قصة اختراع المضخة الحرارية

اقرأ في هذا المقال


لا يزال الكثير من الأشخاص يعتقدون أن المضخات الحرارية هي اختراع حديث، في الواقع يعود تاريخ ابتكارها إلى سنوات بعيدة، حيث بدأ إنشاء ما يشبه مبدأ عمل المضخات الحرارية سنة 1748م، حيث صمم الاسكتلندي ويليام كولين آلة تبريد صغيرة تستخدم مضخة لخلق فراغ فوق ثنائي إيثيل الأثير، مما تسبب في غليان الأثير وامتصاص الحرارة من الهواء المحيط. عام 1852م، اقترح العالم لورد كلفن استخدام نفس مبدأ كولين لإنشاء المضخات الحرارية.

تاريخ اختراع المضخة الحرارية وجهود العلماء في ابتكارها

لقد تم إنشاء ما يشبه المضخة الحرارية التي نستعملها في يومنا الحالي بواسطة (Peter von Rittinger) وذلك في سنة 1856م في النمسا، لقد أدرك (Rittinger) مبدأ عمل المضخة الحرارية أثناء إجراء تجارب على استخدام الحرارة الكامنة لبخار الماء لتبخير محلول ملحي. لكن في الواقع تم إنشاء أول مضخة حرارية عملية كبيرة الحجم في المملكة المتحدة بواسطة (John Sumner) في عام 1945م، وذلك بعد أن قام قسم الكهرباء في مجلس مدينة نورويتش ببناء مبانٍ جديدة في نورويتش في شارع ديوك.

كان من المقرر أن يتم تسخين المكتب بمضخة حرارية، ولكن ظروف الحرب حالت دون توفر الموارد اللازمة لإنشاء تلك المضخة، بعد الحرب قام سومنر، بتجميع الأجزاء والقطع اللازمة لإنشاء مضخة حرارية، كانت مضخته تعمل بمتوسط ​​توصيل حراري يبلغ 147 كيلو واط وكان ذروة إنتاجه تبلغ 234 كيلو واط. تم تصميمها بدايةً لتدوير المياه حول أنظمة الباعث الحراري للمبنى عند (50-55) درجة مئوية. على الرغم من كفاءة وفعالية المضخة، إلّا أنّه لم يتم استعمالها على نطاق واسع في المملكة المتحدة.

لكن سومنر قرر أن يقوم بمضاعفة جهوده في تطوير المضخة الحرارية، لذا قام بتركيب مضخة حرارية ذات مصدر أرضي مغلق لمنزله في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. تم إنشاء الحلقة الأرضية مبدئيًا باستخدام أنبوب نحاسي على عمق حوالي 1 متر، في حين أن المضخات الحرارية الخاصة بـ(Sumner) كانت فعالة تمامًا من الناحية الفنية، لكن في الواقع لم تحصل على دعم في المملكة المتحدة، في عام 1948م تم تركيب مضخة حرارية كبيرة الحجم في أوريغان بالولايات المتحدة.

بعد أزمة النفط في أوبك في السبعينيات بدأ تطوير واعتماد المضخات الحرارية في الكثير من الدول حول العالم، كانت السويد على وجه الخصوص تطور مفاعلات ذرية جديدة وتبحث عن وسائل فعالة لتدفئة المنازل بالكهرباء بدلاً من البارافين. لذلك قررت استعمال المضخات الحرارية، تم استمعال المضخات الحرارية في كل من: ألمانيا وسويسرا وفنلندا، وبحلول عام 2008م، تشير التقديرات إلى أن سويسرا وحدها كان لديها ما بين 30000 و44000 مضخة حرارية.

كان الاستعمال الأكبر للمضخات الحرارية في الولايات المتحدة، حيث أشارت التقديرات إلى أنّه بحلول عام 2008م، كانت السوق الأمريكية تقوم بتركيب ما بين 50000 إلى 60.000 وحدة سنويًا من المضخات الحرارية. في الواقع لقد كانت شركة (Suomen Lämpöpumpputekniikka Oy) من أهم الشركات التي تقوم بتصنيع المضخات الحرارية حيث قدمت الشركة حتى اليوم أكثر من 20000 مضخة حرارية لعملائها في جميع أنحاء أوروبا، لا يزال يتم تطوير تقنية المضخات الحرارية خاصةً مع التقدم في التكنولوجيا.


شارك المقالة: