قصة اختراع المرحاض

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع المرحاض؟

كيف بدأت فكرة ابتكار المرحاض في الحضارات المختلفة؟

إنّ ابتكار المراحيض يُعد من أهم الابتكارات على مر الأزمان، يعود تاريخ استخدامه إلى ما لا يقل عن 5000 عام استخدمته العديد من الحضارات القديمة لكن بشكل مختلف عن المراحيض المستخدمة في وقتنا الحالي، كانوا يستخدمون أنظمة المراحيض القديمة خاصة حضارة الرومان وحضارة هارابا (Harappa) في وادي السند، كان عبارة عن مجموعة متنوعة من الحمامات العامة، في القرن الحادي عشر، تم استحداث أماكن خاصة فقط لاستخدام المرحاض.

كانت هذه الحمامات المبكرة معروفة باسم (Garderobes)، لكن لا يوجد أدلة تُبين من هو أول من قام باستخدامها على الرغم من أنّ الحفريات الأثرية في شمال غرب الهند وكشفت عن أنظمة صرف عمرها 4000 عام والتي ربما كانت عبارة عن مراحيض، فليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الحال بالفعل، مع ذلك فإن ابتكار المرحاض الأول يذهب إمّا إلى الأسكتلنديين في مستوطنة من العصر الحجري الحديث يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد، أو إلى الإغريق.

حيث قام الإغريق ببناء قصر كنوسوس (في 1700 قبل الميلاد) بأحواض كبيرة من الخزف متصلة بإمدادات المياه المتدفقة يتم استخدامها كالمراحيض، بحلول عام 315 بعد الميلاد، كان لدى روما 144 مرحاضًا عامًا، تم اكتشاف مرحاض في مقبرة ملك صيني من أسرة هان الغربية تعود إلى 206 قبل الميلاد، تم استبدال المراحيض العامة في النهاية بـ “صوان”، صندوق به مقعد وغطاء أو وعاء نحاسي، خلال القرن السادس عشر، اكتشفت أوروبا مرافق الصرف الصحي الحديثة.

في أواخر العصور الوسطى، تم إدخال نظام صرف صحي يمكن مقارنته بنظام الإمبراطورية الرومانية، عام 1206م، اخترع المخترع العربي الجزري جهازًا لغسل الأيدي مستخدمة الآن في المراحيض الحديثة، تميز جهازه بآلية ملء الحوض بالماء، عندما يسحب المستخدم الرافعة يتم تصريف المياه لتعيد ملء الحوض، في عام 1582م، أنشأت لندن أول نظام صرف صحي، حيث كانت البقايا الوحيدة للمراحيض الرومانية والتي هي موجودة للآن في بعض الكنائس والأديرة الكاثوليكية.

يمكن العثور على أنظمة تقوم باستخدام الصرف الصحي وذلك في مدينة (Mohenjo-Daro) في باكستان الحالية، التي تأسست حوالي 2600 ق.م، كما أنّها كانت واحدة من أولى الحضارات التي أدخلت المراحيض العامة وأنظمة الصرف الصحي، كانت هناك حمامات عامة في روما والمدن الرئيسية الأخرى مثل الإسكندرية وأنطاكية، كانت المراحيض العامة تديرها الدولة وكان على المستخدمين دفع رسوم رمزية لاستخدامها.

جهود العلماء في ابتكار المرحاض:

لأهمية استخدام واستعمال المراحيض توالت جهود العلماء في ابتكاره وتصميمه، تم وصف أول مرحاض عملي في عام 1596م من قبل السير جون هارينجتون وهو أحد رجال البلاط الملكي الإنجليزي وغودسون للملكة إليزابيث، الذي اخترع خزانة مياه بها صهريج مرتفع وأنبوب صرف صغير يجري من خلاله الماء، تم تجاهل اختراعه لما يقرب من 200 عام، وصف هارينغتون جهازه في كتيب، على الرغم من قيام (Harington) بتثبيت نموذج عملي بالنسبة للملكة إليزابيث في قصر ريتشموند.

استغرق الأمر عدة قرون للتحسينات التي أدخلتها الثورة الصناعية في التصنيع الدقيق لابتكار المرحاض، حتى أنّه لم ينتشر على نطاق واسع حتى عام 1851م، في عام 1775م حصل المخترع الإنجليزي ألكسندر كومينغ على أول براءة اختراع لمرحاض شبيه بالذي نستخدمه اليوم كان أعظم ابتكاراته هو الأنبوب المتصل بالمرحاض الذي يستخدم الماء لإنشاء مانع تسرب لمنع المياه غير النظيفة من الدخول عبر المرحاض.

في أواخر القرن التاسع عشر، قام صانع السباكة في لندن المسمّى توماس كرابر بتصنيع واحد من أولى خطوط المراحيض الناجحة على نطاق واسع، كما حصل البريطاني جورج جينينغز في عام 1852م على براءة اختراع لمرحاض الصرف، لم يخترع (Crapper) المرحاض لكنه قام بتطوير (ballcock) وهي آلية محسنة لملء الخزان لا تزال تستخدم في المراحيض حتى اليوم، في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر، أسس شركة (Thomas Crapper & Company).

في عام 1861م، تم تعيين توماس كرابر من قبل الأمير إدوارد لبناء مراحيض في العديد من القصور الملكية، حصل بعد ذلك على براءة اختراع لعدد من الاختراعات المتعلقة بالمرحاض، بدأ هو ومعاصروه جورج وتوماس تويفورد وإدوارد جونز وهنري دولتون، في إضافة بعض التعديلات على صناعة  المراحيض، وصلت تكنولوجيا المراحيض العصرية في القرن العشرين بصمامات قابلة للغسل وخزانات مياه ولفائف مناديل الحمام، التي تم تسويقها لأول مرة فقط في عام 1902م.


شارك المقالة: