المعلب أمرًا مهمًا بين الطبقة الوسطى الأوروبية، أدّت زيادة عملية التعليب إلى جانب الزيادة الهائلة في عدد سكان المناطق الحضرية في جميع أنحاء أوروبا إلى زيادة الطلب على الأغذية المعلبة.

تبع ذلك العديد من الاختراعات والتحسينات وبحلول أواخر القرن التاسع عشر تطورت صناعة العلب الفولاذية المصنوعة آليًا، اليوم نتيجة للتقدم التكنولوجي أصبح هناك تطورات جديدة ومثيرة في طرق تصنيع العلب، حيث يتم تصنيع العلب المعدنية وتصميمها بشكل يتناسب مع احتياجات المستهلك.


شارك المقالة: