قصة اختراع المصباح اليدوي

اقرأ في هذا المقال


منذ أكثر من 180 عامًا وبمساعدة المخترعين مثل توماس إديسون ونيكولا تيسلا وويليام سوير وألبون مان وجوزيف سوان والعديد من المخترعين العظماء قاموا بتطوير أساليب الإنارة وتطوير صناعة المصابيح وإصدار براءات اختراع وتسويقها تجاريًا وبمرور الوقت أصبحت الإضاءة الكهربائية هي القاعدة في المدن حول العالم، إنّ المصابيح الكهربائية اليدوية هي أداة حيوية يستخدمه الأشخاص أثناء قيامهم بمغامرات في الليل والتخييم في الظلام أو أثناء انقطاع الكهرباء.

أساليب الإضاءة والإنارة قديمًا:

حتى نتعرف على تاريخه واختراعه يجب أن نتعرف أولًا على طرق وأساليب الحضارات في الإنارة، بحلول الوقت الذي تم فيه تنظيم الحضارات القديمة مثل مصر القديمة، تم استخدام اللهب لإنشاء الشعلة وإضاءة مصابيح الزيت، بحلول عام 3000 قبل الميلاد، بدأ المصريون في استخدام (rushlight) وهو نوع من المشاعل المصنوعة من القصب، تم استخدام (Rushlights) في جميع أنحاء أوروبا حتى القرن التاسع عشر.

اخترعت الحضارات القديمة الأخرى مثل الفُرس في مدينة أور، مصباح الزيت من 540 قبل الميلاد، مع تطور الشموع ظهرت طريقة إضاءة أكثر كفاءة اخترعت العديد من الثقافات الشموع بشكل مستقل، سيطرت مصابيح الزيت التي تعمل بالكيروسين والتي تسمّى أيضًا مصابيح البارافين على استخدامها كمصدر للإضاءة المحمولة حتى اختراع البطاريات والأضواء الكهربائية، لا تزال المصابيح الزيتية تستخدم للإضاءة من قبل الناس في جميع أنحاء العالم.

خاصةً في المناطق الريفية التي لا توجد بها طاقة كهربائية، يمكن الاعتماد على هذه المصابيح لتوفير مصدر ضوء طويل الأمد، لا يمكن للمصابيح العادية تحمل المطر أو غيره من الأحوال الجوية السيئة، ممّا يقلل من استخدام المصابيح كمصدر للإضاءة في أحداث الطقس والعديد من حالات الكوارث الطبيعية، كان اختراع المصباح الكهربائي والضوء الكهربائي والبطارية خطوات حاسمة نحو المصباح اليدوي الذي نعرفه اليوم.

ما هي قصة اختراع المصباح اليدوي؟

أمور ساعدت في اختراع المصباح اليدوي:

من المهم أن نلاحظ أنّ الوقت الذي تم فيه التوصل للاختراعات المبكرة المتعلقة بالمصابيح الكهربائية والبطاريات وأشكال الإضاءة الكهربائية وإتقانها كان سببًا مهمًا في التوصل لاختراعه، كان المخترعون متحمسين منذ التوصل للطاقة الكهربائية طوال القرن التاسع عشر، تم إنشاء أول ضوء كهربائي في عام 1802م؛ أنتج جهاز يسمّى مصباح القوس الكهربائي الذي أنشأه فيزيائي بريطاني لفترة وجيزة عندما تم توصيل شكل مبكر من البطارية بشريط فحم بأسلاك.

ومع ذلك، فإنّ هذه البطارية والضوء الذي تنتجه لم يكن فعالًا ولم يكن الأمر كذلك حتى عام 1879من عندما تم توليد الضوء في مصابيح كهربائية لأكثر من 13 ساعة وذلك بسبب العظيم المخترع أديسون الذي قام بابتكار المصباح الكهربائي، لكي يصبح الضوء الكهربائي المحمول حقيقة واقعة، كان لابدّ أولاً من اختراع طريقة لتخزين الطاقة، اخترع الفيزيائي الإيطالي أليساندرو فولتا أول بطارية كما نعرفها في عام 1800م، كان لاختراع البطارية والمصباح الكهربائي السبب المباشر لاختراع المصباح اليدوي.

بدء تصميم واختراع المصباح اليدوي:

تم إتقان علم وقوة البطارية في عام 1887م تم اختراع البطارية الجافة، سمح ذلك باستخدامها في الأشياء المحمولة، في عام 1891م، وصل رجل يُدّعى كونراد هوبرت إلى جزيرة إليس من روسيا، في عام 1896م، افتتح (Hubert) متجرًا يعتمد على تسويق العناصر التي تعمل بالبطاريات والتي أطلق عليها اسم الشركة الأمريكية للتصنيع والكهرباء، بعد عدة محاولات بدمج المصابيح بالبطاريات توصلوا لاختراع المصباح اليدوي، أعاد تسمية الشركة باسم (American Ever Ready Company).

اشترى (Hubert) براءة الاختراع من مخترع في شركته يُدعى (David Misell)، تم حصوله على براءة الاختراع وكان (Misell) قد اخترع سابقًا كان هذا الجهاز الكهربائي عبارة عن أنبوب ورقي بسيط مزود ببطارية خلية جافة ومصباح، كان هذا عام 1899م، المصباح اليدوي الخاص به كان يحتوي على ثلاث بطاريات موضوعة في أنبوب يعمل كمقبض للجهاز، تعمل البطاريات على تشغيل مصباح كهربائي صغير وهاج ومفتاح اتصال بسيط يعمل على تشغيل وإطفاء الضوء.

كانت تسمّى أضواء (الفلاش) لأنها لا تستطيع إلقاء الضوء لفترة طويلة وكان عليك أن تطفئها من وقت لآخر لأنّ المصابيح الكهربائية المبكرة تعمل على بطاريات الزنك والتي لا يمكن أن تعطي تيارًا ثابتًا لفترة أطول فترات زمنية، واصل (Hubert) إتقان هذا الاختراع، حيث حصل على براءة اختراع لدائرة كهربائية أقرب وإضافة شعار (Eveready) إلى غطاء نهاية المصباح اليدوي في عام 1902م، تبرع هوبرت ببعض المصابيح الكهربائية للشرطة المحلية في عام 1899م.

لم يتم بيع المصابيح الكهربائية الأولى بشكل جيد بسبب سلوك البطاريات ولأنّ المصابيح الكهربائية المصنوعة من خيوط الكربون كانت غير فعالة، أدى استبدال خيوط الكربون بالتنغستن وتحسين البطاريات إلى جعل المصباح اليدوي جهازًا أكثر فائدة ممّا زاد من شعبيته، في غضون بضع سنوات تم تحسين المصباح وتطور من عنصر جديد إلى أداة حيوية فعالة، تضمنت براءة اختراع (Hubert) المصباح اليدوي عام 1903م مفتاح تشغيل/وإيقاف.

ومن أجل جعل المصابيح الكاشفة والأضواء الأخرى توفر إضاءة أكثر استمرارية وطويلة الأمد، عملت شركة (Eveready) على تحسين المصباح، في العقد الأول من القرن العشرين في عام 1910م، طورت شركة جنرال إلكتريك طريقة لتصنيع مصابيح الإضاءة، في عام 1937م قدم (Eveready) المصباح اليدوي بشكل أكثر تطورًا مما سبق.

كان أكثر كفاءة لأنّه قلّل من كمية الطاقة اللازمة لإنشاء نفس القدر من الضوء مثل التكرارات السابقة للمصباح اليدوي، تم تحسين المصباح المتوهج واستمرت التكلفة في الانخفاض خلال القرن العشرين، مع ذلك، أدّى خطأ تجريبي في عام 1962م إلى آلية إضاءة المصباح اليدوي الحديث، أثناء العمل في مشروع لإنشاء ليزر أشباه الموصلات قام نيك هولونياك جونيور بتصميم الصمام الثنائي الباعث للضوء أو (LED) ظهرت هذه الثنائيات الفعالة لأول مرة في التسعينيات.

وهي الآن تحل محل المصابيح اليدوية في العديد من أشكال الإضاءة الكهربائية، بما في ذلك المصابيح الكهربائية، بطارية الخلية الجافة الموضوعة في المصابيح اليدوية تعمل بالنيكل والكادميوم خلال معظم القرن العشرين ولكنها نادرًا ما تستخدم اليوم بسبب خطورة مادة الكادميوم، تتنوع عروض المصباح اليدوي اليوم في ميزاتها وقدراتها، توفر المصابيح الكاشفة القابلة لإعادة الشحن والمصابيح اليدوية التي تعمل بالطاقة ومن السهل العثور على مصباح يدوي ثابت بتكلفة معقولة.

بحلول عام 1922م كان هناك العديد من التصميمات المختلفة من تصميمه، أدّى ذلك إلى يُقدّر بعشرات الملايين من الذين يقومون باستعماله، بحلول عام 1967م قدم (Energizer) مصابيح يدوية قابلة لإعادة الشحن من (Eveready)، ممّا يمنح المستهلكين القدرة على الاحتفاظ بمصباح يدوي في منازلهم دون الاعتماد الكامل على البطاريات، عام 1970م، تم طرح أول مصباح يدوي مقاوم للماء، مرة أخرى بواسطة (Energizer)، تواصل الشركات تحقيق خطوات واسعة في تصميم وتكنولوجيا المصابيح اليدوية بحجم الجيب.


شارك المقالة: