قصة اختراع النول الآلي

اقرأ في هذا المقال


كيف كان يتم النسج قبل اختراع النول؟

قديمًا كانت النساء يحيكون وينسجون بأيديهم وكان هذا أمر شاق للغاية، قبل تعلم كيفية التطريز تعلم الناس كيفية نسج الحصائر البسيطة باستخدام الأغصان والقصب، قديمًا قبل كيفية الحياكة كان يتم استخدام جلود الحيوانات لارتدائها، فقط بعد إتقان تقنية النسيج، تمكنوا من كيفية صناعة أقمشة الصوف والكتان، منذ الأزل كانت عجلة الغزل البسيطة المستخدمة في النول اليدوي عبارة عن منتج بسيط لصنع الغزل.

يتم ربط أطوال الألياف معًا وتشكيلها مع بعضها البعض، بدأ استعمال تلك الطريقة هذه في وقت ما قبل خمسة آلاف قبل الميلاد، كانت تلك الطريقة فعالة لكنها كانت متعبة للغاية، قديمًا في مصر، قام النساجون باستخدام النول اليدوي الذي يتسم ببساطته، أيضًا استخدم في بلاد ما بين النهرين، كان عبارة عن عمودين خشبيين، مثبتين بشكل جيد بالتوازي مع بعضهما البعض، النول كان عبارة عن حرفة دقيقة حيث يتم محاذاة كل خيوط الأقمشة أو ألياف الصوف باتجاه بعضهم البعض.

ما هي قصة اختراع النول الآلي؟

أصبحت عملية حياكة الأقمشة في تطور مستمر وذلك بسبب ما يسمّى بالنول الرأسي، كان هذا تمهيدًا لاختراع النول الآلي، حيث يقوم النساج بوضع الخيوط رأسيًا على النول، بالتالي تتم آلية النسج من أعلى إلى أسفل، تم العثور على أدلة على الإصدارات المبكرة من هذا النول في صربيا وكذلك سويسرا، بعد فترة من انتشر في اليونان القديمة وبعد ذلك في جميع أنحاء أوروبا، وخاصة الدول الاسكندنافية، بعدها العديد من الدول المجاورة.

تم استخدامه في حياكة الأقمشة على نطاق واسع في مختلف الثقافات حول العالم، تم العثور على آلات النول في أمريكا الجنوبية والوسطى، خاصة في جواتيمالا وبيرو ومع ذلك توجد نسخ منه أيضًا في أجزاء من آسيا مثل اليابان وإندونيسيا والهند، توجد بعض الأدلة التي تدل على استخدامه في شرق آسيا خلال العصر البرونزي، بدأت صناعة النول في التقدم بسرعة أكبر خلال العصور الوسطى مع اختراع الدواسات.

حيث عُدّت من أهم الأجزاء المكونة للنول، التي بواسطتها تقوم إمّا برفع أو خفض الخيوط والأنسجة ذلك يسمج للنساج بحرية التحرك في تشغيل آلة النول، كما تقوم برفع الخيوط بشكل منتظم وتمنعها من الاعوجاج، بدأ تطوير صناعة النول في الصين، أمر آخر أدّى لتقدم عمل النول وهو المكوك عبارة عن أداة تمسك الخيوط مباشرة وتقوم بنسجها بسرعة كبيرة، في عام 1733 م، اخترع الحائك البريطاني جون كاي المكوك.

وهو نظام ميكانيكي أدّى إلى تطور عملية النسيج، كان اختراع (John Kay) لذلك المكوك أمرًا مهمًا جدًا في صناعة النسيج، في عام 1785م، حصل (Edmund Cartwright) على براءة اختراع لتحسن عمل النول وبحلول الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، زاد عدد الآلات في المصانع وانخفض عدد العمال بسرعة، بحلول عام 1786م، حلت المحركات البخارية كمصدر طاقة للنول.

بسبب التطورات العلمية، تطور مبدأ عمل النول الآلي نتيجة بذل جهود العديد من العلماء والمخترعين، كما أصبح هو المعيار الأساسي في إنتاج القماش، ظهر ما يسمّى بنول (Jacquard) في معرض صناعي في باريس عام 1801م، أظهر (Jacquard) آلية عمل النول الآلي، النول الآلي يقوم بنسج الخيوط والأقمشة بسرعة كبيرة بشكل أسرع من النول اليدوي ومن دون حدوث أخطاء.

سرعان ما اعتبرت حكومة فرنسا النول الآلي بأنّه اختراع مهم ولكن اعتبرته ملكية حكومية، مقابلًا عوضت جاكار بمعاش تقاعدي لدعمه بينما استمر في ابتكار وتطوير النول الآلي، لكن آلية تطويره استمرت لسنوات لإتقانه وجعله ناجحًا تجاريًا، في أواخر القرن الثامن عشر، كان العاملين في أوروبا بالاعتراض من هذا الاختراع الخاص (Jacquard).

خاصةً من قبل نساجي الحرير في باريس الذين رأوا بأنّ هذا الاختراع سوف يفقد العديد من الأشخاص عملهم بسببه، على الرغم من أنّ الأنوال الآلية الفرنسية لم تصل إلى إنجلترا حتى أوائل عشرينيات القرن التاسع عشر لكن معارضتهم قوبلت بالرفض من قبل الحكومة، فقد كان نول (Jacquard) من الاختراعات المهمة.

في نهاية المطاف أصبح معيارًا في جميع أنحاء العالم الصناعي لنسج الأقمشة الفاخرة، اليوم نتيجة لعصر التكنولوجيا التي ولدت ابتكارات عديدة في صناعة النسيج خاصة آلات الحياكة الصناعية الرقمية، لم يعد النول الآلي يستخدم كثيرًا، لكنه عدّ من أهم الاختراعات في ذلك الوقت بحلول بداية القرن العشرين، كما ظهرت المحركات الكهربائية بدلاً من المحركات البخارية.


شارك المقالة: