قصة اختراع المكوك الطائر

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع المكوك الطائر؟

كانت الثورة الصناعية أمرًا مهمًا في ظهور وابتكار الاختراعات المهمة والعديدة التي بقي استخدامها إلى يومنا هذا، بدايةً في بريطانيا ذلك خلال القرن الثامن عشر وسرعان ما امتدت إلى بقية أوروبا وأمريكا الشمالية، كانت الصناعات المنزلية مرحلة مبكرة من التطور الاقتصادي، تم تطوير طرق جديدة للإنتاج في جميع أنحاء أوروبا، وخاصة في بريطانيا العظمى استمرت هذه الفترة من الابتكار طوال القرن التاسع عشر.

في القرن التاسع عشر كان هناك تقدم تكنولوجي هائل وتضاعفت جهود العلماء، تضمنت الاختراعات والابتكارات المهمة في هذا الزمان ومن بين الآلات شديدة الأهمية التي حسنت مبدأ عمل النسيج الآلي وهو المكوك الطائر الذي كان ابتكاره خطوة أساسية لتحسين أنوال الحياكة وكمساهمة رئيسية في الثورة الصناعية، مبتكره هو (John Kay) وذلك في قرية إسيكس الريفية في (Coggashall)، تغيير صناعة النسيج وذلك عام 1733م.

عدّ من بين أعظم الاختراعات العالمية، كان جون مخترعًا إنجليزيًا بالإضافة إلى المعدات الأخرى المهمة لصناعة النسيج في إنجلترا، تم استخدامه مع النول اليدوي التقليدي وساعد في تحسين كفاءة النسيج وتقليل احتياجات العمالة لأنه يمكن تشغيله مع مشغل واحد فقط، كانت الابتكارات المهمة التي جاءت مع صناعة المكوك الطائر: المغزل ونول الطاقة والإطار المائي ومحلج القطن والمحرك البخاري والهاتف والمصباح الكهربائي والسيارات وإنتاج خط التجميع.

جهود جون كاي في ابتكار المكوك الطائر:

قديمًا كان يتم تمريره عبر الخيوط يدويًا، كما أنّ الأقمشة العريضة تتطلب وجود اثنين من الأشخاص للعمل على النسيج، إلى أن قام كاي بتركيبه على عجلات في مسار من جانب إلى آخر، باستخدام المكوك الطائر بواسطة كاي أصبح نسج الأقمشة من أي عرض بسرعة أكبر مما كان من قبل اختراعه، الجهد الذي قام به كاي لابتكاره أدى إلى مزيد من الأتمتة بواسطة الآلات، طور جون مهاراته كعامل ميكانيكي ومهندس وأجرى العديد من التحسينات على الآلات في المصنع.

بعد اختراعه وتجريبه وتطوير صناعته في المصانع ساعد النساجين من العمل بشكل أسرع، احتوت الأداة الأصلية على بكرة بحيث يتم من خلالها لف خيوط اللحمة المتشابكة عليها، كان يتم دفعه عادةً من خلال جانب واحد من سلسلة الخيوط الممتدة طوليًا في النول إلى الجانب الآخر يدويًا، لهذا السبب احتاجت آلات النول الكبيرة إلى اثنين من النساجين، بدلاً من ذلك، تم تمرير مكوك كاي الطائر بواسطة رافعة يمكن تشغيلها بواسطة حائك واحد فقط.

كان قادرًا على القيام بعمل شخصين وبسرعة أكبر، واصل جون إجراء تحسينات على آلات النسيج،  لتحسين مبدأ عمله قام بتثبيت عجلات أو بكرات على الجانب السفلي من المكوك لإزالة الاحتكاك وتقويم خطوطه ووضع نقاط فولاذية حادة على الأطراف، كانت سرعة المكوك أكثر ابتكارات كاي ذكاءً من حيث أنّه استبدل التعامل مع المكوك التي مكنت الحائك من الإمساك بمقبض ونقل المكوك من جانب إلى آخر بسرعات تقدر بـ 30 ميلاً في الساعة.

بعد ذلك بفترة من استخدامه انخفض الطلب على مغازل الأنسجة واللفافات وتم تزويد الكثير من الخيوط لملء المكوك، في عام 1730م حصل كاي على براءة اختراع لآلة حبال ولف صوفي، ومع ذلك لم تكن هذه الابتكارات بدون عواقب، في عام 1753م، تعرض منزل كاي لهجوم من قبل عمال النسيج الذين كانوا غاضبين من أنّ اختراعاته قد تؤدي إلى إبعادهم عن العمل، باع كاي براءة اختراعه للمكوك الطائر للمصنعين الفرنسيين مما سمح للفرنسيين بصنع الكثير من الأقمشة.

في المقابل حصل كاي على معاش تقاعدي مستمر على هذا النحو، لكن اختراعه العظيم بقي يستخدم في جميع أنحاء إنجلترا وفرنسا، بعد ذلك ذهب كاي من إنجلترا إلى فرنسا وتُوفي في عام 1780م، مهد اختراع كاي الطريق لأدوات نسيج ميكانيكية أخرى، في بريطانيا في عام 1760م، تم ابتكار أداة شبيهة بمبدأ عمل المكوك والذي مكّن النول من استخدام مكوكات متعددة في نفس الوقت، أيضًا قام كارترايت في اختراع النول الكهربائي.

حيث وضع رافعات لسحب الأحزمة الجلدية لتقليد حركة المكوك الذي تم إنشاؤه قبل سبعين عامًا، في الواقع على الرغم من مرور سنوات عديدة على اختراع المكوك الطائر إلّا أنّه كان بداية مقدمة مبدأ عمل تحسين الحياكة وصناعة العديد من الأقمشة والمنسوجات المزخرفة على الرغم من عدم استخدامه في وقتنا الحالي نظرًا للتقدم التكنولوجي في الآلات وصناعة الأقمشة.


شارك المقالة: