قصة اختراع الكرسي المتحرك

اقرأ في هذا المقال


الكرسي المتحرك:

تتراوح الكراسي المتحركة من الطرز الكبيرة الضخمة التي تتحرك يدويًا إلى الموديلات عالية التقنية التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتي يمكنها صعود السلالم، يعتمد تصميم الكراسي المتحركة القياسية الحديثة على ما يسمّى بتصميم الإطار المتقاطع الذي تم تقديمه في عام 1932م.

عادةً يتكون الكرسي المتحرك من أربع عجلات، عجلتان كبيرتان في الخلف، تستخدمان لدفع الكرسي المتحرك وعجلتين صغيرتين في المقدمة، تنقسم الكراسي المتحركة إلى فئتين: يدوية وكهربائية، يتم تشغيل الكرسي المتحرك اليدوي إمّا بواسطة الفرد الذي يستخدم الكرسي المتحرك أو بواسطة مساعد، توجد الكراسي المتحركة اليدوية الأكثر شيوعًا في المستشفيات ودور رعاية المسنين ويتم دفع الكرسي المتحرك الذي يعمل بالكهرباء بواسطة مصدر طاقة كهربائي (عادةً بطارية ومحرك كهربائي).

في البداية، استخدم المصنعون الفولاذ في جميع الكراسي المتحركة اليدوية (الفولاذ الطري في المقام الأول) بسبب تكلفته المنخفضة وسهولة تشغيله الآلي، فيما بعد حدثت تطورات عديدة في المواد المستخدمة في تصنيع الكراسي المتحركة، تُصنع معظم الكراسي المتحركة الحديثة باستخدام الفولاذ والألمنيوم والتيتانيوم في المقام الأول.

ما هي قصة اختراع الكرسي المتحرك؟

على وجه التحديد إنّ اختراع الكراسي ذو العجلات واستخدامه للمعاقين غير معروف، يشك بعض العلماء في أنّ تاريخ الكرسي المتحرك يبدأ في وقت ما بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد وربما مع تطوير العربات ذات العجلتين، ربما دخلت الكراسي ذات العجلات أوروبا حوالي القرن الثاني عشر، مع ذلك فإنّ أول استخدام مسجل للكراسي ذاتية الدفع من قبل المعوقين في أوروبا يعود إلى القرن السابع عشر، تم اختراع كرسي متحرك عام 1595م لفيليب الثاني ملك إسبانيا من قبل مخترع غير معروف.

في ذلك القرن صنع الميكانيكي والمخترع الألماني يوهان هاوتش عدة كراسي دوارة في نورنبرج، وحوالي عام 1655م صنع صانع الساعات الألماني ستيفان فارفلر كرسيًا بثلاث عجلات يمكن دفعه باستخدام مقبض دوار على العجلة الأمامية، منذ أواخر القرن السابع عشر، تم تصميمها كوسيلة نقل في المقام الأول للأثرياء، في القرن الثامن عشر بدأت الكراسي المتحركة تظهر في كتالوجات الأدوات الجراحية والطبية، حيث تم الإعلان عنها كمركبات نقل للمرضى، على غرار الكراسي الحديدية كانت كان هناك الكراسي المصنوعة من الخيزران ذات العجلات الكبيرة لكنها لم تفي في الغرض.

حوالي عام 1750م قدم المخترع الإنجليزي جيمس هيث كرسي مخصص للاستخدام للمقعدين، كان الكرسي المتحرك وسيلة نقل شائعة لا سيما في بريطانيا الفيكتورية حيث كان بمثابة جهاز للمصابين أو المرضى أو المعاقين وكوسيلة نقل، في منتصف القرن التاسع عشر، تم إدخال الكراسي المتحركة ذات الإطارات والمقاعد الخشبية وظهورها المصنوعة من قصب السكر.

كما تم استخدامها على نطاق واسع في الولايات المتحدة من قبل قدامى المحاربين في الحرب الأهلية، في عام 1783م، اخترع جون داوسون من مدينة باث بإنجلترا كرسيًا متحركًا سمّي على اسم مدينة باث، صمم داوسون كرسيًا بعجلتين كبيرتين وأخرى صغيرة، تفوقت مبيعات كرسي باث المتحرك على جميع الكراسي المتحركة في ذلك الوقت.

تطورات في صناعة الكرسي المتحرك:

في القرن التاسع عشر، تم إدخال تعديلات أخرى مثل العجلات السلكية والإطارات المطاطية، حتى مع هذه التطورات ظل التنقل المستقل مع معظم الكراسي المتحركة مقصورًا على حدود البيئات الداخلية، كان أحد أكثر التطورات المحورية في تكنولوجيا الكراسي المتحركة في القرن العشرين هو اختراع الكرسي المتحرك القابل للطي، المصنوع في البداية من الفولاذ الأنبوبي والذي سمح للأفراد المعاقين باستخدام كراسيهم المتحركة خارج منازلهم أو مرافق الرعاية، في عام 1900م، تم استخدام أول عجلات بقضبان على الكراسي المتحركة، في عام 1916م، تم تصنيع أول كرسي متحرك بمحرك في لندن.

تم تطوير التصميمات الأولى القابلة للطي والكراسي الفولاذية الأنبوبية خلال العقد الأول من القرن، في وقت لاحق في عام 1932م، قدم مهندس التعدين الأمريكي هربرت أ. إيفرست والمهندس الميكانيكي الأمريكي هاري سي جينينجز الكرسي المتحرك ذي الإطار المتقاطع والذي أصبح التصميم الأساسي للكراسي القابلة للطي، قام الرجلان فيما بعد بتشكيل شركة (Everest & Jennings، Inc) والتي أصبحت شركة رائدة في تصنيع الكراسي المتحركة واحتكرت سوق الكراسي المتحركة لسنوات عديدة.

تم رفع دعوى ضد الاحتكار بالفعل ضد (Everest & Jennings) من قبل وزارة العدل، التي اتهمت الشركة بتزوير أسعار الكراسي المتحركة، تمت تسوية القضية أخيرًا خارج المحكمة، ركزت التطورات اللاحقة في تصميم الكراسي المتحركة بشكل أساسي على زيادة الأداء، حدثت العديد من التطورات حيثُ تم استخدام الكراسي المتحركة في الرياضة، ممّا ألهم في تطوير نماذج الكراسي ذات الوزن الخفيف، تضمنت التصاميم التجريبية المؤثرة صناعة كرسي (Quickie) وهو كرسي متحرك خفيف الوزن تم تقديمه في عام 1979م بواسطة (Marilyn Hamilton و Jim Okamoto وDon Helman).

الكرسي المتحرك الكهربائي:

قام المخترع العظيم الكندي جورج كلاين مع طاقم من المهندسين باختراع كرسي كهربائي عندما كانوا يعملون في المجلس الوطني للبحوث في كندا لكي يقوموا بمساعدة المحاربين المصابين في الحرب العالمية الثانية، كانت الكراسي المتحركة الكهربائية المبكرة في الأساس عبارة عن كراسي متحركة قياسية مزودة بمحركات والتي أصبحت تُعرف باسم الكراسي المتحركة الكهربائية التقليدية، في وقت لاحق تم إدخال الكراسي المتحركة ذات القاعدة الكهربائية حيث تم وضع المحرك والبطاريات أسفل عنصر الجلوس في الكرسي.

من خلال فصل مكون محرك الكرسي عن عنصر الجلوس، تمكن مطورو الكراسي المتحركة من فتح آفاق جديدة في بيئة عمل الكراسي المتحركة، تضمنت التحسينات الإضافية للكراسي المتحركة الكهربائية تحسينات في أجهزة التحكم المتناسبة والمعالجات الدقيقة وتقنيات الكمبيوتر الأخرى، بالنسبة لكل من الكراسي المتحركة اليدوية والكهربائية، شهد القرن العشرين تحسينات رئيسية في تصميم المقاعد ممّا أدّى إلى التخفيف من مشاكل مثل تقرحات الضغط وإضافة الدعم للأشخاص المتأثرين بظروف مثل تشوهات الهيكل العظمي.

ساعدت التطورات في القدرة على الراحة والموثوقية معًا الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة بشكل كامل في الأنشطة الاجتماعية، في القرن الحادي والعشرين، أصبح دمج التقنيات الناشئة عنصرًا متزايد الأهمية في تصميم الكراسي الكهربائية المتحركة، من بين التصميمات الجديدة التي تم تقديمها في الجزء الأول من القرن الكرسي المتحرك المدعوم بالطاقة (PAPAW)، كان (PAPAW) عبارة عن مزيج من تقنيات الكراسي المتحركة الكهربائية واليدوية التي تستخدم محركات الطاقة التي يستخدمها المستخدم في إحدى حافات الدفع للكرسي الكهربائي.

اخترع (John Donoghue) جهاز (Braingate) وهو عبارة عن تقنية كرسي متحرك جديدة مخصصة للمرضى أصحاب القدرة المحدودة على الحركة والذي لولا ذلك سيكون لديهم مشاكل في استخدام كرسي متحرك بمفردهم، يتم وضع جهاز في الكرسي المتحرك ويتم توصيله بجهاز كمبيوتر حيث يمكن المريض إرسال أوامر من خلال ذلك الجهاز الذكي تؤدي إلى قيام   الكرسي المتحرك بالتحرك إلى الوجهة التي يريدها الشخص تسمّى تلك التكنولوجيا (BCI).


شارك المقالة: